Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 00:45:44
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
اللجنة الوطنية السورية لليونسكو: بين التطلعات وتفعيل آليات التواصل .. بقلم: الدكتور خيام محمد الزعبي
دام برس : دام برس | اللجنة الوطنية السورية لليونسكو: بين التطلعات وتفعيل آليات التواصل .. بقلم: الدكتور خيام محمد الزعبي

دام برس:
تعتبر منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة أو ما يعرف اختصاراً بالـيونسكو (UNESCO)، وكالة متخصصة تتبع منظمة الأمم المتحدة تأسست عام 1945م، بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، من أجل بناء الانسان، والمحافظة على حضارته، وتشجيع التعاون في ميادين التربية والعلوم والثقافة
واليونسكو منظمة تدار من قبل هيئتين رئيستين، هما المؤتمر العام الذي يضم كافة الدول الأعضاء، والمجلس التنفيذي الذي يضم 58 دولة، وتجتمع الهيئتان الإداريتان للمنظمة بشكل منتظم للسهر على حسن سير العمل وتحديد أولوياتها ووضعها موضع التطبيق لتحقيق أهداف الأمانة التي يرأسها المدير العام، فينعقد المؤتمر العام مرة كل سنتين، ويضع سياسة المنظمة للمرحلة المقبلة، بينما ينعقد المجلس التنفيذي دورة كل ستة اشهر لمتابعة تنفيذ مقررات المؤتمر العام، ويرأس المنظمة مدير عام يعمل على تنفيذ مقررات المؤتمر العام والمجلس التنفيذي وتضم اليونسكو 194 دولة عضو ومجموعة من المنظمات غير الحكومية.
تهدف اليونسكو إلى صيانة السلم والأمن الدوليين عن طريق توثيق التعاون بين الدول في ميادين التربية والعلم والثقافة والاتصال، والعمل لضمان الإحترام الشامل للعدالة والقانون وحقوق الإنسان والحريات الأساسية للناس كافة دون تمييز بسبب الجنس أو اللغة أو الدين، كما نصّ عليها  ميثاق الأمم المتحدة، وقد عبًر ميثاق اليونسكو عن مبدأها الهام : "لما كانت الحروب تتولد في عقول البشر، ففي عقولهم يجب أن تبنى حصون السلام". ولتحقيق هذه الأهداف تعمل اليونسكو على تقديم المعرفة ونشر الثقافة وتبادلها وتشجيع التدريس ومحو الأمية ورفع مستوى التعليم وحماية حقوق المؤلفين والمخترعين والإشراف على بعض المشروعات الخاصة بحماية الآثار وإرسال الخبراء في علوم التربية وتشجيع التعاون الدولي في ميادين البحث العلمي والفنون والآداب.
تعمل اليونسكو على إيجاد الشروط الملائمة لإطلاق حوار بين الحضارات والثقافات والشعوب على أسس احترام القيم المشتركة، وتتمثل رسالة اليونسكو في الإسهام في بناء ثقافة السلام الحقيقية وتحقيق التضامن الفكري والمعنوي بين بني البشر والقضاء على الفقر وتحقيق التنمية المستدامة من خلال التربية والعلوم والثقافة والاتصال والمعلومات.
واليونسكو هي الوكالة الأممية الوحيدة التي تعمل ميدانياً من خلال شبكة عالمية للتعاون تعرف "باسم اللجان الوطنية لليونسكو". حيث تشكل هذه اللجان جزءاً من الهيكل العام للمنظمة وتعمل بصفة دائمة تربط الهيئات الحكومية وغير الحكومية والخاصة بالتربية والعلوم والثقافة، وفي إطار ذلك تقدّم اللجان الوطنية بصفتها هيئات تشاور واتصال ومعلومات ومساهمات أساسية في تحقيق أهداف اليونسكو.
ومن هذا المنطلق ولأجل تحقيق الوحدة الفكرية والثقافية بين أبناء الشعوب العربية، أنشأت جامعة الدول العربية بتاريخ 29 شباط 1964م، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) كمنظمة ناطقة باسمهم.
ولتتمكن الأمة الإسلامية من مواجهة أعداء الإسلام الذين حالوا طمس الثقافة والهوية الإسلامية، أسست المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو ) بتاريخ 5 أيار 1982م، لتساهم في حمل رسالة الإسلام وتعزز التبادل الثقافي والفكري بين شعوب العالم الإسلامي، كون التربية والثقافة هي حصن مهم لإيجاد الوعي في الأمة والمحافظة على استمرارية حالة الوعي، فالثقافة ضرورة وجود وعنصر ديمومة، فكلما زادت ثقافة الأمة استيقظ في وجدانها الوعي الذي يقودها إلى النهوض والتقدم.
أن اللجان الوطنية بطبيعتها هي حلقة الاتصال بين المنظمة الدولية وبين المؤسسات الوطنية التي تعمل في مجالات التربية والعلوم والثقافة هذا إلى جانب أنه يقع على عاتقها أيضاً مهمة التعريف بالأفكار والبرامج التي تتداولها المنظمات الدولية وما تطرحه من مشروعات رائده لحل المشكلات العالمية والإقليمية خاصة في ضوء التحديات الدولية المعاصرة، ومن هنا يظهر أهمية الدور الذى تلعبه اللجنة الوطنية في مجتمعها ، فكلما كانت اللجنة على قدر كبير من الوعى بهذا الدور وتستطيع أن تتابع اتجاهات الفكر العالمي التي تسفر عنها المؤتمرات الدولية والعلمـاء، كلمـا إستطاعـت أن تضـخ هـذه الإتجاهـات العالميـة بيـن المؤسسات الوطنية كي تتمكن من مواكبة الفكر العالمي وتحرز التطوير والتقدم، ونظراً للاهتمام والتوسع الكبير الذي حدث لأنشطة المنظمات الدولية الثلاث المتخصصة في ميادين التربية والعلوم والثقافة (اليونسكو، الإيسيسكو، الألكسو)، وأهمية الاستفادة الكاملة منها، وجدت الجمهورية العربية السورية إنه من الضروري إنشاء لجنة وطنية تتولى شؤون الاتصال والتعاون مع تلك المنظمات، لتبادل المعلومات معها وتنسق أعمالها مع الوزارات والمؤسسات ذات الصلة بالأمور التربوية والعلمية والثقافية والاتصال بهدف الاستفادة من البرامج والمشاريع المقدمة وتفعيل الدور السوري في المحافل الدولية والإسلامية والعربية.
وجاء إحداث اللجنة الوطنية السورية للتربية والعلوم والثقافة بموجب المرسوم 44 تاريخ 13/أيار/1976م، كجهاز متكامل لتقوم بدورها المطلوب وواجباتها المختلفة، طبقاً للمادة السابعة من الميثاق التأسيسي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة التي تنص على:
" أن تتخذ كل دولة عضو الترتيبات التي تلاءم ظروفها الخاصة لإشراك هيئاتها الوطنية الرئيسية التي تعنى بشؤون التربية والعلم والثقافة، في أعمال المنظمة، ويفضل أن يتم ذلك عن طريق تكوين لجنة وطنية تمثل فيها الحكومة “.
لقد أثبتت التجارب الإنسانية أن العلم والتربية والثقافة هي الادوات القادرة على مواجهة مشكلات المجتمع والتغلب عليها للوصول الى مستقبل مشرق من خلال عملية بناء نظام تعليمي قادر على مواجهة تحديات الحاضر وطموحات المستقبل، هذا مما حدا باللجنة الوطنية السورية لليونسكو الإسهام في دعم التربية والتعليم مدركة أنهما مسؤولية مشتركة تتضافر فيها جهود الحكومة والأفراد واضعة في الاعتبار إننا نعيش عصر التطور المعرفي، والذي هو غايتنا وسبيلنا للنهوض والاستقرار والتقدم بما يخدم انساننا ومجتمعاتنا.
وفي إطار ذلك تتسم تجربة سورية في تفعيل عمل وآليات التواصل بين اللجنة الوطنية السورية والوزارات والجهات المعنية المرتبطة بها من جهة وبينها وبين المنظمات العربية والدولية المعنية من جهة أخرى من خلال الاجتماعات الدورية للهيئة العامة للجنة الوطنية برئاسة السيد وزير التربية "رئيس اللجنة " ومشاركة ممثلي جميع الوزارات والجهات المعنية لبحث ما قامت به اللجنة وأنجزته، والصعوبات التي تعترضها والمبادرات والبدائل التي تقدمها ويقدمها جميع الممثلين في الاجتماع، فضلاً عن تسمية لجنة متابعة برئاسة السيد معاون وزير التربية تضم بعض ممثلي الوزارات والجهات المعنية ، تتابع ما تقره الهيئة العامة كما تعمل على بحث أية مبادرة أو صعوبة تنشأ خلال العمل و تقترح الأفكار والمبادرات لتطويره، و من ثم تسمية منسق من كل وزارة أو أية جهة معنية يكون على إتصال وتواصل مع اللجنة الوطنية لإنجاز ومتابعة المواضيع المتعلقة باللجنة داخل عمل الوزارة، بالإضافة إلى قيام دورات مشتركة مع المنظمات العربية والدولية لرفع مستوى تأهيل العاملين في اللجنة والتعرف على الآليات الناجمة بالتعامل مع هذه المنظمات لإعداد الأطر البشرية المتميزة التي تشكل ثروة الوطن لتلبية متطلبات النهوض ومرتكزات هذا الإرتقاء .
وبهدف زيادة الخبرات وتنويعها وتبادلها وإتاحة الفرص الواسعة لمتابعة التقارير الختامية للأنشطة والاطلاع على النتائج في ختام الفعاليات التي يشارك فيها ممثلو الجهات الوطنية المعنية أطلقت وزارة التربية السورية موقعاً  إلكترونياً خاصاً باللجنة الوطنية السورية يعد نافذة للتواصل والاطلاع على الاستراتيجيات وبرامج وخطط عمل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، كما أنه يلقي الضوء على مشاركات اللجنة الوطنية في المعارض والمسابقات والاحتفالات والجوائز التي تدعو إليها المنظمات المذكورة.
وإيماناً بأهداف ورسالة اليونسكو، بأن التعليم والثقافة والعلوم والمعرفة هي جسور للتفاهم بين الشعوب وبناء الثقة، فقد شاركت سورية من خلال اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم في معظم المؤتمرات وورش العمل والندوات والاجتماعات التي نظمتها «اليونسكو» خلال السنوات الماضية، وتمحورت معظم هذه الورش والمؤتمرات، في مجالات التربية والثقافة، والعلوم، والصحة، والسياحة، والإعلام، والتراث.
ومما يزيد الثقة بمنهجية التخطيط لهذه المشروعات أنها جميعها تنفذ وفق برامج زمنية محددة ومتناسقة والتعامل مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم يأتي بشكل أساسي ضمن هذه المسارات ولا سيما في المشروعات الأساسية الكبرى وفي مقدمتها خطة تطوير التعليم في الوطن العربي ومشروع النهوض باللغة العربية نحو مجتمع المعرفة الذي كان بمبادرة الجمهورية العربية السورية الذين أقرتهما قمة دمشق في آذار 2008م، وقد أوكلت قمة الدوحة آذار 2009م، مهمة تنفيذ مشروع النهوض باللغة العربية الى (الألكسو)، فضلاً عن مشروع تطوير المناهج التربوية في الوطن العربي وتعزيز تبادل الخبرات بين الدول العربية بهدف الاستفادة من تجاربها في هذا المجال وتحقيق الاتجاهات المتقاربة في إعداد المعايير الوطنية للمناهج التربوية باتجاه توحيدها.
إن التطلعات الذي تسعى إليه اللجنة الوطنية السورية للتربية والعلوم والثقافة عبر برامجها وخطط عملها واستراتيجيتها المتوالية يتمثل بإعداد المواطن المثقف، المتمدن، المؤثر في محيطه، واع لمسؤولياته تجاه وطنه وأمنه، غيّور على هويته الثقافية، ومتفاعل مع التطور الحضاري، وتهيئة الظروف المناسبة لقيام مجتمعات متطورة فكرياً وعلمياً تنعم بالاستقرار قادرة على تحقيق عملية النهوض الثقافي والاجتماعي وبناء المستقبل، بالإضافة الى تعزيز التعاون والتنسيق العربي في مجال التعليم العالي والبحث العلمي، والارتقاء بالثقافة العربية وتقوية إشعاعها عبر العالم، فضلاً عن توسيع نطاق اسهام المجتمع المدني في عملية التمدن والاندماج الحضاري، وتوسيع نطاق الشراكة والتعاون العربي والإقليمي والدولي.
وأختم مقالتي بالقول أن عمل وهدف اللجنة الوطنية السورية للتربية والعلوم والثقافة الأساسي الإسهام في رفع مستوى التربية والثقافة والعلوم ومنسق داعم ومشارك في العلاقات ما بين الوزارات والمؤسسات الرسمية والأهلية وما بين المنظمات الدولية والعربية والإسلامية (اليونسكو، الألكسو، الإيسيسكو) من خلال تجسيد حضور سورية في المشهد الثقافي والتربوي، واستدراج الدعم والمساندة لمؤسساتنا، وتأكيد حق الشعب السوري في الانتفاع بالتربية والثقافة والبحث العلمي، والصحة، والإعلام، والسياحة والآثار، والشؤون الاجتماعية.. الخ، وكذلك المشاركة في التفاعل مع ما تنجزه البشرية في هذه المجالات.

 

الوسوم (Tags)

الأمم   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz