دام برس:
كان هذا رأيي منذ اللحظة الأولى التي اتخذت بها الإدارة الأمريكية قرارها بالتصعيد من لهجة تهديداتها للشقيقة سورية ... أمريكا الإمبريالية بكل جبروتها وإمكاناتها الهائلة وهيلمانها عاجزة عن توجيه ( ضربة )* من أيّ نوع لسورية ...
لم أتوصل الى هذه النتيجة من خلال ادعائي علم الغيب أو ( الضرب بالرمل ) ، بل كان ذلك نتيجة منطقية لتحليل علمي دقيق من خلال قراءة سياسية متأنّية للمشهد السياسي في الإقليم والعالم ...
ثلاثة أسباب جوهرية ( وهناك بالتأكيد أسباب أخرى أقلّ أهمية ) أوصلتني الى هذه النتيجة ، وسأحاول تناولها باختصار مرتبة تصاعديا من حيث أهميتها ...
1 ) الفشل الذريع للمحاولات الأمريكية الجدّية والمتواصلة لبناء وتكوين تحالف أممي يشاركها بالعدوان العسكري على سورية ... وقد رأينا كيف أن دول حليفة لأمريكا انسحبت من المواجهة تحت شتى الذرائع والأسباب .
2 ) السبب الآخر ، والأهم من سابقه ، هو نجاح الدولة الوطنية السورية في بناء وتأسيس تحالف أممي مضاد ، وهو تحالف عريض يمتد عبر القارّات ليشمل بالإضافة الى محور الممانعة والمقاومة ، دول مجموعة ( بريكس ) والعديد من الدول الأخرى التي لا ترى ضرورة شنّ عدوان أمريكيّ على سورية لأسباب غير مقنعة وغير مثبتة الأسباب بالدليل القاطع ( وأعني هنا الإدعاء الأمريكي باستعمال السلاح الكيماوي ضد المدنيين من قبل الجيش العربي السوري ) .
3 ) وفي اعتقادي أن أهم أسباب تراجع الإدارة الأمريكية عن شن عدوانها المرتقب على سورية ، هو التخوّف الجدّي هذه المرة على خاصرة أمريكا الرخوة ( الكيان الصهيوني ) من الزوال النهائي عن خارطة العالم وإلى الأبد ... ذلك أن أمريكا تدرك أكثر من أيّ وقت مضى أن محور الممانعة والمقاومة يملك من القدرات العسكرية ( الصاروخية تحديدا ) ما يكفل استمرار إمطار الكيان الصهيوني الغاصب والأهداف الإستراتيجية الأمريكية الأخرى في الإقليم بآلاف الصواريخ المدمرة يوميا ... ولفترة غير محدودة ...

* لا أحبذ استعمال كلمة ( ضربة ) ... بل إن الكلمة المناسبة هي ( عدوان ) ... حتى لو كان بإطلاق صاروخ واحد على سورية ، فهو عدوان إمبريالي أمريكي بزعامة أوباما.