دام برس:

أتحفنا المخرج المبدع برائعته الجديدة "ملك الرمال" .. هذا الفيلم الذي يؤرخ لجذور ونشأة الحركة الوهابية السعودية الإرهابية وتاريخها التكفيري الذي يكتسح منذ سنوات العديد من دول العالم !

وسيسجل التاريخ للمخرج المتميز أنزور أنه أول من وثّق سينمائيا لجذور الإرهاب التكفيري الذي يقتل ويذبح اليوم آلاف السوريين ، بعدما ضرب في مناطق كثيرة كان أبرزها في أفغانستان ويوغسلافيا والشيشان وعواصم أوروبية دون أن ننسى أحداث 11 أيلول في الولايات المتحدة الأمريكية..

ويفترض أن تقوم شركات التوزيع الأمريكية والأوروبية بتسويق فيلم أنزور "ملك الرمال" وعرضه وسط حملات إعلامية مركزة في جميع دور العرض السينمائية ليكتشف العالم أجمع الفظائع والمجازر الإرهابية التي يقوم بها آل سعود ! 

ولا يخفي مخرجنا الكبير هدفه من إخراج فيلم "ملك الرمال :الفيلم ضد من دمر سورية ، وعندما يكون هناك هجمة بربرية وحشية سلفية وهابية على بلدنا سورية لا يمكن أن نبقى صامتين نتفرج فالحد الأدنى من الإنسانية أن نقف مع بلدنا بالدرجة الأولى".

وفيلم "ملك الرمال" ليس الأول في تناول قضية الإرهاب ، بل هو يُتوج مرحلة سنوات من مسيرة المخرج أنزور في فضح الإرهاب الذي يضرب المنطقة والعالم ، بل أن "فكرة الفيلم لم تكن وليدة اللحظة وإنما جاءت عبر سنوات طويلة من التعامل مع ظاهرة الإرهاب من خلال مسلسلات عديدة قدمها على الشاشة بدءا من "الحور العين" إلى "المارقون" إلى "سقف العالم" و"ما ملكت إيمانكم" ..

وخلافا لما يشيعه "إعلام آل سعود فإن فيلم "ملك الرمال ليس من نوع الأفلام المفبركة التي تهدف للإساءة لشخص "الملك" بل هو يعتمد على عدد من المراجع التي كتبها محبو ومبغضو "آل سعود" ، ويفترض أن الأسرة الحاكمة لاتخجل من تاريخ مؤسسها بل تفتخر به وتنتج له الأفلام والمسلسلات الوثائقية .. إلا إذا كانت فعلا تخجل من هذا التاريخ وتعمل على طمسه ودفع الأموال لمن يحاول نبشه من كتب التاريخ !

وهذا ماحاولوا أن يفعلوه مع فيلم "ملك الرمال" أي أن يشتروا ويمنعوا عرضه  ، وقد رد أنزور مخاطبا السعودية: الفيلم ثمنه دماء شهدائنا ودمار بلدنا .. الفيلم "صرخة" في وجه كل من يحاول النيل من وطننا الحبيب .

ونتفهم تماما "الكابوس" الذي يؤرق آل سعود بعد إطلاق "ملك الرمال " في دور العرض البريطانية والسورية وقريبا دور العرض الأوروبية والأمريكية ، هم يعرفون أن الكتب والوثائق التي تؤرخ لإرهابهم غير متوفرة سوى لقلة من الباحثين ، ولا يمكن أن يصل مضمونها إلى الرأي العام العربي والعالمي في ظل الهيمنة المالية والإعلامية لمملكة آل سعود في حن الأمر يختلف مع فيلم درامي يصل لكل الناس بلا استثناء ، إن لم يكن من خلال دور العرض فمن خلال الإنترنت واليوتيوب ومواقع التواصل الإجتماعي وأقراص الدي في دي .. الخ .

نعم .. فيلم ملك الرمال يفضح الحركة الوهابية السعودية ويدخلها للمرة الأولى في تاريخ السينما العالمية ، ويضعها في متناول الأجيال الحالية والقادمة وعلى مر العقود .

لقد أذهلتني مقدمة برامج سياسية على فضائية لبنانية باستنكارها وإنكارها لتاريخ الوهابية الإرهابي وطلبت من مضيفها أن يقدم نصا واحدا يثبت أن الوهابية .. إرهابية !

وحال مقدمة البرامج هذه ينسحب على غالبية الناس في المنطقة العربية والعالم .. الكل يسمع عن الوهابية التي يدين بها آل سعود دون أن يعرف شيئا عن تاريخها الدموي عبر القرنين الماضيين !

وإذا كان المال السعودي نجح حتى الآن في طمس تاريخ مملكتهم الدموي فإن فيلم "ملك الرمال" أنهى هذا الطمس للتاريخ وشرع الأبواب أمام الرأي العام للإطلاع على "مآثر" آل سعود الإرهابية!

وإذا عدنا إلى الوثائق التي استند إليها المخرج أنزور في "ملك الرمال " .. فماذا سنكتشف ؟

الوهابية مصطلح لحركة إسلامية سياسية قامت في منطقة نجد وسط شبه الجزيرة العربية في آوخر القرن الثامن عشر على يد محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود حيث تحالفا لنشر الدعوة السلفية !

وكان هذا التحالف بداية للحرب الإرهابية التكفيرية ضد كل من يخالفهم الرأي !

وهو حلف ديني سياسي، فقد بايع محمد بن عبد الوهاب الأمير محمد بن سعود على السمع والطاعة، وبايعه الأمير محمد على نشر دعوته إذا استتب الأمر له. 

لم يلجأ حلف عبد الوهاب ـ آل سعود لنشر السلفية بالحوار والدعوات التبشيرية وإنما بالقتل والإرهاب والترويع والذبح والنحر فأعلنا "الجهاد" ـ نعم الجهاد ـ ضد المسلمين في الجزيرة العربية وشنا سلسلة من الحروب سماها "الغزوات" قتلوا فيها آلاف المسلمين وصادروا فيها أموال خصومهم التي سموها "غنائم" .. نعم غنائم !  

وما نراه اليوم من أعمال شائنة في سورية على يد الوهابيين الجدد هو استمرارية لأجدادهم فهم لايجيدون سوى القتل والذبح والنحر والتكفير  وهدم قبور الأولياء والأضرحة ! 

ولكن السؤال : كيف تكنت الوهابية السعودية من غزو المنطقة ؟

انهم الإنكليز .. فقد كانوا وراء تأسيس الوهابية السعودية فمدوها بالمال والسلاح حتى نهاية الحرب العالمية الثانية .. وأخذت الولايات المتحدة الراية من بعدهم فأعلنت السعودية محمية أمريكية وشجعت ودعمت أعمالها الإرهابية حتى في قلب نيويورك !!

شكرا للمخرج المبدع نجدت أنزور على فيلمه التاريخي "ملك الرمال " !