دام برس:
شيوعيون أردنيون من مختلف الأطر التنظيمية ( الحزب الشيوعي الأردني ، حركة اليسار الإجتماعي الأردني ، تجمع الشيوعيين الأردنيين ) ومئات من الرفاق الشيوعيين من خارج هذه الأطر الثلاث ، تجمعوا مساء يوم أمس الجمعة 29/3/2013 م في مبنى النقابات المهنية في العاصمة الأردنية عمان لإشهار ( اتحاد الشيوعيين الأردنيين ) ، كصيغة جديدة لإطار جديد يكون مظلّة جامعة لعمل الشيوعيين الأردنيين في المرحلة القادمة من نضال شعبنا
الأردنيّ لتعزيز الإستقلال الوطني السياسي والإقتصادي والإجتماعي ، بعيدا عن الإرتباط بمشاريع الهيمنة الصهيوأمريكية ومخططاتها وعن
الإرتباط ( القسري ) بصندوق النقد والبنك الدولي .
تأتي هذه المحاولة لتوحيد جهد الشيوعيين في مرحلة حاسمة ومصيرية من تاريخ الأردن والمنطقة العربية ، وفي ظل استحقاقات محلية وإقليمية ، لا بدّ للشيوعيين الأردنيين أن يكون لهم موقف موحّد منها .
لقد عملت اللجنة التحضيرية المكوّنة من أعضاء بارزين في الأطر التنظيمية الثلاث ، ومن بعض الرفاق من خارج تلك الأطر ، عملت طوال ما يقرب من ستة شهور دون كلل أوملل وبروح متفانية لتكون محصّلة جهدها ذلك الإجتماع الحاشد لشيوعيي الأردن ليشهروا " اتحاد الشيوعيين الأردنيين " بحضور ناهز ( الألف ) شيوعي ، هم من خيرة أبناء شعبنا الأردني ، ومن خيرة مناضليه .
لقد مرّت على الشيوعيين الأردنيين سنوات عجاف ، عانوا فيها مرارة الإنقسام والتشرذم ، وليس عيبا أن نعترف أننا أخفقنا في إيجاد صيغة اندماجية لتوحيد الشيوعيين الأردنيين ، حتى أن المؤتمر التوحيدي للشيوعيين عام 2006 م أخفق هو الآخر في إنتاج حزب ( موحّد ) ، إذ سرعان ما حصلت انسحابات واستقالات وعدنا نحن الشيوعيين الى المزيد من التشرذم والإنقسام .
لن نخوض في هذه العجالة في الأسباب التي أدّت الى تراجع ذلك الزخم النضالي للشيوعيين الأردنيين الذين وصلت أرقام العضوية في حزبهم ( الحزب الشيوعي الأردني ) في مرحلة من المراحل الى أكثر من 15000 ( خمسة عشر ألف ) عضو ... ولكنها ، مرحلة من مراحل الإنكسار
والتراجع على الصعيدين العربي والعالمي ، ولها أسبابها الذاتية والموضوعية . وأجد أنه من المفيد هنا الإشارة الى بعض النقاط الأساسية التي تبلورت خلال
الإجتماع ...
1 ) حضور عدد كبير من القادة التاريخيين للحزب الشيوعي الأردني .. أولئك القادة من المناضلين الحزبيين الذين أمضوا سنوات عديدة من أهمارهم في غياهب سجون النظام في الأردن إبان سنوات الأحكام العرفية التي تجاوزت الثلاثين عاما ... دون ذكر أسماء خشية سقط بعضها سهوا .
2 ) حضور حشد كبير من الرفيقات الحزبيات ومن فئة الشباب ، مما يبشّر بإبقاء شعلة النضال الأمميّ في أردننا العزيز متوهجة .
3 ) تشكيل لجنة متابعة لعقد المؤتمر التأسيسي للإتحاد خلال ستة شهور .
4 ) وصول العديد من برقيات التهاني من الأحزاب اليسارية العربية والعالمية للمؤتمر ، تليت على المؤتمرين ، مما يدلّ على أهمية هذه الخطوة على كل الأصعدة ، المحلية والعربية والعالمية .
5 ) الموقف من المؤامرة على الشقيقة سورية ... لقد انحاز المؤتمر انحيازا لا لبس فيه الى جانب الدولة السورية وشعبها وجيشها الباسل في الوقوف بصلابة ضد المؤامرة الصهيوأمريكيةالناتوية الوهابية الرجعية العربية على سورية ، وفي هذا الصدد ، فقد أدان
الشيوعيون الأردنيون في مؤتمرهم دولة قطر وحاكمها العميل ، كما أدان قرار القمة العربية التي انعقدت في الدوحة مؤخرا ، قرارها بإعطاء مقعد سورية الى زعيم عصابة الإئتلاف السوري المعاض معاذ الخطيب ، الخادم الأمين للمصالح الإمبريالية والمتآمر على وطنه وشعبه .
عاطف الكيلاني
Atef.kelani@yahoo.com