دام برس:
بعد أن توقف القوميون العرب من العزف على قيثارة العروبة تاركين الساحة للعازفين على الرقاب بسواطير الموت , و بعد أن أصبح رابط الأخوان مع الشيشان أو إفغانستان أقوى من الرابط مع بني قحطان,
وحدها سوريا انفردت للعزف المنفرد على وتر العروبة , لتتراقص على أنغامها أجساد العروبيين المتهالكة و المثخنة بالجراح , باعثة فيهم الأمل بأن العروبة باقية و العرب باقون و نباح الكلاب العاصف ما هو الا خوفا من مفترس قادم
العزف السوري, شجع آخرون للصعود الى المنصة للمشاركة , كالجزائر و العراق لدعم العازف السوري , لتصبح أنغام العروبة هي الطاغية على المشهد , و ليخفت شيئا فشيئا صوت الكلاب الخائفة أمام نغمات العروبة المتصاعدة .
نعم لقد استطاعت القيثارة السورية أن تفعل فعلها و تعيد الأمل الى القوميين العرب و إن نباح الكلاب المرعوبة لن يستطيع طمس نغمات القيثارة العروبية السورية , و بأن شمس العروبة لا زال باستطاعتها الاشراق من دمشق بعد أن غطتها السحب السوداء .
المشهد برمته , يبدو كئيبا و العواصف لم تنحسر بعد و لكن العروبي الأصيل يدرك بأن الشمس تختفي خلف الغيوم , و الصبر وحده هو السبيل لرؤية الشمس مجددا , و للتذكير فقط , حالنا اليوم هو حال العروبة أواخر الاحتلال العثماني البغيض و نشوء الحركات القومية العروبية النقية التي بعثت في العرب الثقة بأنفسهم بقرب الخلاص من المستعمر العثماني , و الحال ينسحب على كل أشكال الاستعمار الأخرى التي حاولت طمس العروبة و لكنها فشلت , و اليوم ستفشل كسابقاتها هذا هو المؤكد بالنسبة لنا نحن السوريون .
العروبة جسد , و الاسلام الصحيح و المسيحية الحقة , جناحا الطائر العربي , كل منهما داعم للآخر- فالخوافي قوة للقوادم .
و من يريد أن يجعل بينهما تعارض , هو من يريد كسر الأجنحة و القضاء على هذا الجسد , هذا هو ما ندركه جيدا , لذلك سعى الصياد الى التصويب على الأجنحة ليتهالك الجسد .
و لكن طبيب العروبة المعاصر بشار حافظ الأسد و على سيرة أسلافه الذين ما انفكوا يبثون العافية في هذا الجسد و نهوضه كلما جاءته كبوة , انه الامتداد التاريخي لجمال عبدالناصر و حافظ الأسد , حافظ العروبة و حافظ الأديان باعتبارهما رسالة أخلاقية قادرة على النهوض بروح الانسانية لأبناء الأمة العربية و رسالات السماء السمحاء , بيده الخبيرة و عينه البصيرة , يعمل جاهدا على تنقيتهما مما يعتريهما من مرض .
لن تسقط العروبة , و لن يسقط الاسلام الحق , و لن تسقط المسيحية السمحاء , فحراس الشام صامدون و يقظون , بمواجهة الأعرا ب غير القادرين على نطق حروف العربية الصحيحة , و الذين لطخوا سماحة الأديان بأدران الشيطان , و التنبيه الى أن الوهابية - هذه البدعة الجديدة - لا تمت إلى الاسلام بصلة و إنها الوجه الآخر للصهيونية , و محاولات حرف العروبة عن جوهرها النقي و زجها في التعصب و الانغلاق.