دام برس:
أصبح من الواضح أن القوى الدولية التي تتمثل في الولايات المتحدة و الإتحاد الروسي لا تجدُ لها متكأً إلا من خلال الإعتماد على قوى معارضة الخارج لارتهان غالبيتها لمشيئتهم و قد يكون ذلك على مبدأِ العصا و الجزرة ، و من الإنصاف القول أننا لا نستطيع وصم كل مكونات معارضة الخارج بأنها مرتهنة لتلك الإرادات و قد تكون بعض مكونات هذه المعارضة مغلوبةٌ على أمرها ، بعد أن سدت السبل في طريقها ، و لكن ما يدفع لللإعتقاد بأنها في جلها ما زالت تنفذ أجندات خارجية لا تأتي في مقدمها مصلحة الشعب السوري ، هو تمسك القوى الدولية بها لأنها بكلِ بساطة قابلة للضغط و الإنضغاط ، في حين أن المعارضة السياسية في الداخل أثبتت بأنها غير مرتهنة لأجندات خارجية ، لا بل أكثر من ذلك لقد أصبح من الواضح أن ولاء معارضة الداخل محصورٌ فقط في مصلحة شعبها و هذا ما يدفعها للعمل على رأب الصدع و توحيد الرؤى و العمل على استعادة وحدة سوريا بكلِ مكوناتها .
وفد النظام و وفودٌ أخرى تسعى إلى موسكو لتحضير الأوراق لمؤتمر جنيف القادم أو لتجاوزه ِ و غالبيةُ المخلصين يرجون ذلك ،فحلُ المشكلة السورية قريبٌ و بعيد ، فقط على السوريين أن يستعيدوا وحدتهم و عقلانيتهم و مصالحهم المشتركة و يعملوا على تلاقيهم في سوريا قبل لقائهم في أيِ مكانٍ آخر ، الذين يستفيدون من بقاء المشكلة السورية هم فقط الفاسدون و الذين سرقوا مقدرات الأمة وطاقاتها ، وما أكثرهم في الداخل و الخارج ، أما الذين آثروا البقاء ، الذين فقدوا أبنائهم و أحبائهم ، و المهجرون و الذين دمرت بيوتهم و مصانعهم و حرقت و نهبت مزارعهم ، أما الفقراء و سكان العشوائيات بكل مكوناتهم و انتمائاتهم فهم المُستغلون و هم الذين يدفعون الثمن لسراقهم و نهابيهم ، الذين آثروا البقاء في سوريا هم وحدهم المخلصون ، لم يكن أمامهم سوىتحمل المخاطر و لم يغادروا الوطن تحت مسمى النجاة بالروح ، هم أصحابُ القرار في مستقبل سوريا ، هذا الكلام ينطبق على الجميع موالاةً و معارضة من الذين لم يرتهنوا لمشيئات و لمغريات الخارج أو الداخل ، طبعاً لا نستطيع اتهام كل الذين اختاروا مغادرة البلد للنجاة بأرواحهم و عوائلهم و أموالهم بأنهم خانوا الأمانة فكثيرون منهم غادروا على مضض و لم تكن تلك رغبتهم ،أما الآخرين سواءٌ كانوا من الموالاة أو المعارضة و الذين أصبح لهم مقاطعات و أحياء و فنادق و مطاعم و صالونات في معظم العواصم المحيطة و يتحفوننا كل يوم بالتصريحات الإعلامية و العنتريات و الإدعاء بتمثيل السوريين فهم أبعد ما يكونون عن هذا الهدف ، الذين يمثلون السوريين هم الذين آثروا البقاء ، وهم يتحملون مسؤولية توحيد كلمتهم ، إنهم معارضة الداخل ، آن للجميع أن يتفقوا و يوحدوا بوصلتهم ، مكونات معارضة الداخل مطالبة باللقاء العاجل و توحيد قياداتها و كلمتها بأسرع وقت ، هل باتتأذرع المعارضة السورية السياسية في الداخل عاجزة عن أن تلتقي تمهيداً لما هو قادم ، الواجب الوطني و الولاء للوطن فقط يحتمعلى الجميع أن يعيدوا التفكير فيما بينهم من اختلافات جلها يمكن وصفها بكلِ جدارة بالقشور .
الوقت يمضي بسرعة و المطلوب الآن أن تتوحد معارضة الداخل السياسية في بوتقةٍ واحدة بكلِ مكوناتها بمافي ذلك هيئة التنسيقو غيرها من التيارات و النخب و الأشخاص ، وصولاً إلى إتحادٍ يشمل كل مكونات القوى الديمقراطية المؤمنة بشرعية المطالبالشعبية التي تتجلى بالولاء لسوريا ، و التمسك بالحرية و الكرامة و الديمقراطية ، و التعددية ، و تداول السلطة ، و محاربة الفساد ،و المواطنة الحقيقية و تحقيق السلم الأهلي و العدالة الإنتقالية . و هذه الأهداف لا تخرج عن طموحات أي مواطنٍ سوريٍ شريف سواءٌ كان من الموالاة أو المعارضة أو من الفئات الصامتة ، لم يعد النأي بالنفس مقبولاً ، و لم يعد كاقياً إصدار البيانات عن الطموحات و اللقاءات ، و لم يعد كافياً اعتراف فصائل معارضة الداخل بأن أياً منها لا يملك حق تمثيل الجميع ، أصبح الآن مطلوباًو بكل شفافية أن تلتقي كل أطراف معارضة الداخل و توحد كلمتها و قيادتها و تنبذ الفرقة و الأنا و الشخصانية ، ما تملكهالمعارضة السياسية الحقيقية في الداخل أنها غير مرتهنة لأيةِ أجندات خارجية سواءٌ للدول الكبرى أو القوى الإقليمية و الذينيريدون الإنضواء تحت ألويةِ المعارضة السياسية الحقيقية في الداخل عليهم التحرر من أخطائهم و عليهم الالتزام بالمبادئالصريحةِ الواضحة دون الإتكاء على أيةِ متكآتٍ أخرى .
كفى كفى