Logo Dampress

آخر تحديث : السبت 20 نيسان 2024   الساعة 15:08:55
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
حكاية علم .. يقلم: م فواز بدّور
دام برس : دام برس | حكاية علم .. يقلم: م فواز بدّور

دام برس:

كما هو محفور في أعماق الأرض ومنقوش في ذاكرة السماء , ما يتنفسه الشجر ولا ينساه  الحجر و يعرفه كل من لا يعترف به من المدعيين أنهم بشر بامتلاكهم عيون لا تقشع وآذان لا تسمع وألسنة لا تنطق وعقول مغيبة وقلوب متحجرة 
كما لا يخفى على أحد أنّ عَلَم من يدعون أنفسهم ثواراً هو ذاته علم الانتداب الفرنسي بلونه الأخضر اليائس , من قبيل المصادفة كما يصر على القول الأغبياء الذين يظنون أن العلم خرقة بألوان سوداء وبيضاء وحمراء أو خضراء
وما يعرفه السوريون وما لا يفهمه إلّا السوريون هو أنّ العَلَم رمز تهون من أجل بقائه مرفرفاً شامخاً كل التضحيات بدءاً باليد التي تحمي إلى العينين التي تحرس إلى اللسان الذي يدافع و انتهاءاً بالروح التي تنبض بعشقه
وما أثبته السوريون أنّ ذلك اللون الأخضر العقيم لم يتحوّل إلى لونه الأحمر القاني بدهان أو ألوان مائية أو أي شكل من أشكال الأصبغة الطبيعية أو الصناعية
هو صار بلونه الأحمر بدماء الآلاف من الشهداء من أبناء الوطن أثناء الثورات السورية العظيمة المباركة من ثورة إبراهيم هنانو إلى ثورة الشيخ صالح العلي إلى ثورة سلطان باشا الأطرش التي لم تهدأ إلا بعد ارتواء تراب الوطن بالدماء الطاهرة
فانهزم اللون المكفهر أمام لون الدم الأحمر واقتلعت عين فرنسا ونجمتها المحمرة  ليعود لعيني الوطن صفاء لونهما بنجمتيه الخضراوين  بعد انقشاع ما عانتاه وتوقف ما ذرفتاه على من ضحّوا بأنفسهم ليمنعوا استلاب خيرات الوطن تحت مسمى الانتداب والذي تسعى فرنسا لإعادته من خلال من تدعي أنهم يسعون للإصلاح أو للحرية أو للديمقراطية أولئك المباركون من كل الأشكال والأنماط الاستعمارية العسكرية والاقتصادية والثقافية مستفيدين من فساد البعض ومستغلين موجة الربيع ومرتدين عباءة الدين ومنتحلين صفة الإنسانية
ولأنّه الشعب السوري الذي لم ولن يستسلم أبداً بدأت أقنعتهم بالسقوط القناع تلو الآخر فسقطت المطالب الإصلاحية وسقطت العباءة الدينية وسقطت الصفة الإنسانية فكشرت الكلاب عن أنيابها والذئاب عن أطماعها والثعالب عن ألعابها وتكشّف أنّ ما تريده هو اسقاط الوطن وليس اسقاط النظام فحسب
ولأن أتباع  الباطل دمائهم خضراء أو زرقاء و رجال الحق دمائهم حمراء . . .
فقد أصر أتباع الباطل على فرض علمهم الأخضر
وانبرى رجال الحق لحماية علمهم الأحمر وسقط منهم الشهداء
ولأن الدم الأحمر هو الأنقى ولأن الدم الأحمر هو الأذكى ولأن الدم الأحمر هو الأقوى
فقد صمد العلم , صمد بتضحيات شهداء الميدان والقلم و المحراب
فما لم يفهمه ولم ولن يأخذه بحسبانهم الأعداء هو أن كل قطرة دم شهيدٍ تنزف على أرض الوطن هي تثبيت للون الدم الطاهر الأحمر وكلما زادت همجيتهم وكلما زاد قتلهم وكلما زادت وحشيتهم سيزداد صمود العلم
فعلمٌ يزاد سواده حزناً بحزن أبنائه ويزاد بياضه اشراقاً  بفرح أبنائه ويزاد احمراره رسوخاً بتضحيات أبنائه هو علم باقٍ أبداً لن يهزمه اللصوص ولا الخونة ولا المتآمرين
وأيّاً كان من يدعمهم فلن يكون لنا إلّا هو بعينيه الخضراوين اللتان ننظر من خلالهما بأمل إلى المستقبل
عاشت سوريا وعاش العلم . . .
م فواز بدّور
 

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  0000-00-00 00:00:00   فوجئت بنشر هذه المقالة على موقع آخر
فوجئت بنشر المقالة حكاية علم على موقع الاردن العربي رغم أنني لم أرسل لهم المقالة وقد تم ارفاق المقالة بصورة لشخص لا أعرفه فأخشى ألا يكون الموضوع مجرد خطأ بارفاق صورة غير صحيحة وأن يكون هناك ادعاء لشخص ما بأنه كاتب لما أكتبه فأرجو إعلامي إن كان لديكم أي معلومات عن الموضوع لأتمكن من اتخاذ الاجراءات المناسبة ولكم جزيل الشكر
م فواز بدور  
  0000-00-00 00:00:00   الرحمة على أرواح الشهداء
الرحمة على أرواح شهداء الميدان وشهداء القلم وشهداء المحراب وشيخهم العلامة محمد سعيد رمضان البوطي
عزيز  
  0000-00-00 00:00:00   شكرا استاذ فواز سنحمي العلم لانه رمز سيادة وكرامة سورية
نعم أنا سوريّ وأحب بلدي بجانب سيارتي المركونة في الشارع قرب منزلي عجوز عنده حانوت يجلس به ولايبيع شيء وقفت قربه نتحدث عن الازمة قال إن السوريين تعلموا منذ فجر حضارتهم , مذ كانت بلادهم مهد الديانات السماوية , مذ وقفوا وحدهم حاملي لواء العروبة , مذ معركة ميسلون , مذ حرروا أرضهم , مذ صنعوا نهضتهم وحريتهم , مذ كانوا عرضة للمؤامرات أن يستخدموا كل ما منحهم إياه الخالق العظيم فالسوري يرى بعينيه ليختار طريقه ويسمع بأذنيه ليميز بين الحق والباطل ويستخدم كلتا يديه فيد للسلاح ويد للقلم ويستخدم رجليه ليصعد إلى قمة المجد فلاحظت أن الرجل يرفع يده عن عينه و أن هناك دمعتين سقطتا منهما فاقتربت منه وقلت له لما تبكي فقال . . . ما هما إلا دمعتين . . . دمعة فخر أنني سوريّ . . . و دمعة على وطني الذي كدت أضيعه
عبد الرحمن تيشوري  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz