Logo Dampress

آخر تحديث : الأربعاء 17 نيسان 2024   الساعة 00:39:27
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
الحسابات التي أمْلَت على 8 آذار الموافقة على تمام سلام مرشّحاً توافقياً لرئاسة الحكومة اللبنانية العتيدة

دام برس:  

عنصر المفاجأة في مسألة تقريب النائب تمام سلام الى منصب رئيس الحكومة العتيدة تمثّل في قبول حركة “أمل” و”حزب الله” وقوى أخرى في معسكرهما بهذه
التسمية، خصوصاً ان المسمى هو عضو عامل في كتلة “المستقبل” النيابية ولا يمكن اعتباره شخصية سنية كاملة الاستقلالية. لذا كان لمسألة قبول هذين التنظيمين
بترشيح هذا الاسم لهذا المنصب قصته وفلسفته في آن واحد. القصة بحسب مصادر من هذين الفريقين تبدأ من الآتي:

بين الرئيس نجيب ميقاتي المجرب بفعل تجربة لم يمر عليها الزمن، وبين أسماء أخرى يطرحها “تيار المستقبل” مثل خالد قباني وغالب محمصاني وحتى اللواء أشرف ريفي، يبقى النائب سلام الاسم الأكثر “إراحة” لهما، فهما يعرفانه وهو يسكن اصلا بين ظهرانيهما وكان معهما في لقاء عين التينة الشهير عقب اغتيال الرئيس
رفيق الحريري في شباط عام 2005، وقبلها كان مرشحاً مع مرشح “حزب الله” عن دائرة بيروت في لائحة واحدة.

وبقي على علاقة وثقى بالطرفين حتى ساعة أتيح له خيار بين أن يبقى بلا مقعد نيابي، أو أن يكون على لائحة “تيار المستقبل” في دائرة بيروت الأولى في
انتخابات عام 2009. ومع أن سلام تماهى الى حد ما مع موقعه السياسي الجديد وصار يتبنى طروحات “المستقبل” ويدافع عنها، إلا أن ذلك لم يمنعه من الاستمرار
في علاقته المميزة برئيس مجلس النواب نبيه بري، مبقياً على خيوط علاقته بـ”حزب الله” الذي لم تستفزه مواقف سلام رغم اتسامها بالحدة أحياناً، فللرجل
في رأيه أسبابه التخفيفية لا سيما انه ارتضى أن يكون جزءاً من زعامة أو تحت ظلال عباءة زعامة اخرى بعدما كانت دارة آل سلام باب الزعامة ومخرجها ومحور
اللعبة السياسية البيروتية لعقود من الزمن. امر ثان دفع بحركة “امل” و”حزب الله” الى الارتضاء بهذه “التسوية” التي ما زالت فصولها طور الاكتمال، وهو ان
ثمة تنسيقاً مستمراً بينهما وبين زعيم المختارة وليد جنبلاط الذي كان له رأيه الخاص “المُقنع” الى حد ما بمندرجات التسوية، وفحواه: لماذا قبلتم بالاصل
وقبل عامين بالرئيس نجيب ميقاتي مرشح تسوية، وهو كما سلام حليف “المستقبل” في الانتخابات النيابية الاخيرة في طرابلس؟

وعليه فان فحوى رسالة جنبلاط واعماقها غير المرئية ان الاعتبارات والظروف الموضوعية والذاتية التي دفعت ميقاتي لاحقاً لأخذ مسافة عن “تيار المستقبل”
والانفصال عن دورة افلاكه السياسية، قد تكون هي نفسها التي ستدفع سلام الى اخذ هذه المسافة لاحقاً.

ولأن “حزب الله” منذ لحظة استقالة ميقاتي لم يكن لديه خيار ثابت ومرشح يعينه وأكد في اكثر من مناسبة ان الأمور مرهونة بتطوراتها وان البحث يتمحور على
مرشح توافقي، لم يطل الامر بقيادة الحزب حتى اقتنعت بهذا الاسم واعتبرته مرشحا توافقياً، لا سيما انها منذ البداية ارسلت اكثر من رسالة لمن يعنيهم
الامر مفادها انها حريصة على عدم احداث قطيعة مع النائب جنبلاط وانها ستبقى تتواصل معه وتنسق في كل الخيارات والاسماء، خصوصا بعدما لمست وأيقنت بأن جنبلاط حريص في المقابل على ابقاء قنوات التواصل مع الحزب مستمرة، وانه لن يميل الى خيار من شأنه ان يشكّل عنصر استفزاز أو عداوة للحزب.

اما بالنسبة الى الرئيس نبيه بري فالامر أيسر ويكاد يخلو من العقد والحسابات البالغة الدقة والتعقيد، كما سواه من الحلفاء والخصوم على حد سواء، فهو على
علاقة تاريخية مميزة بسليل بيت الزعامة البيروتية العريقة، خصوصاً ان المحيطين ببري ما زالوا يتحدثون في مجالسهم عن ان القطبة المخفية بالنسبة الى
بري، والهدف الأبعد الذي يعمل له، يتعدى مسألة تسمية رئيس حكومة خلفاً لميقاتي، وصولاً الى ما صدر عنه من اشارات وايحاءات بعد لقاءات روما الشهيرة
على هامش تنصيب البابا الجديد والتي جمعته بالرئيس ميقاتي والبطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي، وكلها تندرج في سياق السعي الحثيث للوصول الى خريطة طريق تنقذ الوضع برمته وتبدأ بحكومة جديدة ثم قانون انتخاب فحكومة ما بعد الانتخابات. وأخيراً وليس آخراً رئيس جمهورية جديد. ورغم استقالة ميقاتي المفاجئة ظل هذا الموضوع يسكن في ذهن بري ولا يبارحه اطلاقاً. وعليه فإن تسمية سلام لحكومة الاشراف على الانتخابات ستليها حتماً الخطوة التالية وهي البحث عن قانون انتخاب جديد تجري على اساسه الانتخابات المقبلة في موعدها المحدد أو متأخرة بعض الوقت.

وفي هذا الاطار يشير هؤلاء المقربون الى “التنسيق” الذي جرى بين سيد صرح بكركي والرئيس بري قبيل البيان “الناري” لاجتماع البطريرك الراعي والاقطاب المسيحيين، وهو التنسيق الذي تجلى باستقبال بري موفداً من الصرح البطريركي حيث تسلّم منه رسالة ليسلمه في المقابل رسالة اخرى لها ما يليها. ووفق هؤلاء فان قبول بري ومعه “حزب الله” وبسرعة بمبدأ تسمية سلام رئيساً توافقياً يدحض تماماً كل ما روّج له رموز الفريق الآخر عن ان قوى 8 آذار
وبالتحديد “حزب الله” هو من دفع ميقاتي الى الاستقالة بقصد ادخال البلاد في فراغ مديد تضعف خلاله الدولة وتنهك مؤسساتها اكثر مما هي منهكة. وبالتالي فان
الحزب يثبت مجدداً، وفق المصادر، أنه من الحرصاء على الدفع قدماً بالعملية السياسية بكامل محطاتها.

وفي كل الاحوال باتت قوى 8 آذار على ثقة اكثر من اي وقت مضى بامكان ان يكون هناك تكليف عصر غد السبت، لكن مسألة التأليف لها شأن آخر وحسابات اخرى، ولكل مقام مقال. ومهما يكن من أمر فان تعود رئاسة الحكومة مجددا الى دارة المصيطبة وتضاء انوارها ليل نهار، فذلك تطور له أبعاده وحساباته لدى 8 آذار وكل المعنيين بهذا الامر حتى لو كان ذلك لفترة موقتة.
النهار- بانوراما الشرق الاوسط -ابراهيم بيرم

 

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz