دام برس :
الوطن هو ذاك الذي يسكننا قبل أن نسكنه، ومهما ابتعدنا عنه فإن رحلتنا في البحث عنه والعودة إليه لا تنتهي ... لكلٍ منا وطنه الخاص. هنا سأنجرف بتعصب جنوني نحو مدينه الياسمين، فهي الساحرة الانيقه ليلاً مرتديهً وشاحا اسودا مرصعا بنجوم الله في أرضها ... وأما نهارا ... فأي فجر ذاك الذي يحاول أي شخص أن يتنشقه محاولاً أن يدخل الشام... كل الشام... إلى قلبه ليحتضنها.
تلك الجميلة التي طوقت خصرها بسلاسل الياسمين، كيف لا أكون متعصبة تجاهها، احتضنت ذكرياتي وذاكرتي .. وجعي وحبي وعبثي الطفولي.
من منا لم يسجل صوته من على قاسيونها ذات يوم صارخا : "بحبك يا شام" ومن منا لم يداعب تاريخها، ويختال في حاراتها القديمة كملك بكامل خيلائه...نعم هي من يجعلك ملكاً لمجرد انك وجدت ضمن تراتيل مستحيلاتها السبع ... فتخلط بين أنك على الأرض أم في السماء.
إنها في نظري... المدينة المطلقة التي لا يعتريها أي خطأ ... فكانت بحق كما أراد الله لها أن تكون ... سدرة الروح... وأول الطريق إلى الله