Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 00:45:44
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
المؤامرة على فلسطين ما زالت مستمرة .. بقلم: الدكتور خيام محمد الزعبي
دام برس : دام برس | المؤامرة على فلسطين ما زالت مستمرة .. بقلم: الدكتور خيام محمد الزعبي

دام برس:

ما خلفته الآلة العسكرية الأمريكية من قتل ودمار في بقاع مختلفة من العالم، وفي مناخ التراجع الحاد لسمعة الولايات المتحدة الأمريكية في المحافل الإقليمية والدولية إثر ما قدمته للإنسانية من موت وقتل وتشرد وإعاقة في أفغانستان والعراق وليبيا وسورية ومصر وغيرها، عادت السياسة الأمريكية إلى الساحة الدولية بثوب الصورة الإيجابية الخادعة لسياسة لم تغير في أهدافها بقدر ما غيرت في نهج تسعى من خلاله الى بناء الإمبراطورية الأمريكية المستندة إلى القوة الناعمة.
في ظل تصاعد التوترات بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو مؤخراً وإختلاف وجهات النظر بشكل جذري بينهما، إلا أن الأشهر القادمة قد تكون بمثابة فرصة لكليهما لإعادة رسم الخارطة السياسية للشرق الأوسط الجديد نحو مستقبل أفضل، فهذه الأشهر ستشهد إنطلاق إثنتين من المفاوضات الهامة التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية، حيث المفاوضات مع إيران لنزع فتيل قدراتها النووية وإبرام إتفاق نهائي بشأن برنامجها النووي، إضافة إلى المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين للتوصل إلى سلام نهائي بين الجانبين.
وهنا نتوقف أمام أخطر تصريحات صدرت رسمياً عن الإدارة الأمريكية على لسان رئيسها راعي المفاوضات، حيث أعلن الرئيس الأميركي في تصريحات أمام المنتدى السنوي لمركز سابان للسياسة في الشرق الأوسط من واشنطن بأن هناك تقدم يسمح بالتوصل الى إتفاقية إطار للسلام بين اسرائيل والفلسطينيين، يقود الى "حل الدولتين"، يبدأ بالضفة الغربية ويتم تأجيله في قطاع غزة، وعندما يرى ابناء القطاع الإزدهار والتطور والتقدم الناشئ في "دولة الضفة" سيتهافتون ليلتحقوا به.
وفي سياق متصل تمثلت جولة وزير الخارجية الامريكي الأخيرة  الى دول المنطقة في طرح مقترح بشأن الترتيبات الأمنية وضعه طاقم أمني أمريكي، يلبي أكثر من 90% من المطالب الإسرائيلية، وقد عرض جون كيري رسميا هذا المقترح على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، يعتبر هذا المقترح الأمريكي هو خلاصة مشاورات ولقاءات أجراها الطاقم الأمني الأمريكي في فريق الدعم التفاوضي برئاسة مارتن أنديك مع خبراء أمنيين إسرائيليين سابقين وحاليين، ولم يشارك الجانب الفلسطيني في ذلك، بمعنى أن كيري وطاقمه لم يدع الجانب الفلسطيني للمشاركة في هذه المشاورات، وجاء هذا المقترح إنعكاساً للمشاورات الأمريكية الاسرائيلية التي امتدت على مدار الاشهر الأخيرة، وكان استبعاد الفلسطينيين متعمد من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وحليفتها إسرائيل.
ومن تبعات هذا الإقتراح الأمني الأمريكي منح إسرائيل السيطرة الفعلية على المعابر الحدودية مع الدولة الفلسطينية المستقبلية، بالإضافة الى تواجد إسرائيلي فعلي في منطقة الأغوار عبر العديد من الأنظمة الأمنية والدفاعية، مقابل وجود رمزي للجانب الفلسطيني، وبالتالي كان هناك تجاوباً أمريكياً ايجابيا واضحاً مع بعض المطالب الاسرائيلية بشأن "تلال" في الضفة الغربية تعتبرها إسرائيل "تلالاً ذات أهمية إستراتيجية" من الدرجة الأولى، وضرورة بقائها تحت السيطرة الأمنية الاسرائيلية.
وبالمقابل رفضت منظمة التحرير الفلسطينية أي إتفاقات مؤقتة مع إسرائيل تؤدي الى  إمكانية الوصول إلى حل مرحلي بين الفلسطينيين وإسرائيل، وقالت المنظمة في بيان أصدرته "إن الشعب الفلسطيني يعيد رفضه لأي محاولة تنتقص من حقّه في دولة كاملة السيادة على مائها وترابها وحدودها وعاصمتها القدس."
ورفض بيان منظمة التحرير ما يسمى "الكتل الاستيطانية"، وأن تظل سماؤه وحدوده ومعابره تحت سيطرة الغزاة المحتلين، تحت اسم حل انتقالي أو إتفاق مبادئ فضلاً عن  إلغاء حقوق اللاجئين وتشريع الإحتلال تحت عنوان يهودية الدولة.
وقالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حنان عشرواي:"إسرائيل تريد السيطرة على الأجواء والمياه الإقليمية، بمعنى أنها تريد إعادة ترتيب الاحتلال بموافقة الفلسطينيين"، وأضافت:" نحن بحاجة إلى تنفيذ إتفاق شامل يعني انسحاب اسرائيل من حدود عام 67 وإنهاء الاحتلال".
واليوم يواجه عباس ضغطاً من الفصائل الفلسطينية لوقف المفاوضات التي إتفق من خلالها مع الجانب الأمريكي، وضرورة التوجه للإنضمام إلى المؤسسات الدولية التي يتيحها إنضمام فلسطين إلى الأمم المتحدة بصفة دولة غير عضو .
والسؤال الذي يفرض نفسه هنا بقوة، أين هم الفلسطينيون وأين القيادة الموحدة من المؤامرة الأمريكية الإسرائيلية في ظل التحولات التي تشهدها الساحة الفلسطينية؟
إن إسرائيل نجحت حتى الآن في تفكيك هوية الفلسطينيين، من خلال طعم السلطة الذي قدمته للفلسطينيين على مائدتين منفصلتين جغرافياً مما جعلهم يتراكضون في التسابق على هذا الوهم، وينسون مشروعهم الأساسي في استرداد الأرض وإقامة الدولة ولمّ شتاتهم من مشارق الأرض ومغاربها.
فالطعم الإسرائيلي المقدم باسم السلام، جاء مكتمل الأسباب والغايات، ليصنع مستقبلاً فلسطينياً منقسماً، تذوب فيه الهوية الواحدة، وتنقسم الى هويتين، غزة والضفة والمؤشرات توضح بأن هذه الطبخة أعد لها بعناية فائقة، لإقامة دويلة الحمساوية في غزة، ودويلة الفتحاوية في الضفة، ولن نستغرب إن اكتشفنا أن العرب ذاتهم يشاركون في الطبخة او يعملون على مباركتها ومن ثم تحقيقها.
وبالتالي إن دولة أوباما الفلسطينية ليست سوى إعادة إنتاج مشروع التقاسم الجغرافي الذي ينهي عملياً ورسمياً حق العودة الذي أقرته الأمم المتحدة، وينهي كلياً قيمة القرار التاريخي الذي إتخذته الجمعية العامة ومنحت فلسطين حقها السياسي والقانوني بأن تكون دولة عضو مراقب وعاصمتها القدس الشريف ووحدة كيانية بين الضفة والقطاع.
وهنا يمكنني القول إن رؤية أوباما الجديدة لدولة فلسطين هي الثمن الذي يريد تقديمه كحافز للكيان الاسرائيلي، ثمناً للمساومات والإقليمية الدولية، مستغلاً في ذلك ضعف القيادة الرسمية والصراع بين الفصائل الفلسطينية، ومستخدماً كل أشكال الإنقسام والفوضى السياسية بصنيعة أمريكية وإسرائيلية وبمساعدة دول عربية، كي يمرروا مشروعاً هو الأكثر خطورة على القضية الفلسطينية من كل المشاريع السابقة
وهنا لابد أن نقر، إن حديث الرئيس الأمريكي باراك أوباما، عن إمكانية الوصول إلى حل مرحلي بين الفلسطينيين وإسرائيل والآثار الناجمة عن التآمر الغربي على الشعب الفلسطيني، مازالت مستمرة حتى يومنا هذا، فعلى أرض الواقع تواصل سلطات الكيان الاسرائيلي العدوانية ممارسة كل أشكال الإرهاب وإغتصاب الأراضي واستيطانها لترسيخ وجودها، وفكرة يهودية هذا الكيان المزعومة، وإستكمال مراحل تصفية القضية الفلسطينية وطرح الحلول الإستسلامية التي تنسف حق العودة وتكرس الاحتلال الاسرائيلي في فلسطين المحتلة.
وأخيراً أختم مقالتي بالقول إن الهدف الأول والأساسي لرعاية أمريكا للمفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي هو تمرير المطالب الاسرائيلية على طاولة التفاوض، وإرضاء اسرائيل على حساب المطالب والحقوق الفلسطينية، كما إن فلسطين لن تعود الى أصحابها إلا بعودة المسلمين إلى دينهم، ووحدة العرب لن تعود إلا بنبذ الخلاف والفرقة والشعارات فيما بينهم.
Khaym1979@yahoo.com
 

الوسوم (Tags)

فلسطين   ,  

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  0000-00-00 00:00:00   المزيد والمزيد
في كل مفاوضات جديدة يقدم الفلسطينيون المزيد من التنازلات
شادي  
  0000-00-00 00:00:00   التهام ما تبقى
تحاول اسرائيل بمعاونة أمريكا عن طريق مفاوضاتهم هذه التهام ما تبقى من الاراضي الفلسطينيه
تمام حيدر  
  0000-00-00 00:00:00   فهم الألاعيب
فهم الشعب الفلسطيني هذه الألاعيب و الخداع باسم المفاوضات
علاء راضي  
  0000-00-00 00:00:00   سايكس بيكو
تحاول أمريكا بسياستها الجديدة خلق سايكس بيكو جديدة
يمامة  
  0000-00-00 00:00:00   تريد استسلام
اسرائيل وامريكا لا تريد سلام بل استسلام
كمال شعبان  
  0000-00-00 00:00:00   للاعلام فقط
الخلافات الاسرائيليه الامريكيه ما هي الا للاعلام فقط
أيمن زهار  
  0000-00-00 00:00:00   المصداقية
تحاول امريكا من خلال رعايتها لهذه المفاوضات ان تعيد مصداقيتها الضائعة بالمنطقه
وسيم رفعت  
  0000-00-00 00:00:00   بالقوة
ما أُخذ بالقوة لا يرد إلا بالقوة
لانا  
  0000-00-00 00:00:00   وعود كاذبة
لم يحصل الفلسطينيون حتى الان من المفاوضات الا على الوعود الكاذبه
سماح صفا  
  0000-00-00 00:00:00   خدعة
المفاوضات الفلسطينيه الاسرائيليه ما هي الا خدعة لن تعيد للفلسطينين اي شي
فتون  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz