دام برس: 

صبـرا يـاعـراق انهـم منهـزمــــون .. الخـطـأ الـذي يـقـع فــيـه الكـثيـريـن يكـمـن فـي  محـاولتهـم تجـزئــة الخـارطـة الحــَـدثيــه للمنطقــة , وقـرائتهـا كـل عـلـى حـده , وهــذة الطـريقـة الاجـتـزائيــة للأحـداث قــد تكـون مقصــودة ووراءهـا دوافــع شــيطـانيـة مبـنيـة عـلـى خـديعـة إنَ ليس هنـاك مـؤامـرة ولا تـآمـر وكـل الذي يحـدث انمـا هـي مطـالب شـعبيـة مشـروعـة وحـقـوق وفـروج وذكـور مغتصبـه ومبتـروه ,  او انهـا نتيجـة طبيعيـة لعـدم درايـة ومعـرفـة بمـا هـيـة المشــروع الـذي يــراد لخـرائـط المنطقـة الجيـوسـيـاسيـة والمجتمعيــة أنْ تكــون عـليــه , فـمنـذ بـدايــة الحـدث الســوري وبـالـدرامـا الانقـلابيـة الـتي عشــنـا كـل حـيثـيـاتهـا , قـلنـا إنْ المـُسـتهـدف الرئيـسي مـِنْ وراء مـا ســمـي بـالـربيـع العـربـي هــي ســـوريـة  ومنظـومـة المقـاومــة , وكـل مـَنْ يـتجـاذب ويـلتـقـي معهمـا , ولا عـلاقــة لــه مـِنْ بعـيـد او قــريـب بـاصـلاحـات وحـريـات , ومـا اليـــه مـِنْ الهـرطـاقـات الفـارغــة المحتوى والمضمـون ,  والعـراق بـامـتـداده المجتمعـي والجغـرافـي والســيـاسـي لا يمكـن عـزلــه عـن هــذة المنظـومـة حـتـى وإنْ كـان فــي العلــن ليس جـزءا منهـا  , لـذا فـتثتويـر بـؤر التنـاحـر المذهـبي والعـرقـي والطـائفـي فيــه تبقـى مـِنْ اولـويـات اصحـاب مشـروع الفـوضـى الخـلاقـة وتفكيـك المفـكك وتجـزئـة المجـزيء .

مـبـدئيــة المـوقـف العـراقــي والـذي تجـســد بـالخــروج عــن ســيـاقـات مـا يسـمـى  ( الاجمـاع العـربـي ) الـذي فـرضتـه الاجـنـدة القطـريـة التـركيــة عـلـى مـؤتمـرات وقـرارات ( الجـامعـة العـربيــة ) , ورفـضه الانصـيـاع لأجـنـدتهــا مِـنْ جـانـب ,  وتقـاطــعات مـواقــف بغــداد  مـع طهــران فــي الشــأن الســـوري وقضـايـا جـوهـريـة اخـرى فـي ملـفـات المنطقــة  مـِنْ جـانب آخـر ,   يضـاف الـى ذلـك  وجـود  حـكـومـة شــيعيــة فـي بغــداد محـســوبــه  عـلـى ايــران وجـزءا مـِنْ محــور الهــلال الـشــيعـي (ايـران العـراق ســوريـة لبنـان ) الـذي يخشــاه العـربـان والعثمـانيين الجــدد ,  قـد جعـل مـِنْ العـراق وحـكومته واغـلبيتــه المجتمعيــة  جـزء مـِنْ بـنـك الاســتهـداف العـدائــي العـربـانـي التـركـي  , حـيث إنَ كـل  مـا يـفشــلـون بـتحـقيقــة فـي ســوريـة يتـم نـقل ثقل ارهـابــه الـى العـراق و كـذلـك لبنـان  , بـاعتبـار خـواصـرهمـا رخـوه مـن نـاحيـة حـدودهمـا مـع ســوريـة مـع وجـود طـيف مجتمعـي فـي تلك المنـاطق الحـدوديــة ذو ارضيـة مذهـبيــة خصبــه لتمـريـر الاجنـدة والمشـاريـع الاســتعـدائيــة واحتضـان عصـابـات ارهـابهـا القـاعـدي  .

وعليــه فـليس بـالمفـاجــيء أنْ يـدفـع  العـراق ولبنـان ضـريبـة ثمـن مـواقفهمـا ,  و تـتحـول الشــوارع العـراقيــة واللبنـانيــة الــى ســاحـات صــراع يـؤججهـا محـور اقليمـي ودولــي مهـزوم  فـي ســـوريـة , ويحـاول أنْ يـغطـي عـلـى هـزيمــتـه بتصـديـر ادوات ارهـابــه الـى مـدن وقصـبـات عـراقيـة ولبنـانيــة لـتثـويـرهـا مـذهـبيـا وطـائفيـا ,  وأنْ تتـزامـن التفجيـرات الارهـابيـة التي يشـهـدهـا الشــارع العـراقـي والاصطـدامات المسلحـة فـي طـرابلس واســتهـداف منطقـة الهـرمـل فـي لبنـان مـع اســتمـرار عمليـات الجـيش العـربي الســوري في جميـع المحـاور وســحقــة للعصـابات المسـلحـة فيهـا وخصـوصـا فـي منطقــة القصيـر وحمص وحمـاة ودرعـا ومنـاطق غـوطـة وريف دمشــق  فهـذا لـم يـأتــي مـِنْ بـاب الصـدفــه , وإنمـا صفحـة مكتـوبـه ســلفـا ومعـدة خـرائـط طـريق تنفيـذهـا  ,وعلينـا أنْ نـتـوقـع الاســوء مـن تفجيـرات وعمليـات ارهـاب كلمـا اقـترب الحسـم الســوري مـن خـط نهـايتــــه  , ولـكـن فـي آخـر الأمـر لا يصـح الا الصحيـح ولـن ينتصـر الا اصحـاب الثـوابت والمبـاديء , وسـيعـري التاريـخ اولئـك الـذيـن ارتضـوا لأنفسهـم أنْ يكـونوا مطايا لأجـنـدة بني صهيـون وعهـرة مـواخيـر العـربـان وعثمـاني الاضغان والاحقـاد .