هل أنتم مثقفون فعلاً ؟ فلتسقط ثقافتكم المزوّرة .. بقلم: عاطف الكيلاني
دام برس:
مثقفون سوريون وأردنيون ، و من جنسيات عربية أخرى ، أعلنوا عن إطلاق مجلّة " دمشق " ، وهي مجلة تصدر في لندن عن مؤسسة غامضة ومشبوهة تدعى " مؤسسة دمشق للدراسات الفكرية والأدبية " ...
وللأسف الشديد ، فإن ما يحزن المثقف العربي أن يكون بين أسماء ( المثقفين ) الحاضرين بعض أعلام الثقافة العربية ممّن كان لهم يوما ( طنّة ورنّة ) في عالم الثقافة والتنوير ايتداء من ستينيات القرن المنصرم .
لا أدري هل من الممكن أن نغفر ل( المثقف ) غدره بوطنه وشعبه بنفس القدر الذي ( قد ) نغفر فيه لمواطن بسيط ذي ثقافة عادية أو دون ثقافة من أيّ نوع ؟
كيف تستطيع شعوبنا أن تغفر لمثقف بحجم الدكتور صادق جلال العظم ( عضو الهيئة الإستشارية لتحرير المجلة ) ، والذي كانت له إسهامات كبرى في تحوّلات شهدها العقل العربيّ أواخر ستينيات القرن الماضي من خلال كتابين هامّين ألّفهما وقتذاك ، هما " نقد الفكر الديني " و " النقد الذاتي بعد الهزيمة " ؟
ولا أجد ضرورة للكتابة بالتفصيل عن مساهمة ( المثقفين ) الآخرين ممن ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا جزءا من هذا الحراك الثقافي المشبوه ، ولكن ، وللحقيقة أقول : أنه كانت للكثيرين منهم تلك الإسهامات الإيجابية في ترسيخ ( ثقافة الحرية ) لشعوبنا العربية ، والتي من أشدّ سماتها بروزا هو عداؤها للإستعمار بكل أشكاله ووقوففها الواضح والجليّ ضد القوى الرجعية العربية المتحالفة مع الغرب الإمبريالي والحارس الأمين للمصالح الصهيوأمريكية في عالمنا العربي .
ما الذي تغيّر حتى يضع هؤلاء المثقفين أيادهم بيد الخائن الشيوعي السوري السابق جورج صبرة الذي ارتضى لنفسه أن يكون بيدقا رخيصا في خندق العداء للوطن السوري والشعب السوري ؟
الروائي الأردني / جمال ناجي ، وهو ( كان ) رئيسا سابقا لرابطة الكتاب الأردنيين ، وأحد أهم الكتاب والأدباء الطليعيين في الأردن ، يقول في كلمته خلال حفل الإشهار : " أن تصدر مجلة بهذا المستوى الرفيع على رغم الظروف التي يعيشها المثقفون السوريون، يعد دليلا على العمق الثقافي لهذه الثورة " ... فعن أيّ عمق ثقافيّ يتحدث هذا المثقف ( الكبير ؟ ) ...
وأسأله بداية : هل أنت مقتنع أنها ثورة فعلا يا جمال ناجي ؟
ثمّ : ما هو العمق الثقافي ، مثلا ، لدى ( مرشد ) هذه ( الثورة ) ، الشيخ المسخ عدنان العرعور ؟
وما هو العمق الثقافي لدى عصابات القتلة التي تعطي السيف لطفل لم يتجاوز العاشرة من عمره كي يقطع رأس ضابط من أبطال الجيش العربي السوري استطاعت هذه العصابات أن تأسره ؟
أين العمق الثقافي لعصابات أعدمت ( اليوم بالذات الخميس 16/5/2013 م ) أحد عشر ( كوكبا ) بطلقة في مؤخرة الرأس لكل منهم وسط تهليلات ( الله أكبر ولله الحمد ) ، وكأنهم أعادوا فتح الأندلس أو حرروا بيت المقدس ؟
هذا بالضبط ما كتبت عنه أكثر من مرة حول سقوط المثقف العربي وخيانته لتاريخه الشخصي وتاريخ حركة التحرر العربية ، واختياره بمحض إرادته خندق أعداء أوطاننا وشعوبنا العربية .
شعوبنا قد تغفر للمضلّلين ( بفتح اللام الأولى ) ، ولكنها بالتأكيد لن تغفر لمن ساهم في تضليلهم من أدعياء الثقافة وأدعياء اليسار ..
الكاتب : عاطف زيد الكيلاني
Atef.kelani@yahoo.com
اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
| 0000-00-00 00:00:00 | للأسف يعرفون هويتهم التاريخية جيداً |
| تحية لك استاذنا الكبير الرفيق عاطف المشكلة وفي الحقيقة هؤلاء المثقفين (اشباه المثقفين) فقد فندتهم ووضعتهم في موضعهم المناسب حيث تاريخهم دل عليهم ..التاريخ عادل جداً ولا يظلم احداً لأنه يسجل على جدرانه عدل هذا وظلم ذاك ووطنية وخيانة ذاك وهكذا والمشكلة في هؤلاء المثقفين قد قرؤوا التاريخ جيداً وعرفوا الفئات التي مجدها التاريخ ولا تزال تذكر في مفخرته وعرفوا تلك الفئات التي لفظها التاريخ وسجلها في مزبلته وهؤلاء لا شك في مزبلته ولعلهم يعرفون ذلك وهو ماضون بكل وقاحة للأسف الى طريقهم التاريخي المزبلي فاكثر ممن (قيل) عنهم مثقفين (جهابذة) وخدموا العروبة والقضايا العربية بكل ما يملكون من إرث ثقافي وفكري حضاري وكان لهم الاثر البالغ عبر تاريخ الامة العربية في التأثير على دعم الشعوب المناضلة ولكن لما أتى الدور على سورية الكل تخلى عنها بما فيهم هؤلاء المثقفون بل أصابهم العمى والطرش والخرس وباعوا فكرهم وآراءاهم ومواقفهم وجعلوها وقفاً لما يسمى (ثورة) .. | |
| ميرنا علي | |
