دام برس:

خبر مرتبك وبلا ملامح واضحة ، تم تسريبه "خطوة خطوة"، وكأنه "رجس من فعل الشيطان"..اطلاق قذيفة من الأراضي السورية المحررة باتجاه "جيب اسرائيلي"في الأراضي السورية المحتلة، هكذا بدأ الخبر الذي طال انتظاره، بل أنه طال عن الانتظار، ، منذ توقيع اتفاقية وقف اطلاق النار بين سوريا ودولة الاحتلال عام1974..وتنتشر الاشاعة بأن القذيفة دمرت الجيب، ثم تعلن اسرائيل بتخبط انها ردتعلى مصدر النيران، بل ودمرتها، وعلى طريقة افلام هوليود التشويقية، علما انهناك جندي اسرائيلي قتيل، فيما تل أبيب تنفي حصول خسائر، وبعدها تصر أنالجيب تم تدميره وقتل 5 جنود من جيش الاحتلال.. وفجأة يخرج رئيس أركان جيش الاحتلال ليهدد كما لم يهدد من قبل، بأن الرد الاسرائيلي في المرة المقبلة سيكون قصر الأسد..

خبر احتل مساحة اعلامية وتحول الى ما يشبه "الحكاية الشعبية"، بينما هو في الحقيقة لم يكن ليحتل سوى لحظات معدودة لو أن الأمور تسير سيرا طبيعيا،فاستهداف جيب عسكري اسرائيلي كان يجب أن يكون حدثا يوميا في كل الارض المحتلة،

رد الفعل الاسرائيلي يكشف "هلعا جديا" من أن تصبح الجولان المحتلة هدفاعمليا لفعل المقاومة، لمن يرغب طبعا، فكان التهديد الذي تجاوز كل المعقول بأن الهدف سيكون بشار الاسد شخصيا، ولا شك أن هذا الكلام يعكس مخاطر حقيقيةأن يتحول الكلام الذي تم تسريبه قبل ايام، بأن سوريا سمحت بممارسة العمل العسكري ضد قوات الاحتلال في الجولان، وقد تخرج تلك العمليات عن حدود الجولان لتصبح ممرا نحو الداخل الاسرائيلي، ولذا لم تترك قيادة دولة الاحتلال المسألة للممارسة بعد ان "طل السلاح" برأسه من جديد..سارعت بالوعيد والتهديد..

الجولان تعود الى ذاكرة المقاومة وتلك الأيام التي شهدت أعمالا سجلها تاريخ المواجهة مع المحتل، ولعل سوريا الدولة تدرك أن تغيير قواعد اللعبة والتآمر يجب أن ينتقل الى قلب احد أهم أوكار تلك المؤامرة، في تل أبيب، الى جانب أن اليدالطولى الاسرائيلية لضرب الداخل السوري يمكن ان تجد ردعا وفعلا حقيقيا وليس بيانا على طريقة بعض من يدين ويستنكر ويهدد دولة الاحتلال لو استمرت بالاستيطان..

. لذا عل طلة السلاح الجولانية الجديدة تكون بداية لاطالة يد الفعل المقاوم.. ولو تطورت لأحدثت تغييرا جوهريا في قواعد المؤامرة، خاصة وأن سوريا لم يعد لها ما تخاف عليه، بعد تدمير كل أمكن تدميره.. الرأس مطلوب والنظام مطلوب والدولة مطلوبة، فلا خيار لها سوى الرد الذي يمكن أن يربك كل الحسابات..فالجولان هي اليوم الخاصرة الأضعف لدولة الاحتلال، ولواشنطن ايضا، فارتفاع وتيرة منسوب الفعل المقاوم سيفرض معادلة جديدة، لن تقف عندارباك مخطط محور الشر، بل ستربك أطرافا في المعارضة السورية، وسيكون للمقاومة الجديدة فعل الساحر لتنقية "الغث من السمين" في صفوف معارضة ملتبسة التكوين والهوية والهدف..

قذيفة سورية واحدة دمرت آلية اسرائيلية احتلت ما احتلت، فكيف سيكون المشهد لوانطلقت عشرات القذائف التي اشتاقت لمعانقة آليات الاحتلال، ثلاثة عقود اصيبت خلالها بصدأ تاريخي، تحتاج لانتفاضة كي "تزغرد" في سماء القنيطرة وطبريا والحولة وربما صفد وبيسان.. فهي ليس ابعد من دمشق عن يدالفعل، بلدات داخل فلسطين التاريخية يمكنها أن تعيد لذاكرتها سنوات ما قبل 74يوم ان كانت تنام وهي تنتظر فعلا مقاوما فلسطينيا آنذاك.. وعليها اليوم ان تنتظرفعلا مقاوما متطورا.. سوريا بتحالفها يمكنها ان تقلب كل المعادلة لو ادركت ان قيمة"اليد الطولى" المعتقلة بأمر سياسي، فهي قبل غيرها ما يمكن ان تكشف كل وجوه المؤامرة على سوريا، ولم تعد فعلا ديمقراطيا لسوريا، في بعض جوابنها!

الطريق لحماية دمشق يمر من الجولان وليس غيره.. فأن تأت متأخرا خيرمن الا تأتي..المهم أن تأت!

سخونة جبهة الجولان لو صدقت الحكاية سيكون الارباك سيد الموقف لفصائل فلسطينية "نأت بنفسها" عن المشاركة بذرائع ساذجة