دام برس:

إن سير التاريخ الكلي وحلول المجتمعات الديمقراطية المحتوم محل المجتمعات الارستقراطية ,وحب الحرية والكرامة الإنسانية وجميع الأشكال الحكومية ليست إلا وسائل متفاوتة في كمالها ,والتشاؤم خطيئة بحق الله والعلل في الديمقراطية والمساواتية لها أدوية والإنسان أو الحاكم يرى الحقيقة ويخشاها لكنه يقولها لأنها تقوي عزيمته هذه الفكرة القائلة إن هناك دواء يعرفه ولعل معاصريه أو الأجيال القادمة تتلقاه منه فتارة يتغلب الأمل على القلق وتارة يغرق الأمل في ظلمة القلق,ومن هذا الصراع الذي لا يفتأ ينتقل إلى الآخر تنبع متعة تشد المرء وتسمو به,والشعوب تريد المساواة في الحرية وإذا لم تستطع الحصول عليها تظل تريدها وتسعى إليها ,تلك الشعوب قد تطيق الفقر والاستعباد وكل شيء لكنها تكره الارستقراطية.
ماقدمته هو إشارة للواقع العربي الذي تعيش معظم شعوبه ارستقراطية وديكتاتورية بعيداً عن الحرية والمساواة,وهؤلاء الحكام هم ذاتهم من يتحدث في الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية والديمقراطية,وهم اليوم الشركاء الممولين للربيع الصهيوامريكي الذي اطل علينا دون سابق إنذار ليزهر قتلاً ودماراً وخراباً وتشريداً وتقسيماً.هؤلاء الحكام انساقوا بإدراك أو دون إدراك بطيب خاطرهم أم مرغمين المهم ما أنتجه ربيع أمريكا الذي استباح تونس الخضراء مفخرة العرب واليمن السعيد وليبيا عمر المختار ومصر أم الدنيا وسورية قبلة العرب ويتبع... ولن ننسى تدمير العراق وتقسيم السودان ويتبع....
إنها فوضى هدامة راح ضحيتها عشرات الآلاف من المواطنين العرب مع دماء وخراب وقيادات إخوانية صنعت في أمريكا.
إذاً ما جرى وما يجري وما سوف يكون يتم بموافقة وإرادة من بعض الدول العربية تمويلاً وتنفيذاً وتخطيطاً أمريكياً,والمستفيد الوحيد هو إسرائيل هذا الكيان المغتصب لأرض فلسطين منذ عام 1948,ووجود هذا الكيان المضطرب دائماً من دول المقاومة والمقاومة أو من صحوة عربية رغم كل الحروب التي خاضها الكيان الغاصب والمجازر التي ارتكبها لكن القلق وحالة عدم الاستقرار لأزالت تعصف به فكان لابد من فصل جديد يقودهم إلى الشعور بالأمن والاستقرار ,فكان ربيع القتل والدمار والتقسيم الذي ينفذ بأيادٍ عربية وتمويلاً عربياً أدواته من التكفيريين صنعت في أمريكا ,ودربها اللوبي الصهيوني لاستنهاض مشاعر المسلمين لتشكل البيئة الحاضنة لهؤلاء الإرهابيين لكن الوعي العربي المقاوم افشل كل مخططاتهم.
يا حكام العرب الشركاء في المشروع الصهيوني أموالكم وإعلامكم سيكون وبالاً عليكم ولن تكونوا بمنأى عن المخاطر لان المشروع يستهدف الأمة العربية جمعاء وما جرى ويجري في سورية ومصر هو الأهم لأصحاب المشروع لأن باقي الدول هي نتيجة وتحصيل حاصل كونها لاتمتلك مقومات الصمود والدفاع ونجاح مشروعهم يعني تحقيق الحلم الصهيوني.
إذاً عليكم وعي العلل والأخطار التي تجعل من أوطانكم عرضة لغزو واحتلال إسرائيلي فذلك سيكون فاجعاً للأمة العربية من المحيط إلى الخليج والمطلوب صفاء الرؤية للحفاظ على استقلالكم ودماء أبنائكم,وفكرة البحث عن القوة في الخارج لحماية عروشكم هي اخطر ما يتهددكم وما عليكم إلا العودة إلى الشعب في إنشاء القوانين واختيار المشرعين وفي تطبيقها بانتخاب وكلاء السلطة التنفيذية بذلك يمكننا القول انه يحكم بنفسه والإدارة تشعر بأصولها الشعبية وتدين بالطاعة إلى القوة التي انبثقت منها.
إن الشعب السوري الذي يهيمن على عالم السياسة لان الحرية في سورية هي سمة الديمقراطية,والمساواة إن تفاوتت لكنها تقدم كل يوم  عدداً كبيراً من المتع الصغيرة لكل إنسان من ذلك نثق بأن النصر قادم لامحالة .
يا حكام العرب عودوا إلى جذوركم العربية الأصيلة ليزهر الحب والخير والعطاء لأبناء الأمة جمعاء,وحقن الدماء ودعم المقاومة وتحقيق التوازن العسكري سيعيد للأمة العربية القها لأنه نتيجة طبيعية لإزالة مآسي الأمة  .فنحن من يحزن على كل قطرة دم عربية تراق من عدو غاشم فالدم العربي لايراق إلا للدفاع عن الوجود العربي .