Logo Dampress

آخر تحديث : الأربعاء 24 نيسان 2024   الساعة 21:52:32
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
ياخائفاً من عضة الكلاب .. لايفهم التيس بالعتاب .. بقلم : م فواز بدّور

دام برس:

فيما يلي قصة التيس والكلاب : رُويّ في قديم الزمان عن أنّ أسداً اتسعت سلطته لتشمل مساحات واسعة وشاسعة من الأراضي فازدادت مسؤولياته ونتيجة لانشغاله بما يدبر لغابته من مؤامرات ومكائد من كل الطامعين الأقرباء والأصدقاء والأعداء بممتلكات غابته وثرواتها  فقرر لسهولة إدارتها تقسيمها إدارياً إلى أجزاء كالمحافظات وقام بتعين مسؤول ينوب عنه في إدارة شؤونها الإدارية والمالية ومن بين كل المناطق كانت المنطقة الأكبر مساحة هي الأسوأ حظاً لدرجة أنها لم توفق يوماً بالمسؤول عنها رغم تعاقبهم واختلافهم أشكالاً وألوناً وأصنافاً

أما قمة سوء حظها فكان عندما تم اختيار الطاووس مسؤولاً عن شؤونها  حيث جاء بعنجهيته وغطرسته يسبقه دخانه  وتتبعه أثاره وعلى الأخص منها ظلمه الذي ألحقه بالرعية في مختلف قضاياهم وكل ما يعنيهم

وكي يفرض زعامته ويثبّت سلطته وفقاً لرؤيته واعتماداً على قناعته عمد إلى البحث عن الكلاب واختار أشرسها ذلك المعروف بنابه الأزرق لعض من يفكر أن يقوم  بأي حركة واختار أفجرها للنباح على من يخطر بباله أن يتذمر واختار أطولها آذاناً و أرذلها لساناً للنميمة ونقل أفكار وهمسات وحتى أمنيات التمرد لدى الرعية  

فضجّت الرعية وعلا صوت أنينها نتيجة للضغط من الطاووس وكلابه من جهة وكذب وادعاءات الذئاب والثعالب بأنه زمن الربيع والحرية وتغلّب صوت ألمها على خوفها رغم كل النباح والعض فوصل صوتها إلى الأسد الذي قام بتغيير الطاووس وعين بدلاً عنه ذكر النعام الذي قام لإظهار نيته بتلبية المطالب وتهدئة النفوس بربط كلاب الطاووس وكي لا يسمع المطالبات بمحاسبة تلك الكلاب وكي يستطيع الاستمرار بربط تلك الكلاب التي تظهر رغم شراستها وضراوتها  ولائها ووفائها لكل من يمتلك زمام أمورها قام وعلى عادة النعام بدفن رأسه في الرمال فانتشرت في الغابة الوطاويط والجرذان وعادت الرعية لتعاني وعادت مرة أخرى لتطالب بتغيير ذكر النعام ومرة ثانية حقق الأسد مطالب الرعية بالتغيير وعين التيس خلفاً للنعام

واستبشرت الرعية بخبر تعيين التيس فهو المعروف بقدرته على مقارعة الخطوب كما قال الشاعر يمتدح أميراً ولكن تيسنا لم يكن يكترث بالخطوب ولم يعنه إلا ضوء الفلاشات وصدى الميكرفونات فقام بإطلاق الكلاب المربوطة ولم يكتفِ بذلك بل لم يترك قرداً يلعب على الحبال  أو تيساً منبوذاً وصلت رائحته النتنة من المناطق الأخرى إلّا وأحضره بحجة قدرة القرود والتيوس على لمّ الشمل والوفاق

وعندما اشتكت الرعية في لقائها الأول معه من الكلاب وعد أنه سيروضها

وعندما تمادت الكلاب بالنهش ولم يعد بالإمكان إخفاء آثار العض وعد بأنه سيقتلع أسنانها

وعندما صار للكلاب كلاب بدأت الرعية بالصراخ " الكلاب الكلاب . . . يا تيس الزمان"

وعندما اقتنعت الرعية بأن التيس هو حامي القرود والكلاب قررت الاعتصام سلمياً  بلافتة موحدة كتب عليها

"يا خائفاً من عضة الكلاب . . . لا يفهم التيس بالعتاب "

وكتبت على الجدران:

"يا أسد الزمان يا أسد . . .  إنّ التيوس لا تُحلب "

م فواز بدّور

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  0000-00-00 00:00:00   وين الصراحة
يعني ليش ما بتقول الاسماء بصراحة الطاووس معروف والنعام معروف والتيس معروف
حمصي  
  0000-00-00 00:00:00   الله عليك
الله الله عليك يا استاذ فواز انت وامثالك الامل
ريتا درويش  
  0000-00-00 00:00:00   الله يعينك يا وطن علينا
الله يعينك يا وطن علينا كل ما اجى واحد بيطلع أسوء من اللي قبلو واللي عم يدفع التمن سوريا وهل شعب الفقير
عمور  
  0000-00-00 00:00:00   كليلة و دمنة
ذكرتني بقصة كليلة و دمنة ... ملعوبة
باسم  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz