دام برس:

تُعجبني كثيرا حماسة  وزير الصناعة كمال الدين طعمة التي أتحسسها في تصريحاته شبه اليومية !

وأتمنى لو كان السيد الوزير يملك الصلاحيات والإمكانيات لترجمة  "حماسته" للقطاع العام الصناعي إلى مشاريع تفيد الوطن والمواطن !

ويمكن تلخيص موقفنا من التصريحات الحماسية شبه اليومية بالتالي : وزير الصناعة يريد .. ونحن نريد .. فمن الذي لايريد ؟!

وزير الصناعة يريد الاستفادة من كل الإمكانات البشرية والمادية والفنية في الشركات العامة لإعادة تأهيلها من جديد ، وتصنيع منتجات ذات جدوى اقتصادية وتلبي احتياجات السوق المحلية خلال المرحلة القادمة..

ونحن ..نريد مايريده وزير الصناعة .. فليُقدم على ترجمة أقواله إلى أفعال !

وزير الصناعة يريد العمل على وضع استراتيجيات طويلة الأجل للمؤسسات والشركاتها التابعة للوزارة   .. وهذا التفكير أكثر من جيد .. فليقدم الوزير على ترجمة مايريد إلى أفعال !

الوزير يفكر جديا بصناعة أجزاء من المكون الأساسي للصناعات التجميعية في الشركات العامة ، ونحن معه بتفكيره وبما يريده .. فإلى الأمام سر يامعالي الوزير !

ويعرف وزير الصناعة ضعف الكوادر في القطاع العام الصناعي لذا هو يريد إعادة تقييم إدارات الشركات التابعة له بشكل موضوعي والاهتمام بشكل واسع بموضوع التدريب والتأهيل لعمال وكوادر الشركات ..

وهذه الإرادة أكثر من جيدة .. فلتفعلها يامعالي الوزير اليوم قبل الغد !

انت تريد فعلها .. ونحن نريد أيضا .. فلتفعلها !

ووزير الصناعة لايكتفي بقول مايريد فقط .. فأحيانا "يتحمس" فيوجه مثلا إدارة المؤسسة العامة للصناعات الهندسية بإعداد "دراسة جدوى اقتصادية لإقامة معمل لصناعة القوالب نظراً لحاجتها في السوق المحلية" !!

يا الله .. ما أشبه الماضي السحيق بالحاضر الحديث !!

وزير الصناعة المهندس علي طرابلسي في حكومة الدكتور عبد الرؤوف الكسم في ثمانينات القرن الماضي  وجّه بصناعة القوالب مؤكدا حينها انها مفتاح تطوير القطاع العام الصناعي ، وأراد إطلاق هذه الصناعة بأسرع مايمكن .. فهل ينجح طعمة بما فشل به سلفه القديم جدا طرابلسي ؟!

ويُخيل إلينا أن حماسة وزير الصناعة لاحدود لها .. وهذا أمر ممتاز ونتمنى له النجاح ..

هو يريد تشكيل "المجلس الأعلى للصناعة" ليضع الإستراتيجية المناسبة التي ستصبح خطة عمل لجميع الوزراء والإدارات المتعاقبة.. وإقامة مناطق صناعية حرة لكونها هي الأكثر جاذبية للاستثمار !

وهو يريد إطلاق التشاركية مع القطاع الخاص .. هو يريد الكثير !

لكن أهم مايريده الوزير هو العمل بالإدارة الاقتصادية في مؤسسات وشركات القطاع العام الصناعي ..

مرة أخرى .. يالله ما أشبه الماضي السحيق بالحاضر الحديث !!

وزير الصناعة أنطون جبران في حكومة المهندس محمود الزعبي في تسعينات القرن الماضي اقترح في دراسة رفعها لرئيس الحكومة آنذاك تطبيق الإدارة الإقتصادية في القطاع العام الصناعي وبفصل الإدارة عن الملكية .. فطار الوزير مع أول تعديل حكومي !

نتمنى أن ينجح الوزير طعمة وأن لايكون مصيره كسلفه الوزير جبران !

باختصار قضية تطوير القطاع العام الصناعي لاتُختزل في حماسة أو إرادة هذا أو ذاك الوزير .. المسألة تُختصر بالتالي :

الوزير يريد .. ونحن نريد .. فمن الذي لايريد ؟