Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 25 نيسان 2024   الساعة 22:47:05
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
الرقص على ورق الزيتون .. بقلم : إياد إبراهيم
دام برس : دام برس | الرقص على ورق الزيتون .. بقلم : إياد إبراهيم

دام برس:

كانت مواجهة الدب معركة خاسرة حتماً لمن لا يعرف السر، فحكماء ذلك الزمن أدركوا أنه ما من طريقة للتغلب على الدب إلا باستخدام قوته في قتله، فكان المقاتل يستفز هذا الكائن الضخم، ثم يفر أمامه إلى جدار أو صخرة ثابتة، يتكئ بظهره إليها ويواجه الدب الثائر المندفع، وفي اللحظة المناسبة يرفع رمحه المدبب الطويل واضعاً نهايته في الصخرة ليخترق الرمح صدر الدب ويقتله، دون أن يتمكن هذا الكائن الضخم الهائج من لجم جسده الثقيل عن الاندفاع فوق الرمح.

حكاية لابد أن العقل العسكري السوري قد استوعبها، ووظفها بطريقة ذكية في مواجهة تلك الكتل البشرية التي تحمل السلاح وتتعامل مع ميدان –تجهله - بلغة «الدب الثائر».

في بابا عمرو صفق رعاة الدم لهذا الدب، فدفعوا به إلى ركن المواجهة، فرّ المدبّر العسكري أمامه عدة خطوات وتركه يعتز بعدته وعديده وموقعه، ثم ضيق عليه الخناق حتى استثاره وأغضبه، عندها وضع الرماح والأقفاص في طريقه.

مرة أخرى فعلها الصياد في داريا، وفي كويرسومنغ، ثم في تفتناز، وفي أرياف دمشق، واللاذقية، وحماة، وإدلب، وهاهو يفعلها في القصير «المرقص الأخير» للدب في المنطقة الوسطى.. مرة بعد مرة كان الدب يرقص على ورق الزيتون، فما تكاد تبدأ متعة الرقص حتى يبدأ بالانزلاق «الزحط» على مفرزات الورق الزيتية إلى أن يسقط خاوياً من أي قضية.

الرقص المتواصل للدب «الجامح» بفعل التشجيع المستمر ومكعبات السكر، جعل الزيت يتناثر من أوراق الزيتون تحت أقدامه، فيبلل الحبر الذي رسم به «الربيع السوري»، ليغير بالتالي الخريطة، ويبطل التنبؤات كلها، فلا صلاة في المسجد الأموي لغير أهل الشام، ولا دولة ماسونية ترفع رايتها في جبين الشام، ولا أغنية أجمل من يا مال الشام.

يفعل البرد القطبي فعلته، فالبوارج القادمة من أرض الصقيع تلحق الضرر بالنظام السياسي في المتوسط، وتجمد كل التصريحات الحارًة ضد سورية، والثلج الصيفي في موسكو يجمد تفكير الزائر الأميركي عند مستوى جنيف، فيلتزم القطيع في حظيرة الأصدقاء بما يفرزه السيد الأميركي في عمان، حيث تتوحد الرؤى فجأة ويصاب الجميع بداء «جنيف اثنان»، ويبدؤون قرع «طبول الحل السلمي»، مع اختلاف بسيط في مطلع الأغنية المرافقة الذي بدلته اوركسترا «الأصدقاء» من «تنحي الرئيس» إلى «صلاحيات الرئيس» وهم يدركون أن من لم يصفق للأغنية بمطلعها الأول لأكثر من عامين، لن يطرب لها اليوم بهذا المطلع غير اللائق لمزاج دب آخر يستلقي على الجليد ويدرك مخاطر «الرقص على الزيتون».

ربما لن تنتهي جملة الحروب (المتطاحنة في سورية وعليها) قريباً، لكنها بكل تأكيد لم يعد من الممكن أن تستمر طويلاً، فهي من نوع تلك الحروب التي تكبر كل ما أكلت وتأكل أكثر كلما كبرت.

لكن مهما استمرت «مسابقة زهق الأرواح»، فإن أنشودة الختام ستكون حتماً كما جاء على لسان فهد بلان يوماً «شرشف قصب مطرز بانتصارات شعب صمد بوعيه من حلب إلى حوران...».

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz