Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 18 نيسان 2024   الساعة 01:15:57
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
جنيف وسنينها السودة .. بقلم : ماجدى البسيونى
دام برس : دام برس | جنيف وسنينها السودة .. بقلم : ماجدى البسيونى

دام برس:
جنيف ..جنيف 1 ..جنيف 2 ..جنيف .....
الله يخرب جنيف وسنينها السودة واجعلها نقمة عليهم وليست نعمة كما كانت دوما لهم وكما يتمنونها اليوم وغدا.. ما فشلت فيه واشنطن بالحرب تجدونها بطريقة أو أخرى تسعى للذهاب لجنيف،حتى صارت واشنطن متخصصة فى صناعة جنيف والسعى لجنيف ،علها تجنى من الجلوس المعد سلفا ما لم تجنيه من الميدان.
اليوم وغدا وعلى مدى الأسابيع وربما الشهور القادمة مطار جنيف الرئيسى يستقبل عشرات الوفود من شتى القوى العالمية غربا وشرقا قهل ستخرج واشنطن فى نهاية المطاف وقد حققت ما كانت تريده على الأرض فى كل من ايران وسورية وصولا لحزب الله حتى تحقق ماتريدة فى كامل خريطة الشرق الأوسط ..؟


بذاكرة العبد لله غصة ما بعدها غصة كلما أستمعت لتقرير أو قرأت فى مقال كلمة "جنيف" أو الإعداد لمؤتمر جنيف أو حتى مقررات مؤتمر جنيف ،حينها أنطق بصوت يسمعه من حولى :الله يقطع جنيف وسنينها السودة .
فى مثل هذه الأيام وتحديدا فى 7 نوفمبر عام 1973 أى منذ أربعين عاما بالتمام والكمال استفردا كل من السادات وهنرى كسينجر وزير الخارجية الأمريكى وقتها داخل قاعة بقصر الطاهرة ولم تكن حرب أكتوبر قد انتهت بعد ،بل كان الجيش الثالث الميدانى محاصرا بالدفرسوار بينما الجبهة الشمالية والجيش العربى الأول السورى يدير معركة الكرامة بكل شراسة بل كان بإمكانه الوصول لما بعد الجولان كما أعلنها الأستاذ هيكل منذ أسابيع . كان هذا الاستفراد هو بداية إخراج مصر العروبة من الاستقلال ومن نهجها العروبى التحررى إلى التبعية الكاملة للسيد الأمريكى.. أربعون عاما بالتمام والكمال مرت منذ تدشين جر الإدارة المصرية إلى المعسكر التابع للسيد الأمريكى بعشرات من الاتفاقيات والبروتوكولات أبشعها "كامب ديفيد"ولا يخفى على أحد الرسائل التى ظلت تتبادل مابين السادات وكسينجر أثناء اشتعال الحرب على الجبهتين المصرية والسورية وهو ما أكده كسينجر فى مذكراته المنشورة أيضا.،لهذا كان السادات يريد لحرب اكتوبر/تشرين أن تكون حربا للتحريك وليس حربا للتحرير.
لست معنى الدخول فيما قدمه السادات منذ لحظة أن قرر الدخول إلى بيت الطاعة الأمريكى فى جنيف وغير جنيف لكن أذكركم أن الوعد الذى قدمه السادات لكيسنجر قبل أن تمر الدقيقة الخامسة من لقائهما كانت :سأعمل جاهدا على اخراج السوفيت من قارة إفريقيا كلها وليس من مصر فقط .. لست معنى بتفاصيل كل "جنيف"تمت تحت عنوان التوصل لحل القضية الفلسطينية،لكنى معنى بالنتائج.
لو أن جنيف التى تم تدشين الطريق إليها منذ أربعين عاما لتسليم واشنطن حق التصرف فى قرارها جعلت من مصر ومن المصريين على غير ما هى وما هم عليه ما كان مصير السادات القتل والخلع لمبارك وحتى العزل لمرسى .
كل هذا يمثل عندى مكامن الاستفزاز من جنيف وسنينها السودة.. هل تسعى واشنطن اليوم لجنيف نفسها سواء المباحثات مع إيران على نفس النهج الذى اتبعته
مع السادات منذ أربعين عاما .. المؤكد أن واشنطن تتمنى هذا إلا أنها تدرك تماما أن
الأمر مختلف فإيران اليوم وما تريده الإدارة الإيرانية ليست مصر السادات وما كان يسعى
له يومها من أن تكون حرب أكتوبر حرب تحريك وليست حرب تحرير .. ولا خريطة القوى العالمية اليوم هى نفسها التى كان العالم عليها فى 1973 ،يومها قدم السادات خدماته بإبعاد السوفيت من القارة الإفريقية ولكن اليوم روسيا بجانب إيران يد بيد ..يومها كان العالم يتجه إلى هيمنة القطب الواحد "الأمريكى" أما اليوم فالعالم يعاد تشكيله بأكثر من قطبين
مع قفول أوروبا وهزائم أمريكية متوالية داخليا وخارجيا ،لكن المؤكد أن واشنطن تسعى لنيل مكان مهما كان حجمه انجازه داخل جنيف اليوم كى يترجم فى اتفاق ايرانى أممى بعد اسبوعين على الأكثر إن لم يكن قد تم الاتفاق عليه بالفعل.
  هل واشنطن التى اعدت وأخرجت جنيف (1) هى نفسها واشنطن التى تسعى لجنيف (2) فيما يخص
سورية ..؟.
المؤكد لا فمنذ انعقاد جنيف (1) أى منذ عام ونصف وحربا عالمية ضد سورية تديرها واشنطن مستعينة بكل مكونات الشر فى العالم انتهت بالمزيد من تقهقرهم والمزيد من صمود القطب المقاوم للمشروع الامريكى الصهيونى والمزيد من صمود سورية شعبا وجيشا وإدارة ...
والخرائط مختلفة وكذا ثمار ماسمى بالربيع العربى أتت بالمزيد من كره الشعوب لواشنطن ،كما كشفت بكل وضوح حلفاء واشنطن الذين ظلوا لسنوات يحسبون شعبيا من بين المقاومين ـ الاخوان
ـ حماس ـ تركياـ
لكن المؤكد أن واشنطن لا تسعى للذهاب لجنيف (2) بهدف أن تعلن من هناك شهادة قفول
إمبراطوريتها فما الأدوار التى يقوم بها الآن حلفاء واشنطن ـ السعودية ـ الكيان الاسرائيلى ـ تركيا ـ فرنساـ كلها تهدف إلى محاولة تحقيق مافشلوا تحقيقه فى ميدان القتال ،فهل ستنجح واشنطن فى تحقيقه ..هل ستنجح فى تحقيق ما حققته منذ أربعين عاما مع
السادات ويتحقق لواشنطن سقوط سورية فى الجب الأمريكى..؟!
كان أمام سورية أن تفعلها منذ أربعين عاما فهل لها أن تفعلها اليوم فى ظل الإصرار السورى ‘لى استكمال إعلان النصر الذى لم يتبق سوى "الربع ساعة الأخير "على حد قول سيد المقاومة حسن نصر الله .
سورية تدرك كيف وصلت مصر إلى ما وصلت إليه على يد السادات ومبارك ومرسى فلهذا لا يحق لها أن تفعلها..سورية لاينبغى أن تذهب إلى جنيف لكى تسلم سورية إلى الإرهاب الدولى ولا تسلمها إلى واشنطن ...
سورية الشعب والجيش والإدارة إن ذهبت فينبغى أن تذهب للاحتفال بميلاد عالم جديد تتصدر فيه قيادة الوطن العربى يدا بيد بجانب مصر العربية. لكل هذا أتمنى أن يزال من ذاكرتى مساوئ جنيف وسنينها السودة.

ماجدى البسيونى
رئيس تحرير جريدة العربى ـ مصر

Magdybasyony52@hotmail.com  

 

الوسوم (Tags)

جنيف   ,  

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  0000-00-00 00:00:00   الورقة الأخيرة
جنيف هو الورقة الأخيرة التي يحاول من خلالها أعداء سورية كسب ما استطاعوا أو الخروج بأقل خسائر
يوسف  
  0000-00-00 00:00:00   الأسد ليس السادات
الرئيس الأسد ليس السادات وليس مبارك ولا يمكن أن يوقع سورية تحت سلطة أحد
كنانة هاشم  
  0000-00-00 00:00:00   لو أرادت الحل
لو أن الولايات المتحدة الأميركية أرادت للأزمة في سورية أن تنتهي لكانت سعت للحل وأمرت حلفاءها بوقف تمويل وتسليح الإرهابيين
فاضل رشيد  
  0000-00-00 00:00:00   هيمنة القطب الواحد
انتهى زمن هيمنة القطب الواحد ولم يعد بمقدور أميركا فرض شورطها على العالم
دانية زخور  
  0000-00-00 00:00:00   انتصارات ملحوظة
الآن الجيش السوري حقق انتصارات ملحوظة على الأرض وليس بمقدور أحد أن يفرض شروطه على سورية
جورج  
  0000-00-00 00:00:00   لا يحمل مصلحة سورية
كل شيء تدعو إليه أميركا مؤكد أنه لا يحمل مصلحة سورية أو العرب
نضال  
  0000-00-00 00:00:00   نتائج النصر
نتائج الفصل والنصر تظهر على الأراضي السورية وليس في جنيف
لميس عبد  
  0000-00-00 00:00:00   الحل في سورية
الحل في سورية وليس في جنيف أو أي مكان آخر
علاء قدري  
  0000-00-00 00:00:00   جنيف 100
إذا لم يتفق السوريون ولا حتى جنيف 100 بحل الأزمة
هند  
  0000-00-00 00:00:00   ليس من أجل سورية
جنيف 2 لتسوية مشاكل أميركا وإيران وليس من أجل سورية
سحر سمعان  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz