دام برس:

تناقلت الوسائل الإعلام الالكترونية على مدى الايام الأخيرة رسالة نُسبت الى رئيس ما يسمى "الائتلاف المعارض" معاذ الخطيب. الرسالة المنشورة تحمل في طياتها ما بات يعلمه الجميع وهو ولاء الخطيب المطلق لرئيس وزارء قطر حمد بن جاسم آل ثاني.
أغلب الذين اطلعوا على الخبر وقرأوا فحوى الرسالة بكامل تفاصيلها وجدوا معاذ الخطيب وهو يعتذر من وزير خارجية قطر حمد بن جاسم ويبرر له الاستقالة من رئاسة "الائتلاف" ويرجوه تفهم أسبابه. ولكن كل ما يصدر عن هذه المجموعات أو يسرب عنها علينا أن ندرسه بشكل موضوعي كي لا تلتبس علينا الأمور.

السؤال الأول الذي نسأله كيف تسربت هذه الرسالة ومن سرّبها؟ السؤال الثاني لماذا قلم الحبر الذي وقّع فيه الخطيب رسالته غير حادّ؟ وهل للخطيب مصلحة في تسريب هذه الرسالة ونشرها في الاعلام الوطني السوري؟؟

الاستنتاج الأول الذي نخرج به في حال كانت الرسالة صحيحة أم ملفقة فإن المراد منها خبيث. وتكمن في الرسالة عدّة نقاط مخفية منها: 1- إظهار الخطيب بصورة الحزين ع استشهاد العلامة الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي أو "تصفية البوطي" كما ورد في الرسالة، وفي هذا الامر تنصل وتبرئة الائتلاف السوري من دم العلامة الكبير. ولكن الخطيب لا يعترف بالبوطي كشهيد ولذلك استعمل مصطلح التصفية، ويرى الخطيب في تصفية البوطي خطأ لانها قلبت الرأي العام ضده وضد جماعته ولو لم ينتج عن التصفية ذلك فلا مشكلة في قتل الدكتور البوطي.

2. الهدف الثاني هو إظهار بأن ما تقوم به المجموعات الارهابية المسلحة في سوريا لا يتحمل الخطيب وزرها. وكيف لا يتحمل خطيب المنابر العميلة وجماعته المسؤولية والارهابيون مدعومون رسمياً وعلناً من دولة قطر التي عيّنت الخطيب رئيسا للائتلاف وعيّنت غسان هيتو رئيسا لحكومة.

3. كما تهدف الرسالة إلى تغيير صورة معاذ الخطيب وتصويره بصورة الحريص على البلد والرافض للنزاع المسلح. دون أن ننسى تقديم استقالته من الرئاسة لان حلف شمال الاطلسي الناتو رفض ضرب سوريا او مد المقاتلين بصواريخ الباتريوت.

4. وفي الرسالة أيضا ما يؤكد بأن قادة المجموعات الاسلامية هي المسؤولية عن التفجير الارهابي الذي أدى الى استشهاد العلامة البوطي.

5. الهدف الرابع، هو تصوير معاذ الخطيب بأنه الرجل الجليل المؤيد والمسدد في مسيرته الإجرامية من الله. نفس الاعتقاد الذي كان يؤمن به جورج بوش حين قام بغزو العراق. ويبدو ذلك جليا في عبارة "استخرت الباري" كما ورد لفظ الجلالة "الله" في الرسالة أربع مرات.

6. عن أي بناء سورية الحرة يتكلم الخطيب بعدما عاثت القوات المتعددة الجنسيات في سوريا فسادا بدعم من معلميّنه القطري والتركي.

7. الخلاصة هو ان الخطيب حين أراد تسريب الرسالة أو تلفيق رسالة لم يرسلها الى حمد بالأصل، لم ينس أن يبرز عمالته وتبيان كم هو خسيس النفس أمام مستخدمه القطري وان هذه الرسالة علينا إنكارها إذ لا يهمنا استقالة الخطيب من رئاسة لا نعترف بوجودها بالأصل.

استقال او لم يستقل، شأنه وشأن رب عمله. ان رسالة الخطيب الى حمد أشبه برسالة إدارية بن أجير ورب عمله القطري ضمن مؤسسة لا تعنينا ولا صفة معنوية أو فردية لها.