دام برس:

النــأي بـالنـفـس والــتـزام الحـيــاد لا يمـكـن وضـعــة إلا فـــي خــانـــة ( أضــعـف الايـمـان ) الـتـي وجــد فيـهــا اصحـاب المـواقــف المـتـذبـذبــه والنفـوس الجـَـبـنــه ضــالتهــم ,واتخــذوا مــِنهـا خــديعـــة لـتـمـريــر الأجـنـدة الـتي رســمهـا لهـم اســيـادهـم ,فـســيـاســة النـأي هــذة يمـكـن اســتسـاغتهـا والتعـامـل مع اصحابهـا بحـسن النـيــهعـنـدمـا يــتعـلـق أمـرهــا بتخـنـدقـات واصـطفـافـات دوليــة لا شــأنْ لهـا بـثـوابـتوطـنـية وقـوميــة واولـويـات مـصـيـريــة واخــلاقيــة ,  ولــكـن عـنـدمـا يـكـون العــدو (اســـرائيـل ) والمعـتـدى عـليـه ( ســــوريـة  ) تصـبـح اوراق النــأي بـالنفـس والالـتزامبالحيــاديـة مجــرد اوراق بـاليــة , والاجــدر بمـن يـتعـلقـون بـقشــتهـا أنْ  يــنقـعوهـاويشــربوا مـِنْ نـقيــع مـاءهـا لعـل وعســى فــي ركــاده مـا يـعيـد لـهم شـيء مـِنْ كرامتهـم المهـدورة الـتي ادمنوا عـلـى تـلطيخهـا بعهـر ســفـالتهم , ورجـولـة المـواقــفالمفقـودة التي تـاجـروا بعـذريتهـا فـي مضـاجـع عهـراتهـم وديـوثيتهـم .الاخــتـلاف والـتضـاد بـالمـواقــف بصــدد  مســبـبات وتــداعيـات ومـســتجـدات الحــدث الســـوري لا يعطــي الحــق لـمـن ينـاصـب العــداء لســـوريـة وشــعبهـا وجـيشهـا وقـائـدهـا ومشـــروعهـا الممـانـع والمقـاوم أنْ يـجعـل مـِنْ هــذا الاخــتـلاف وسيلــة رخيصـــة للتــرزق وتـصفيــة الحســـابـات  الكيـديــة , ويـمنح لنفســه الشــرعيــة للإصـطـفـاف فـي خـنـدق ( اســـرائيـل ) , وتجـنيـدهـا فـــي خـدمـة ســـرب الغـربـان النـاعقـة المـســتميتـه بـالدفـاع عــن الـمشــروع الصهـيـو امـريكــي فــي المنطقــة والعـالـم.

راهـنـوا عـلـى انقــلاب المـوقـف الـروســـي فخـسـروا رهـانهـم , وادعــوا تخــلـي طهــرانعـن دمـشــق فـشــربــوا مـن كــأس خــيبتهـم , و مـنـوا انفـسهــم بـوهــم نـقـض حــزب الله والمقـاومــة للـعهــد فـوجـدوا انفسـهـم غـارقيـن فــي وحـل احـلامهـم ,  فـلا روســيـا انقـلبت , ولا ايــران تخـلـت , ولا حـزب الله  نـقـض عهـده , واليــوم وبعــد أنْ تســاقـطـت اوراق المـراهـنيين والمـدعـيـن والـواهميــن الـواحــدة تـلــو الآخــرى , وانكســرت ريـاح غـدرهـم وعمـالتهـم  امـام جـبـروت الجـيش الســوري ورجـالاتـه , فـلــم يــبقــى معهــم إلا اشهـــار ورقــة زواجهـم التـأمـري  مــع ( اســـرائيــل ) , تـلـك الـورقـة التي حـاولـوا اخـفـاءهـا عـلـى العقـليـات الســـاذجــة طـوال العـاميـن المنصـرمـيـن مـن عمـر مـؤامـرتهـم عـلـى ســـوريــة , مــع انهـا كـانت مكـشــوفـة بـالنسبــة لنــا مـنـذ البـدايــة , ولــكـن حـتـى هـــذة الـورقــة قــد جـاءت بـنتـائـج مـعـكـوســــة عـلـى اصحـابهـا , حـيـث كـشــفـت وعـلـى المــلأ حـجـم العـلاقــة و الـتنـســيـق بيـن عصـابـاتهـم الارهـابيـة المسـلحـة وبين ( اســـرائيــل ) التي كـان يتنكـرون لهـا , وأزالـت الشــكـوك التي كـانت تـراود البـعضالاخـر حـول مصـداقيـة هــذة العـلاقــة وخـفـايـاهـا .

الـنـصـر الســوري أمـر واقــع ومـُســلمــة لا خـلاف عـليهـا , ســـواء جــاء بــإرادة الحـوار الســـيـاســي او بـخيــارالعســـكـرة والحــرب , وكـل مـَنْ يحـاول أنْ يــتخطـى هــذه الحـقيقـة ويشــكـكك فيهــا فتخطيــه هذا يـأتــي مـِنْ بـاب الـتمـنـي وأضـغـاث الاحــلام المـُبـاح ليس إلا  , ولا علاقــة لــه كحـقـائـق ووقـائـع تجـري عـلـى الارض , لأنَ المنـاخ العـام العـالمـي قــد تغيــر ومـاكـان ســائـدا قـبـل عـام قــد ذهـب ادراج الـريـاح واصـبـح مِـنْ المـاضـي ,  ولقــد ســاعـدت عـوامـل كـثيـرة عـلـى هــذة التغيـرات حـيث يـقـف فـي مقـدمتهـا الـصمـود الســوري ( العسـكـري والاقتصـادي والسـيـاسـي والشـــعـبي ) الـذييقـابلــة مِـنْ الجـانب الآخــر  تشـــرذم مـا يسـمـى بـقـوى المعـارضــة وإئـتـلافـاتهـا وتـنسـيقيـاتهـا وجـيشهـا  ( الحـــر ) , مـع سيـطـرة الجنـاح التكفيـري السـلفـي المـرتبـط بتنظيـم القـاعـدة عـلـى مسـرح عمـليـاتهـا الاجـراميـة , وبـروز صـراعـات  بيـن الاقطـابالدوليـة والاقليميــة الممـولـة والـداعمــة للجمـاعـات المسـلحـة ومـرتـزقـتهـا , وانحسـار الـدعـم الشـعـبي فـي الشــارع   لمـا يسـمـى ( بـثـورات الـربيـع العـربي ) , بـعـد أن انكـشــف زيــفهـا واجـنـدتهـا والجهـات الحـقيقيـة الـتي كـانت وراءهـا ,خـصـوصـا وإنَ مـا يحـدث فـي ليبيـا ومصـر وتـونس قـد عكـس واقــع إنَ مـا حـصـل فـي تلـك البـلـدان مـا هـو إلا ربيــع نعـاج عـربــي مهـزوم , ومـؤامـرة حـركتهـا اذنـاب الصهيـونيـة فـي المنطقــة لضـمـان الامـن لأســرائيـل و تـأمـيـن اســتمـراريـة وجـودهـا وامـتـلاكهـا زمـام مقـومـات الـردع وفـرض ســـيـاسـة الأمـر الـواقـع .

العـدوان الاســـرائيـلـي الأخـيــر عـلـى دمــشـــق والـذي جــاء بمـثـابــة المـاء البـارد عـلـى اصحـاب القـلـوب التي تســتعـر حـقــدا عـلـى ســـوريــة وجـيشهـا وقــيـادتــهــا وشـــخـص رئـيسـهـا , قــد انـقـلب ســحـرة عـلـى ســـاحـرة واصـبـح كـالســم الـزعـاف فـي حـلـوق اصحـابــه , فـهـا هــــي جـبهــة الجـــولان الســـوري تــلـتحـم مــع جـبهـة الجـنـوب الـلـبنـانـي وتمـتـد الـى العـمـق الفـلســطينـي , حـيث  الابــواب فــتحـت عـلـى مصــراعـيهــا امـام جـميـع فصـائـل المقـاومـة الســوريـة واللبـنـانيـة والفـلســطينيـة يـحـدو ركـبهـم ســـيـد المقـاومـة ورفـاقــة المـجـاهـديـن المقـاوميـن فــي حـزب الله , ويــقـف وراءهـم  الســنـد المـنيـع للجـيش الســـوري , و تحـتضن فعلهـم المقـاوم قــدرات ايــران الـرادعـــة وجـيـوش قــدسهــا المـنتظــرة , ولـم يـبقـى امـام النـائـين بـالنـفس وملـتـزمـي الحيـاد إلا أنْ يحـزمـوا حـقـائـب حيـادهـم ويــركـبـوا قطـار أخـر الليــل الاســرائيـلـيلعلهـم يــلحـقــوا بـركـب النعـاج العـربـانيــة التي ســـبـقتهـم ويحجـزوا مـرتعـا لهـم فـي زرائــبهـا .

al_asadi@aol.com