Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 26 نيسان 2024   الساعة 01:27:55
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
تركيا تهدي رأس البوطي لأوجلان وهيتو في نوروز .. بقلم :محمود الفقيه

دام برس:
محمد سعيد البوطي العلامة العلم، الشخصية الاسلامية المجدِّدة التي يلجأ اليها كل من أراد التعرف على الوسطية والاعتدال في عصر التطرف والتفرقة.
حين كان يؤدي صلاة الجمعة ويخطب في كل اسبوع في الجامع الأموي ،وعند رؤيتي إياهعلى الشاشة كنت اسأل نفسي و بئس السؤال: حين توافي هذا الرجل المنية  هل سيحضر العالم كله في تأبينه؟ ولكن  شاء  الله أن  يختاره شهيدا في محرابه و شاء ألا يصلي عليه أي منافق.
لا يختلف اثنان على قباحة الجريمة التي أودت بحياة العلامة الذي أجاز كبير الدجالين العرب قتله.
قد يسأل البعض ما الفائدة من قتل رجل ناهز الأربعة والثمانين من عمره ؟إلا ان  موقف البوطي السياسي المعروف،جعل من الفقيه الإسلامي البارز هدفا أولياً لأنه يعيق عجلة الأحلام العثمانية الخبيثة.
ولكل جريمة وقت وهوية، يتزامن إغتيال العلامة البوطي مع عيد نوروز وهو عيد تحييه شعوب بلاد فارس في 21 آذار/ مارس من كل عام و يعتبره الكرد عيدا قوميا كردياً.
مؤشرات عدة حصلت يوم "خميس الجريمة" قد تكون الخيط المخفي الذي يمكن لنا من خلاله  أن  نصل للمجرم التركي الكامن  خلف الحدود والمتربص بنا شراً.
في عيد نوروز و كما تحدثت الأنباء، القائد العسكري لحزب العمال الكردستاني مراد قره يلان  من مخبئه  في جبال قنديل على الحدود التركية العراقية أعلن انتهاء الكفاح المسلح الذي أطلقه عبد الله  أوجلان عام 1984 وأدى الى سقوط  ما يقارب ال45 الف ضحية في جنوب شرق  الأناضول.
ولكن ما هي المكاسب  التي حققها حزب العمال الكردستاني ليعلن  وقف كفاحه المسلح؟ هل باتت اللغة الكردية متاحة في جنوب شرق  الاناضول؟ هل باتت دياربكر عاصمة  لأقليم كردستان تركيا؟هل أُطلق سراح الأطفال الكرد من السجون التركية في هاكاري و باطمان وغيرها؟؟ كل هذه المطالب التي كان يطالب بها الحزب اليساري الكردي لم  تتحق.
إلا ان التركي الذي يحكم بقبضته الاقتصادية على الجيب الشمالي العراقي او ما يسمى  اقليم  كردستان العراق ،حقق حلمه اليوم و دخل عبر جماعاته المسلحة الى سوريا. وها هو يستعمل الورقة السورية كورقة تفاوض مع  "الارهابيين" حسب تصنيفه كي يحمي أمنه القومي من جهة  و كي  يبسط  سيطرته على الشمال السوري من جهة أخرى.
لم تعد حكومة اردوغان بحاجة الى اتفاقية اضنة المبرمة عام 1998 فتوغل الوالي التركي و إرهابيّوه إلى حلب و دير الزور و الرقّة سرقوا المعامل و شردّوا الاهالي و دمروا كل ما يربط هذه  المدن  بالحضارة العربية و الاسلامية. وهذا دليل على تدني مستوى  "أخلاقيات الدولة" لدى تركيا التي فقدت مصداقيتها كدولة تلتزم باتفاقاتها و تحترم معاهداتها بسبب ممارسات حزب العدالة والتنمية الأخونجي.
وإضافة الى ذلك ،أرى أن تركيا اليوم في سيناريو مرسوم من عدة نقاط هي:
أولاً – منطقة الجزيرة السورية و قراها كعين عرب و القامشلي و المالكية وعفرين وغيرها من المناطق  حيث يتواجد كرد، تسلمها تركيا لحزب العمال الكردستاني شرط إيقاف أعماله العسكرية. قد يلفت عنايتنا البعض إلى ان عدداً من المناطق التي يتواجد فيها الكرد هي ايضاً تحت سيطرة الجيش العربي السوري و لكن على النظام السوري أن يعي لما يُخطط في هذه المناطق بعيدا عن الأنظار.
ثانياً - تعترف تركيا بهذه  المناطق كمنطقة عازلة خارج نطاق سيطرة الجمهورية العربية السورية  كما تعترف بأن لها حكم ذاتي  تم فرضه كأمر واقع وعبر ارض المعركة  حيث لا يمكن  ان تعلن بأنها هي من  دعمت قيامها، في وقت تشهد تصاريح أردوغان وادعاءاته الرافضة تقسيم سوريا.
ثالثا – يكون لتركيا  النفوذ و الإمتداد في هذه المناطق التي يُراد لها أن تنمو و تكون القوات التركية هي قوات حفظ النظام في هذا الإقليم القاصر.
رابعاً – واهماً أوجلان إذا ظن بأنه سيحظى بامتداد له داخل الأراضي السورية  وخاصّة مع وجود خصمه الكردي مسعود بارزاني الذي يملك نفوذا كرديا لا يستهان به،إضافة الى جهاز "البارستن" المخباراتي القادر على زعزعة أمن بغداد وجنوب العراق.
خامساً-  على أوجلان ألا ينسى بأن مسعود بارزاني التحق بالركاب الطائفي في المنطقة وتمسّك بالجلباب التركي بعدما  شعر بخطر قادم عبر المظاهرات التي عصفت  في أربيل و السليمانية و التي كادن تطيح بالحزبين التقليديّين لصالح الجماعات الدينية الإخونجية.
سادساً –يظن رجب أردوغان أنه عبر  خلال هذا السيناريو سيتمكن  من توسيع المملكة العثمانية  كي ينصب نفسه أميراً للمؤمنين على العرب و الكرد و الترك.
ويتساءل القارىء ما علاقة العلامة البوطي بهذا  المخطط؟
أن العلامة البوطي ذو الجذور الكردية،الرجل الديني المؤثر له كلمته الوازنة  و فتواه اللامعة في المجتمع الاسلامي السوري عرباً و كرد. لذلك شكل البوطي حلقة صعبة أراد أردوغان التخلص منها، أثناء عقد قرانه مع غسان هيتو و مراد قره يلان و من خلفه المعتقل عبد الله أوجلان ،  كي يسهل على التركي تنفيذ مخططه الذي سبق أن ذكرناه.
  وفي عيد نوروز قام  أردوغان "الضحاك" بقتل "كاوى" البوطي عله يخمد نيران التحرر المشتعلة في نفس كل سوري شريف رفض تدمير وطنه و انتفض ضد الطاغية التركي الذي أهدى رأس محمد سعيد  رمضان  البوطي لغسان هيتو و عبدالله أوجلان ليسقط الحجة الدينية عنهما و ليتخلص من رمزٍ سوريٍّ أكثر تأثيراً بالكرد القاطنين في سوريا من كردي لا يعرف الارض السورية وليس بالأصل سورياً كهيتو و كردي إعتاد على حياة الجبال كقرةيلان  ولا ينتمي اصلاً الى سوريا.

 

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  0000-00-00 00:00:00   إتحاد سوريا والعراق
بما أن العراق وسوريا يواجهان العدو ذاته والمؤامرة ذاتها من الشمال والجتوب قيجب على السوريين والعراقيين أن يؤمنوا بوحدة ساحة المعركة فشهيد سوريا هو شهيد العراق وشهيد العراق هو حتما شهيد سوريا وهكذا يجب أن يعبرعنه في وسائل الإعلام . اتحاد السوري - العراقي أهم هدف للبلدين لمواجهة ما يرسم لكليها .
سواح  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz