Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 26 نيسان 2024   الساعة 01:27:55
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
نوم وغفوة هو ما اعترى أمتنا الإسلامية والعربية .. بقلم: المحامي محمد احمد الروسان
دام برس : دام برس | نوم وغفوة هو ما اعترى أمتنا الإسلامية والعربية .. بقلم: المحامي محمد احمد الروسان

دام برس:

في ظني وتقديري واعتقادي، انّ أعظم ما يملكه عالمنا الإسلامي المترامي الأطراف، لا يكمن في الذهب الأسود – النفط ، أو الذهب الأصفر- اليورانيوم، أو الذهب الأبيض – القطن، أو حتّى الذهب بمعناه وشكله المعروف كمعدن ثمين، وإنما أعظم ما يملكه هو:- الشباب المثقف الواعي المتنوّر الملتزم، بقيمه وعاداته، وفوق كل شيء بدينه وإسلامه النيّر، هذا المورد البشري الأساس، والذي ينساب نحو الإسلام من كل حدب وصوب، ينضمون إلى ركب الإيمان الحقيقي، وينادون بالعودة إلى كتاب الله وسنة رسوله صلّى الله عليه وسلّم وعلى آله وصحبه، وأيضاً يدعون إلى تحكيم شرعه ومنهاجه سبحانه وتعالى دون غلو وتطرف، الذي ارتضاه للبشرية جمعاء.

إنّ ما يجري في عالمنا العربي والإسلامي اليوم، هو صحوة شاملة، أسبابها عديدة ومتنوعة، تجمع بين المكونات الإسلامية والعربية، اشترك فيها الجميع في المجتمع، من إسلامي، إلى علماني وطني عروبي، إلى يساري قومي وشعوبي، هذه الصحوة أشرق نورها من جديد، وان كانت في جلّها قائمة على الأصالة والاقتباس، من منابع شرعنا الإسلامي، من كتاب الله وسنة رسوله، وما كان عليه السلف الصالح، من نهج مميز وهدف سامٍ.

وان كان ما يجري اليوم لجهة تداعياته ونتائجه، هو بحد ذاته رحمة بالأمتين العربية والإسلامية، إلاّ أنّه ليس كلّه على درجة واحدة من نقاء السريرة والدافع لتحريكه، وهي نقطة خلافية بلا شك، نشرحها أثناء الاشتباك الفكري مع الآخر المناهض، لكن في نهاية الأمر والمسألة، إنّ ما يجري هو فعل لكتل بشرية ضخمة بجهود بشرية إنسانية، يصيبها ما يصيب أي جهد بشري إنساني آخر، من أحوال وأطوار صحية أو مرضية، وهذا ما يدفعنا لنجري تمحيصاً وتدقيقاً، عبر عمليات ديناميات مراجعات فكرية ومنهجية عاجلة، لحل هذه الأحوال والأطوار ورصدها جيدا،ً وتقديم العلاج الناجع والناجز والشافي، ضمن مقاربات شمولية، وفقاً لآليات عمل واضحة وبسيطة للغاية.

لذلك نريد أن نسلّط الضوء، على مجمل التحديات التي تواجه الصحوة، سواء كانت إسلامية بامتياز أو شعوبية شعبوية بتجرد، وان كان التحدي الأبرز، يكمن في أزمة الفهم الصحووي لما يجري وتنميطه وتصنيفه.

وعندما نقول: إنّ فلانا قد صحا من نوم أو غفوة، بمعنى الانتباه والإفاقة واليقظة، وأيضا استعاد وعيه، بعد أن غاب عنه، وما يعتري الفرد من غياب الوعي، يعتري الأمم كذلك، وقد تطول أو تقصر فترة غياب الأمم عن وعيها، نتيجة فعل تخريبي من داخلها، لجعلها تنام أو تغفو، غفوة أهل الكهف أو أقل بقليل، أو حتّى نتيجة تنويم خارجي دولي سلّط عليها.

وأمتنا الإسلامية، اعتراها نوم وغفوة، ثم هاهي تتدارك ذلك، عبر صحوة شعوبها، فصحوة الأمة تعني عودة الوعي والانتباه لها، بعد طول أو قصر غيبه، والصحوة تعني البعث والانبعاث.

والصحوة في الاصطلاح، تتموضع فهما ومعرفة، بأنّها تلك الظواهر الاجتماعية الجديدة، والتي تشير إلى تنبه ويقظة الأمتين الإسلامية والعربية، وإفاقتهما وإحرازهما تقدماً مطرداً، في احساسهما بذاتهما واعتزازهما بدينهما، وفي تحررهما من التبعية الفكرية والسياسية، وفي سعيهما للخروج من حالة تخلفهما وانحدارهما، ولقيامهما بدورهما الحضاري المتميز، باعتبارهما خير أمة أخرجها الله تعالى، لإعمار الأرض وإثارتها.

والعمود الفقري لهذه الصحوة، بمفهومها الشامل المانع الناجز، هو الشباب المسلم والمؤمن، والواعي المثقف، والمتنوّر وحتّى المسيس، والذي حاول الغرب الأوروبي وأمريكا، أن يعزلاه عن دينه وعن تراثه وعن أمته، وراحت تعمل وتفعل معاول الهدم الفكري عملها، لكن قدّر الله وما شاء فعل، فصار هذا الشباب، هو رمز هذه الصحوة، ويجسّد أمالها وتطلعاتها في الانعتاق، من ذل الهيمنة والاستكبار، وديكتاتوريات بعض الأنظمة، التي رأت نفسها في خندق عدوّها وعدو عقيدتها ودينها.

إنّ الحركات الإسلامية والقومية والوطنية، باعتقادي هي كلها وعلى مختلف مشاربها، ثمرة حيّة من ثمرات الصحوة الإسلامية والشعبية و أو الشعبوية التي تجري، والهزائم المتلاحقة، والانتكاسات، وعلى مختلف الصعد الحياتية، والتي عانت وتعاني منها أمتنا، بسبب فعلنا وارتهاننا إلى الأجنبي، وحسب ظني وتقديري، هي مكون رئيس في يقظة الأمة، وعودتها إلى دينها وقيمها وذاتها، عبر حراكات عمودها الفقري هو الشباب المسلم المؤمن، بعدالة حقوقه وقضاياه، الواعي والمثقف والذي شق ويشق طريقه في الصخر، ناحتاً وحافراً آليات تحرره وأمته الإسلامية، من شرنقات وقوالب غربية – أمريكية صنعت، لكي تهدم أسس أمتنا الإسلامية.

إنّ أهم تحدٍ أمام الصحوة – المعاصرة، كصحوة إسلامية – شعبوية، هو أزمة الفهم والتوجيه، فهم النص القرآني، وكذلك سنة الرسول صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه، فلا بدّ من مراعاة جملة من الضوابط والأسس، في التعامل مع النص القرآني؛ حيث الأخير هو الذي يفسر الحديث الشريف ويفسر بيت الشعر أو الحكمة، ومسؤولية معالجة أزمة الفهم هذه، هي مسؤولية جماعية، لا بدّ أن يشارك فيها الجميع مسلمين وعربا، وتقع مسؤولية خاصة على إيران الثورة، إيران الدولة المسلمة، والتي من حقها أن تعبر عن مجالاتها الحيوية، ليس فقط في نطاق الجغرافيا التاريخية، وإنما في مجال الفكر الإنساني السليم والقويم.
 

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz