Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 00:45:44
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
عن مآلات الأزمة السورية .. ما بين خان العسل و أورانوس واخواتها .. بقلم : نمير سعد

دام برس:

من يتابع الماكينة الإعلامية لحلف العدوان على سوريا وفضائيات البغاء الإعلامي وفي مقدمتها جزيرة آل ثاني وأعرابية آل سعود وعباقرتها ومنظريها ومفكريها  وضيوفها وثوارها وملحقاتها من الصحف والأقلام المأجورة ، يعتقد أن هدف إسقاط الشعب والجيش والدولة السورية بقيادتها وتاريخها وحضارتها ودورها بات قاب قوسين أو أدنى ، ومن يسمع تصريحات رئيس أركان إحدى كتائب الجهاد في سوريا " سليم إدريس " المتحدث بإسم ما أسموه جيشاً ووصفوه بالحر ، يظن أن القلعة السورية قد سقطت وأن الإدريس بات يجلس في مقر هيئة الأركان السورية  وأن صبرا يشرب قهوته الصباحية في مكتب الوزير المخضرم وليد المعلم   ، وأن الأميركي الجنسية غسان هيتو حل محل القامة الوطنية وائل الحلقي . من يتابع تقرير جزيرة حمد الذي لا ينتهي أو تحليلات خبراء الحرب " الإستراتيجيين " المأجورين على شاشة الأعرابية يتوهم أن علم الإنتداب قد حل مكان رمز الكرامة السورية وعزتها وإرتفع فوق السواري في ساحات دمشق و على مبانيها الحكومية . يستند هذا الحلف العدواني في مقارباته وتحليلاته على وقائع يعطي لمعظمها أضعاف حجمها وحقيقتها ويسميها نقاط إرتكاز ، كالتغلغل الإرهابي لجبهة النصرة  ومعها بعض الكتائب الجهادية في مدينة الرقة ، أو محاصرة رفاق الجهاد لمطاري منغ والنيرب العسكريين إضافةً إلى معامل الدفاع  ومحاولاتهم المستميتة للسيطرة عليها ، ثم تسلل بعض الجهاديين ممن أضناهم الشوق للقيا الحوريات ولم يستطيعوا كبح جماح رغباتهم الجنسية فأسرعوا إلى حتفهم في بابا عمرو راضين وراغبين وغير آبهين بالنار التي ستلتهمهم بكامل اعضائهم و لا بالجحيم الذي سيطوق ارواحهم ، أو التفجيرات التي بات يحتفل عبر شاشات العدو بوقوعها وكأنها إقتحامٌ لثوار العهر لرئاسة الوزراء مثلاً أو مبنى وزارة الدفاع السورية ... .

نقول لأصحاب نظرية نقاط الإرتكاز الوهمية أن هذا التغلغل أو ذلك الحصار أو ذاك التسلل هو حالة مؤقتة وآنية فرضها إتساع نطاق الحرب وتوسع دائرتها ، وأن ما سمح بها مؤقتاً هو إنشغال الجيش الوطني بالمهام الأكثر إلحاحاً ومصيرية وعلى رأسها عدم التهاون في قضية تحصينات العاصمة دمشق وتعقيم وتنظيف الطرق المؤدية إلى حلب وريفها و مواصلة حصار الجهاديين في أكثر من مدينة وموقع ، فبعد أن كانت حلب محاصرة بات ضباع الناتو محاصرون فيها بعد أن قطع الجيش السوري معظم خطوط امدادهم بالسلاح والجهاديين وهذا ما يفسر توجه قيادة العدوان إلى تكثيف هجماتها وتهريب الجهاديين مع اسلحتهم عبر الحدود اللبنانية والأردنية تمهيداً لما بات يعرف بمعركة الحسم العاشرة .. لدمشق ، فيما لم يتبقى للضباع التي دخلت الرقه سوى العودة من حيث أتت والإرتماء في الحضن العثماني أو مواجة الموت الزؤام على يد بواسل جيش الوطن  ... .

لم تكن الأخلاق الأمريكية الأصيلة وراء إتخاذ إدارة اوباما قرار اللعب على الحبال على الطريقة الجنبلاطية لمختار المختارة ، فهي جمعت ولا زالت بين إعلان دعمها للعصابات الإرهابية تحت مسمى المعارضة السورية المسلحة وبين مقاربتها للحل السلمي من وجهة النظر الروسية وحسب قرارت مؤتمر جنيف حيناً وبين التلويح  بأن كل الخيارات مفتوحة حيناً آخر ، ومطالعتها الأخيرة القاضية بدعوة المعارضة إلى توحيد صفوفها أولاً والجلوس إلى طاولة المفاوضات مع القيادة السورية لتشكيل " حكومة وحدة وطنية " ثانياً ، ثم التصريح الأخير لاوباما من القدس المحتلة وتناوله لمسألة الكيماوي وشرعية الرئيس الأسد ،،، في تناقضٍ جديد يضاف إلى تناقضاته . نفاذ الصبر الأميركي الذي تبدى في ما يشبه التكويعة الجنبلاطية مرده اليأس من إمكانية تحقيق أية انجازات حقيقية على الأرض والحرص على دوام الإمساك بكل خيوط الصراع ومفاتيح تأزيمه أو حله .  فإدارة اوباما تتابع أكثر من غيرها إنجازات الجيش السوري ودحره للعصابات المسلحة وسحق فلولها ، وهو وإدارته قد اصابتهم حالة من فقدان الأمل من جدوى إعطاء المهل تلو المهل ، تلك التي تأتي تلبيةً لعاملين أولهما النفوذ الصهيوني في سراديب ودهاليز تلك الإدارة الذي يدفع بإتجاه المضي قدماً في الحرب وعدم الإعتراف بالهزيمة في معركة المصالح الإستراتيجية وأمن إسرائيل ،  وثانيهما إصرار رعاة الإبل والوالي العثماني ورموز العمالة من فريق " معارضة الخارج " على طلب الحصول على المهل لإنجاز المهمة المستحيلة على أمل إسقاط الدولة السورية شعباً وجيشاً وقيادةً  وتحقيق المكاسب التي عجزوا عن تحقيقها طوال سنتين . هي لا شك محاولة مفضوحة من قبل هرم العدوان من قبل قادته وأدواته لإطالة أمد الحرب بالشكل الذي تمسي الدولة السورية فيه عاجزة ضعيفة تائهة ومشتتة وفاشلة ،، تحتاج إلى عقود لإستعادة ما كانت تملك من عوامل القوة والحصانة والإستقرار .. .

  لكن الحذر مع الأميركي هي مقولة التاريخ وأهم نصائحه و عنوان عناوينه  ،  ورغم ما تبدى من أن تلك التكويعة الجونكيرية إيجابية وذات دلالات تفيد بقرب تسويةٍ ما بناءً على مقررات جنيف وبفرض هكذا تسوية على رجالات أميركا الغربيين وأشباه رجالاتها الأعراب وأدواتها وأدوات أدواتها من " رموز " المعارضة السورية ، إلا أنها في واقع الحال قد تكون أكثر الأكاذيب الأمريكية الهوليودية إتقاناً وبراعةً في خداع العقول ، وما حقيقة ما جرى البارحة في خان العسل ونقل الحرب في سوريا إلى مربعٍ جديد بإستخدام العصابات " التي يفترض أن أمريكا تحاربها وتضعها على قائمة الإرهاب " للأسلحة الكيميائية سوى إثبات واضح وصريح على تكشف اللعبة الأقذر ،، لعبة توزيع الأدوار التي تتقنها واشنطن مع باقي افرقاء العدوان ، من هذا المنظور نفهم أيضاً حالة الهياج والتصعيد الفرنسي البريطاني التي إن لم تكن تبادلاً للأدوار فما هي سوى جموح الرغبة الفرنسية الإنكليزية لتكرار الزيارة التاريخية لمجرمي البلدين الناتويين إلى بنغازي  اثر الغزو الناتوي الأعرابي البربري لأراضيها لحجز مقعدي بلادهما في الصفوف الأمامية في لعبة المصالح   ... .

  يعتقد الكثيرمن السوريين  بأن قرار تصعيد الحرب عبر الطريق الكيماوي هو قرار لا تجرؤ المليشيات المسلحة أوعرابها اردوغان أو " رعاتها " من رعاة الإبل على اتخاذه دون التنسيق مع واشنطن و باريس و لندن ، ولهكذا إعتقاد والحق يقال ما يبرره . لا بد هنا أيضاً من الإشارة إلى التزامن المشبوه للهجوم الصهيوني بالسلاح الكميائي مع " إنتخاب " غسان هيتو رئيساً لما بات يعرف " بحكومة الائتلاف الإنتقالية " أو الحكومة العتيدة كما يسمونها في لبنان ، أو الجيل الهجين العاشر للمعارضات السورية الخارجية .. فقبلها شكلت قرابة تسعة هيئات ومجالس وإئتلافات ،" ولا يجرؤ منجم أو أحد مدعي إستقراء المستقبل المجهول  على توقع الشكل  الهجين التالي لذات المعارضات "، الأمر الذي يعتبر بكل المقاييس تصعيداً إضافياً دفعت له الحظيرة الأعرابية بتشجيع ودعم الغرب يوم تبنت الإقتراح الصهيوقطري بنقل عضوية سوريا " لإئتلاف الدوحة " ،، مع شرطه الكوميدي الذي دافع عنه بواب الحظيرة نبيل العربي بأن تقوم المعارضة بتشكيل هيئة تنفيذية قبل تثبيت نقل العضوية ، الأمر الذي لم يكن أحدنا بحاجة لأن يكتب عنه أو يقرأ عنه ،، لأن البداهة كانت تقول  أن العملية سوف تتم بالسرعة القصوى استباقاً للقاء " قمة الحضيض " التي استمات الحمدين لتثبيت عقدها في الدوحة تحت حراسة وحماية القواعد الأمريكية المسيطرة على البلاد وأميرها ، القمة التي يتوقع أن يتم خلالها الخروج للمرة الألف عن ميثاق جامعة الأعراب بتسليم مقعد سوريا لإئتلاف الدوحة .... .

التسوية التي يتم الحديث عنها هي كما ذرالرماد في العيون، و هي بالشكل الذي طرحه كيري تعني إقراراً بالهزيمة الأفدح والأقوى وبانتصار سوريا وأسدها ، الهزيمة التي سوف تعصف بالصدقية الوهمية للغرب الحامي للحريات والمدافع عن حقوق الإنسان وصولاً إلى بعض أصحاب مراكز القرار في ذلك الغرب وإنتهاءً بالإطاحة بباقي الأدوات العثمانية والأعرابية حين تذري رياح الهزيمة بطرابيشها وجلابيبها وتيجانها وعروشها الأميرية والملكية . ما يؤكد هذا التوجه والإعتقاد الراسخ هو تناقض الخطاب الأمريكي مع مجريات الأحداث على الأرض السورية وما حولها ، فالأنباء الواردة من الأردن ولبنان تؤكد على مدار أكثر من أسبوع على حشد الآلاف من جهادييي الناتو وتدفقهم بإتجاه محوري حمص ودمشق وذلك في عملية ترمي لأهدافٍ عدة أهمها الإستعداد " لمعركة دمشق العاشرة " ، و تخفيف الضغط عن رفاق الثورة الإسلامية التكفيرية على الأرض السورية في حلب وريفها بشكلٍ خاص ، سيما بعد العمليات النوعية التي قام بها الجيش السوري التي فك عبرها الحصار عن العديد من المراكز الحيوية في الريف الحلبي كان أهمها مطار النيرب ومعامل الدفاع ، و حول من خلالها حصارهم لحلب إلى حصارٍ باتوا هم فيه بين فكي كماشة الجيش السوري و في الريف الشرقي الجنوبي للمدينة بشكل خاص ، في عملية عسكرية تذكرنا بعملية أورانوس التي شكلت بداية الإنتصار لأصحاب الأرض وبداية الهزيمة للجيش النازي و كان لها الدور الأساس في فك حصار الجيش النازي السادس عن ستاليننغراد  " الجيش الذي يمثله على الأرض السورية جيش الكفر الثورجي وقوافل الجهاد " ،الحصار الذي دام آنذاك لنحو عامٍ ونصف وتحويله إلى حصارٍ معاكس كانت نهايته تعقيمٌ ستالينغراد والقضاء على الجيش الهتلري ووضع حجر الأساس لأكبر إنتصارات القوات السوفيتية وأفدح الهزائم النازية   ... .

    
بحكم أن الطريق ما زال وعراً وطويلاً .. علينا أن ننطلق من أسوأ الإحتمالات فلا تباغتنا مفاجآت ولا تصدمنا تطورات وتداعيات ،، الواضح أن الفترة القادمة التي ستطول اسابيع وربما أشهر عديدة لن تشهد نهاية الكابوس وانما تصعيد الحرب على سوريا بكل الطرق وشتى الوسائل القديمة والجديدة ... .  لكنني لا بد أن اتوجه أخيراً لكل من قد يقرأ بين مفرداتي تشاؤماً أو فقداناً لبعض العزيمة أو الثبات لأقول   .. لا يأخذنكم الحال ولا تتسرعوا فأنا وإن كنت قد آمنت منذ بداية الأزمة بطولها وعمقها وتشظيها  وتمددها وانتشارها وصعوبة السيطرة عليها ، وإستحالة تحقيق نظرية الإنتصار الساحق الماحق الذي لا يبقي من جيوش الأعداء ولا يذر، وما كان مرد ذاك اليقين سوى حقيقة دخول الدين على خط الأزمة وتجنيده مقاتلاً يستبيح الوطن وأهله وإستخدامه واستغلاله لحشد الطاقات شبه البشرية التائهة المنومة للشعوب الإسلامية والأعرابية وقيادتها وسوقها قطعاناً كما الشلال الذي لا ينضب ولا يجف  إلى الجبهة السورية ، إضافةً للحقد الأعرابي الذي لطالما كتبت عنه ، الحقد المجبول بالخسة والدناءة والوضاعة والنذالة والخيانة .. الأعرابية جميعها ، الحقد المجبول فوق هذا وذاك بشخصنة الخلاف مع الرئيس الأسد من قبل حراس النفط والغاز كما من قبل العثماني اردوغان وبعض قادة العدوان الناتوي . إلا انني احيل كل متشائمٍ بطبيعة النهايات والمآلات إلى حقائق التاريخ الذي يعيد اليوم نفسه على التراب السوري والذي سيكون  فيه القول الفصل طال الزمن أم قصر لأورانس السورية واخواتها من العمليات المتوثبات الجاهزات الجاثمات كما لبوات العرين رعباً وخوفاً في عقول وأرواح أعداء الوطن ....
المجد لسوريا .. وأسمى آيات العشق لترابها ، والعزة والنصر لبواسلها الأبطال ، والرحمة لأرواح شهدائها الغوالي .

نمير سعد

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz