Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 19 نيسان 2024   الساعة 00:10:04
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
هل الإسلام في أزمة أم الأزمة في الإسلام؟ - الحلقة الأولى.. بقلم: عبد الحق العاني
دام برس : دام برس | هل الإسلام في أزمة أم الأزمة في الإسلام؟ - الحلقة الأولى.. بقلم: عبد الحق العاني

دام برس:  

لو أن قوما من أحد الأرضين السبع حطوا في كوكبنا غدا ولم يكونوا قد سمعوا بأي من الأديان عندنا.... ثم تعرفوا فيما تعرفوا عليه على الأديان وسمعوا بابا النصارى يتحدث عن الرب المحب والرحيم وسمعوا الزعيم البوذي "الدلاي لاما" يتحدث عن حرمة قتل النفس الحيوانية  ثم سمعوا "القرضاوي" يحث الناس على قتل الآخرين بحجة أن ربه أمره بذلك، فهل يا ترى سيتخذ ايا منهم هذا الإسلام دينا؟

وأكاد أسمع أكثر من قعقعة وهمهمة تدور كلها حول القول بأن هذا ليس هو الإسلام الصحيح...لكنه لا يكفي الإدعاء بأن هذا ليس الإسلام الصحيح دون أن يقول لنا القائل ما هو الإسلام الصحيح إذن.

ذلك لأن المسلمين يعيشون في عالم متعدد الأعراق واللغات والأديان كما شاء تعالى أن يجعله على ما هو عليه من هذا الإختلاف حين شاء "وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا" ، "وإختلاف ألسنتكم وألوانكم" . أي إن العالم لم يكن ولن يكون يوما على دين واحد أو لغة واحدة لأنه شاء كذلك ولعلة ليس هذا مجال البحث فيها. وليس للمسلم أن يحاول أن يتجاوز هذه الحقيقة بالقول إن تكليفه هو أن يحول العالم للإسلام لأنه تعالى شاء ألا يكون الأمر كذلك. إن الإقرار بهذه الحقيقة يقود إلى القبول بأن العالم الذي نعيش فيه يتوقع منا أن نقدم تفسيراً مقبولا لسلوكنا سواء أكان ذلك فيما بيننا أو في تعاملنا مع الغير. والإحتجاج بان ما نفعله يتم بأمر إلهي ليس حجة لنا بل هو حجة علينا إذا لم نستطع أن نكون عقلانيين في التفسير والتسويغ.

فكيف يمكن لأي مسلم أن يرد على تساؤل غير المسلم اليوم عن علة ما يجري من قتل وخراب وتدمير في العالم الإسلامي وعلى أيد المسلمين أنفسهم؟ هذا إذا افترضنا أنه غيرمطالب بأن يشرح هذا الأمر للمسلمين أنفسهم لأنهم ربما رضوا به واقعاً حقيقياً للإسلام.

وكيف يمكن للمسلم أن يشرح للغير سبب قدوم الشيشاني أو الأفغاني أو اليمني أو حتى البريطاني المولد إلى حلب لكي يقتل أناسا لم يسبق له أن عرفهم أو أن اساؤوا له؟

وكيف يمكن للمسلم أن يشرح للغير سر هذا الحقد، الذي لا يمكن حتىوصفه بالوحشية لأنه لا يوجد وحش على سطح الأرض يفعله، هذا الحقد الذي يدفع إنسانا أن يبقر بطن آخر ويخرج أحشاءه وهو يدعي أنه يصلي خمسة أوقات للرب نفسه الذي أخبره عن خسارة إبن أدم حين لم يحسن دفن أخيه!

وكيف يمكن للمسلم أن يفسر للغير كيف يقتدي آلاف آلاف المسلمين برجال يدعونهم للقتل والإغتصاب وذبح الأطفال بحجة أن هذا أمر الله؟

وكيف يمكن للمسلم أن يشرح لغير المسلم من هو هذا الرب الذي خلق الناس وفرقهم ثم طلب منهم أن يقتلوا بعضهم بعضاً؟ ألا يغدو هذا الرب عابثاً إن كانت تلك مشيئته حقا؟

وكيف يمكن للمسلم أن يشرح لغير المسلم أو للتأريخ حسب سبب أن يقوم آلاف من الناس بإرسال المال لقوم لا يعرفونهم من أجل أن يقتلوا آخرين لا يعرفونهم أيضاً ولا يرسلون بعض ذلك المال لآلاف آلاف الجياع من أهل الأرض؟

وكيف يمكن للمسلم أن يشرح للناس علة هذا التخلف الخيالي لعموم المسلمين فألف ألف ألف منهم لا ينتجون شيئا وخمسة ألف ألف فنلندي أعطوهم الهاتف النقال الذي يقضون معظم وقتهم في تافه الحديث عبره، رغم أن فنلندة لم تكن يوما دولة حتى الحرب العالمية الأولى بينما يتحدث المسلمون عن دولهم التي احتلت العالم قبل ألف عام؟

وكيف يمكن للمسلم أن يشرح للأفريقي (والذي خرج للدنيا قبل أقل من قرن) سبب أن العالم الإسلامي هو المكان الوحيد في العالم الذي ما زالت فيه حكومات مستبدة تحكم بنظرية الحق الإلهي التي رفضتها البشرية حيث يقوم بعض الأعراب بالتحكم بأموال وأنفس وحقوق وحريات آلاف الآلاف من المسلمين؟

وكيف يمكن للمسلم أن يشرح لغير المسلم سبب أنه رغم أن الأسلام منح المرأة قبل أكثر من ألف عام إستقلالها الإقتصادي في حق الإرث فإنها وبشكل مطرد تصبح اليوم سلعة وأسيرة، فما حدث لها في العراق خلال العقد المنصرم من حكم "اللطامة" و"الصحوة" و "البشمركة" و"اللصوص"شاهد على ذلك؟

وكيف يمكن للمسلم أن يشرح للباحث غير المسلم سبب أن رئيس الأركان الأمريكي يستطيع في اي وقت أن يزور أية دولة إسلامية (باستثناء إثنتين) دون دعوة رسمية أو ترتيب مسبق خلافا لكل أعراف العلاقات الدولية ثم يجتمع برئيس تلك الدولة سواء أكان ملكاً (مثل عبد الله سعود) أو رئيس جمهورية (مثل ميشال سليمان) أو شيخ محمية نفط (مثل حاكم قطر) بينما لا يستطيع رئيس أركان اية دولة إسلامية أن يزور واشنطون إلا بدعوة رسمية مسبقة ولا يلتقي بأعلى من جنرال أمريكي فإذا أرادوا رفع قدره جمعوه مع وزير الدفاع لنصف ساعة؟

وكيف يمكن للمسلم أن يشرح لنفسه سبب أن تتمكن السفيرة الأمريكية في بيروت مثلاً أن تجتمع مع اي سياسي، من رئيس الجمهورية حتى رئيس بلدية،  متى شاءت وأن تزور تاجر السياسة نبيه بري في مجلس النواب ثم تقف بعد الإجتماع لتشتم حزب الله والمقاومة البطلة من أمام المجلس نفسه الذي يعتد نبيه برئاسته على الطريقة اللبنانية؟ فهل سمع أحد أن سفيراً عربيا زار مجلس العموم البريطاني واجتمع برئيسه؟ وإذا فرضنا أن ذلك حدث يوما فهل سيمكن لهذا السفير أن يقف أمام مجلس العموم ويتدخل في السياسة الداخلية البريطانية ويشتم حزبا وينتقد آخر؟ أما كان سيطرد خلال أربع وعشرين ساعة ويجعل الإعلام قصته حديث أنس في أماسيّ لندن الراقصة؟

وكيف ثم كيف بعد كل هذا الذل يستطيع المسلم أن يلتفت إلى أبنائه ليقول لهم اننا المقصودون في قوله تعالى "كنتم خير أمة أخرجت للناس". فما هو الخير في أمة بعض حالها كما في اعلاه؟؟

ثم كيف يمكن للمسلم أن يقول لإبنائه ان المسلمين هم المؤمنون الذين ذكرهم رب العزة في كتابه الكريم والذين يرثون الفردوس، وهو لايقدر أن يشرح لهم كيف يكون هذا وقد قال تعالى في المؤمنين: "ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا". فكيف جعل تعالى لحفنة من الكافرين اليهود الذين لفضتهم أوربا سبيلا وألف سبيل على المسلمين الذين ادعوا أنهم المقصودون في قوله تعالى "مؤمنين"؟ وكيف يمكن أن يسمح من أخذ على نفسه العهد ألا يجعل للدون سبيلا على من منحه من رحمته إسمه "المؤمن"؟

كيف وكيف وكيف وهناك الكثير من الأسئلة فهذا غيض من فيض..

فقد آن الأوان للمتنورين من المسلمين أن يقفوا وقفة تصارح صادقة مع أنفسهم وأن يراجعوا التأريخ ليعرفوا سبب ما نحن فيه. ذلك لأن ما يحدث اليوم والحال المتردي والذليل الذي يعيش فيه ألف ألف ألف مسلم ليس وليد الصدفة وليس بسبب عدوان النصارى واليهود علينا حسب بل إن سببه عميق عمق التأريخ الإسلامي وهو يتداول من جيل لجيل من خلال البيت والمدرسة والمسجد في تكرار لمسلمات باطلة وتمجيد للعدوان والكفر باسم الدين....

فمن ذلك نجد أن ذبح الأحياء ليس جديداً عند المسلمين فقد سبق أن زاوله قادة لهم ثم كتب التأريخ عنهم أمجاداً.... وقد تجاوز المسلمون عن سيئاتهم دون أن يدركوا ان تعالى قضى أزلا "ان من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً"... فكما احتجوا سابقاً بأن "الإسلام يجب ما قبله" وهذا ليس صحيحا لا في النقل ولا في العقل، فإنهم تستروا على جرائم المسلمين وغلفوها بغلاف الدفاع عن الدين رغم أن الدين لا يمكن أن يرضى بالعدوان لأنه تعالى قضى في كتابه الأزلي: "وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين".

إن الهدف من هذا المقال هو الدعوة لنظرة عقلانية في الإسلام.... ماذا حدث فعلا وكيف كتب تأريخه وكيف آل إلى ما هو عليه اليوم..

هذا ما سنحاول معاً ..

وللحديث صلة...

عبد الحق العاني

www.haqalani.com

 

الوسوم (Tags)

القرضاوي   ,  

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  0000-00-00 00:00:00   لا يوجد دين
ليس هناك دين على وجه الأرض يشرع ما يحدث اليوم من قتل وغدر واستباحة للأرض والعرض
رشا حامد  
  0000-00-00 00:00:00   المسلمون تائهون
إذا كان المسلمون أنفسهم أصبحوا تائهين بدينهم كيف سيوضحوه لغيرهم
منيرة  
  0000-00-00 00:00:00   جيل جديد
هناك جيل جديد ينشأ على تعاليم كاذبة و إسلام مزيف
فوزي شعبان  
  0000-00-00 00:00:00   مسؤولية جميع المسلمين
المسؤولية تقع على عاتق جميع المسلمين كل بدوره في تصحيح صورة الإسلام المغلوطة بنظر البعض من مسلمين وغيرهم
ميلاد  
  0000-00-00 00:00:00   الأخ طالب حسن
الأخ طالب حسن المشكلة ليست بالأديان فالأديان منزلة من عند الله وليست كما تقول بأنها أشياء خرافية من فعل الإنسان
عصام هراوي  
  0000-00-00 00:00:00   الأزمة ليست في الإسلام
من المؤكد أن الأزمة ليست في الإسلام فهو من أكثر الأديان التي حفظت حقوق الإنسان وصانت كرامته وحياته ولكن الأزمة في من يدعي الإسلام
لميس نصير  
  0000-00-00 00:00:00   رائع جدا&quot
المقال رائع جدا" ويعبر عن واقع الإسلام والمسلمين اليوم
توفيق مهنا  
  0000-00-00 00:00:00   المسلمون إرهابيون
بعض الغربيين أو أكثرهم ينظرون للعرب والمسلمين كإرهابيين والآن تأتي فتاوى من يسمون نفسهم شيوخا" ورجال دين لتزيف الإسلام وتؤكد للغرب نظرته
حاتم فريج  
  0000-00-00 00:00:00   صحوة إسلامية
الإسلام بحاجة لنهضة وصحوة إسلامية من قبل المسلمين ورجال الدين لنشر الإسلام الصحيح
غادة فهمي  
  0000-00-00 00:00:00   تشويه صورة الإسلام
يقوم القرضاوي وغيره من شيوخ الفتنة كما أطلق عليهم بتشويه صورة الإسلام
صافي  
  0000-00-00 00:00:00   الحق علينا
الفكر الوهابي والاخواني والسلفي لم يتخفى ولم يتنكر وكان واضحاً ومعلناً وقد شارك جهاديوه في كل الحروب ودعموا فيها اميركا في أفغانستان والشيشان والبلقان وليبيا وتونس ومصر وسوريا والمشكله فينا نحن وكل الدول العربيه والجمهوريه فلم نتخذ اي اجراء وقائي وعلني كان يجب ان يعمل الجميع ضد آل سعود وكلاب تاني ويحضر لحرب طويله عليهم وهم اشد عداء من الاسرائيليين لامتنا ولكن للاسف وقفنا متفرجين ننتظر فتاتاً من موائدهم ليرتشي مسؤولينا ويبيعوا كل شيئ ومن ثم لنقع في نيران احقادهم وفتاواهم الحقيره
سوري للعضم  
  0000-00-00 00:00:00   المصيبة بالاديان وليست بالانسان
لو سألنا سؤالا بسيطا لأكبر عالم وحاصل على جائزة نوبل بالرياضيات والفيزياء ماهو جواب واحد زائد واحد فسيكون الجواب هو اثنان وإذا طلبنا منه أن يبدّل هذه النتيجة بأيّة نتيجة غير الجواب اثنان ومقابل ذلك فأنّه سيحصل على مليار دولار مكافئة ....طبعا العالِم سوف يعتذر ويقول أنّني لاأستطيع تغيير النتيجة لأن الجواب ببساطة هو اثنان ......الآن تعالوا نطبّق هذه المعادلة على الاديان /الاسلام كمثال/ ... لو طلبنا من القرضاوي أن يثبت لنا بأنّ الانسان يستطيع أن ينام مئات السنوات بدون طعام وشراب وسوف نعطيه مئة دولار مكافئة /كما تقول رواية القرآن عن أهل الكهف/ .....طبعا سيكون جواب القرضاوي أنّ الله قادر على كل شيئ ..... واذا وضعنا القرضاوي تحت التخدير العام /وكأنّه يغط في نوم عميق/ وبدون حقنه بالسوائل وبالمغذيّات الضرورية للحياة فأنّه سوف يلفظ انفاسه الاخيرة خلال ساعات معدودات وليس أيّاماً ...واذا سألنا رجال الدين المؤمنين جداً لماذا مات القرضاوي ولم يبقيه الله على قيد الحياة كما حصل مع أهل الكهف /وهو في حالة نوم عميق/ فسيكون جواب رجال الدين بأنّ الله يُميت مَن يشاء ويُحيّى مَن يشاء ......اذاً المصيبة هي في حقيقة الاديان لأنّها خرافات وأساطير ويستطيع أيّ انسان أن يتكلّم أيّ شيئ خرافي ولا علاقة له بالعقل والمنطق ومن ثُمّ يربطه بالله وينتج عن ذلك مايسمّى بالاديان
طالب حسن /بلغاريا/  
  0000-00-00 00:00:00   كلنا في الهم سواء
لا يحتاج المسلم لذلك، فالآخرون في ذات الخانة، لليهود ربّ جلاّد يدعو للقتل والتدمير بأسوأ ممّا تتصوّر، أمّا النصارى فقد مارسوا القتل أكثر من غيرهم، خلافاً لدعوة نبيّهم.. كلّنا في الهم سواء يا صديقي
وضاح صائب  
  0000-00-00 00:00:00   محزن
محزن الذي يحصل ولا كلام يصف الذي يحصل
وجدي حمود  
  0000-00-00 00:00:00   حرام
لله يحمي هل وطن حرام يلي عم يصير في
جمال ظافر  
  0000-00-00 00:00:00   ؟
ما غايتهم من احراق سمعة الاسلام في هذا الوطن الجميل؟
دلال عيساوي  
  0000-00-00 00:00:00   مجرمين
مجرمين لا يفهمون ما معنى الاسلام ويشوهون سمعته
ظافر جمال  
  0000-00-00 00:00:00   اسلام
الاسلام هو عفاء وحب وليس قتل ودم
تامر اسو  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz