دام برس:

مــَـن تـــأمــل اعـــتــبــر ومـَــنْ اعــتبــر حـــــــذر  .... للــتـاريـخ وحـتـى لا نـنـســى فـإنَ الـدور الـذي لـعبــه اقــزام الاردن فـــي جـريمــة  غــزو العـراق واحــتـلالـه كـان أقــذر مـِنْ الــدور الــكويـتـي والخـليـجـي جـمعـا , وهــذا لـيس دفـاعـا عــن الـصـُـلـبـان والـعـُربـان ولا تــبـرئــة لســاحتهـم بـقـدر مـا هـو تــذكـيــر بخـطـورة عـائـلـة الاقـزام الهـاشــميـة فـي عمــان , وتــحـذيـر مـِنْ خــطـأ الاســتهـانـة بـخـبثـهـا ودنـاءة تــصـيدهـا للفـرص الـتـي تخــدم بها  اســـيـادهـا فـي لــنـدن وواشــنطـن وتل ابيــب ,  ومـِنْ مـغـبــة الـتهـاون بـالـرد عـلـى اســتفـزازاتهـم وتــدخـلاتهـم المـشــبـوهــة وتـصـيـدهـم لـلـمنـافـع فـي عـكـرة المـاء الســـوري , فــلعبــة الاوراق النـفعيــة وانتهــاز الفـرص يـجـيـدهــا قـزم الاردن والـتي ورثهـا عـن المـأبـون أبيــه , وذاكـرتنـا لا تـزال حـيــه والتـاريـخ لـيس بـعيــدا مـنـا , فـنحـن العـراقـييـن مـَـنْ اكــتـوى بحـقـارة ودنـاءه هــذة العـائلــة ودســائسهـا ومــكـر اغـراقها للعـراق فـي مـســتنقعـات الحـروب والـدمـار وامـتصـاص خــيـراتــه ,حيث لـعـبت زيـارات مـليـك الاردن الشـــبـه شهـريــة الـى بغــداد في الثمانينات دورا خـبيثـا فـي اعـلان الحـرب مـع ايــران ,  ســواء فـي دفــع ســلطـويي بـغـداد اليهـا واشـعـال لهيبهـا او اســتغـلال عــنجـهـيتهـم وقـصـر نـظـرهـم وعـدم امـتـلاكهـم الـرؤيـا الســيـاسيـة الصـائبــة لــصـب الـزيـت عـلـى تـلـك النـار والعمـل عـلـى اســتمـراريـتهـا وادامـتهـا لثمـان ســنـوات , وبمـا يــضـعـف العـراق وايـران معـا ويـدمـر اقـتصـادهمـا وبـنـاهـما التحـتيــه و يـصـب فـي مصـلحـة امـريكـا واســرائيــل فـي المنطقــة , ولـم يـكتفـي ســليـل الخيـانـة الهـاشـمي بــذلـك بـل اســتمـر بـدوره المتـصهيـن المســعـور ومِـنْ بعــده إبــنــه بـاســـتغـلال غـبـاء مـتهـوري بغـــداد الـى أنْ قــذف بهـم الـى فــوهـة بـركـان الكـويــت واســتمـر بـامتصـاصهـم حــتـى لحـظـة احــتــلال العـراق .

الاعـتـرافـات الـتـي بثهـا التلفـزيـون الســوري ضـمـن وثـائقـي  ( الحريق .. ثنائية الوقود والحصاد ) والتـي ســلـطـت الاضـواء فـي جـزء مهـم منهـا , عـن الـدور الاردنـي الخـفــي ضـمـن منظـومـة الــتـآمـر الـدولـي والعـربــي عـلـى ســوريــة ,وعـن الاجتمـاعـات الـتـي تـمـت فـي مقـرات المخـابـرات الاردنيــة وبـالتـنســيـق مـع قطـر والامـارات والســعـوديـة وضـبـاط ارتبـاط امـريكييـن وبـرعـايـة مبـاشـرة مِـنْ ممـثـل المـلـك الســعـودي المـدعـوســليمـان بـن ســلطـان ,جـاءت لــتـؤكـد مـا ذهـبنـا اليــه فـي ســطـور ســابقــة خـصـوصـا وإنهـا كـانت مـتـزامنــه مـع تـســريبـات صـحيفــة الغـارديـان والـتي تحـثـت فيهـا عـن مـوافقـة الاردن عـلـى فــتح حـدوده امـام حملــة تقـودهـا الســعـوديـة وبـأوامـر امـريكيــة مـبـاشـرة لـتســليـح مـا يسـمـى بالمعـارضـة الســوريـة فـي جـنـوب ســـوريـة .

لنضـع نـصــب اعــيـيننـا درس حـمـاس مـشـعـل هــنيــه ونــَـعــْـتــَـبـر مـن خـيـانتهـا وغــدرهـا  وطـعنهـا فـي الـظهـاريـن وجحـودهـا  , ولـنـركـن جـانبـا شــعـارات القـوميـة والعـروبيــة الـتي لـم نـجـنـي منهـا ســوى خـيـانـات العـرب وغـدرهـم وتـأمـرهــم وتخـنـدقهـم مـع الصهيـونيـة العـالميـة وربيبتهـا اســرائيـل فـي خـنـدق العـداء والمنـاكـده, ومَـنْ يقـول علينـا أنْ نفـرق بيـن الحكـام والشــعـوب عليــه أنْ يـراجـع نـفســه الـف مـره قـبـل أنْ يـلقـي عـلينـا هــذة الحجــة , لأنْ الـذيـن جـاؤوا الـى ســوريـة وقبلهـا للعـراق لإرتكـاب الاجـرام والارهـاب وممـارســة شــذوذيـة القتــل وجهـاديـة الـتدميـر ليس الحـكام ولا ابـنـاءهـم ولا وزرائهـم ولا حـتـى مـِنْ المقـربيـن منهـم , وإنمـا مـِنْ العـامـة فـي الشـارعالـتي اضـاعـت بـوصلتهـا وقـبـلت أنْ تكـون اداة بيـد حكـامهـا وتطيعهـم طـاعـة عميـاء وتنفـذ اوامـرهـم المبـاشـرة او تلـلك الـتي يصـدرهـا بالنيـابـة عنهـم علمـاء وفقهـاء ديـن دواوينهـم ومشـايخهـم , فـلقــد وصــل الســــيـل الـزبــى مثلمـا يقــال , و حـان وقـتوضـع الحــد لـتصـرفـات الأقــزام امـثـال ابــن الـبـريـطـانيــة الـذي عـلـى مـايـبـدو إن الـمـليـارات الســعـوديــة جـعلتــه يـلعـب بـذيلــه , فجعـل مِـنْ الاردن مـرتعـا للمخـابـرات الـدوليــة وغـرف عـمـليـاتهـا , ومـأوى لـلعمـلاء والخـونـة والفـاريـن , ومـمـرا مـفـتـوحـا لـلـدعـم الـتســليحـي والمـادي للجمـاعات المســلحـة ومجـرمـي ارهـابهـا مِـنْ جهــة ,ومســاومـا عـلـى قـضيـة اللاجـئيــن الســوريين ومـسـتغـلا مـعـانتهـم لـلاســتـرزاق والـتنـفـع والمتـاجـرة بهـا فـي ســوق النخـاســة  الـدوليــة . ** الامـام علـي ( ع )

al_asadi@aol.com