دام برس:
أيام والأزمة السورية تنهي العامين من التآمر والتخاذل والتطاول والقتل واستباحة الدم السوري على أيدي جماعة تدّعي أنها إسلامية ولكن في الحقيقة ليس لها علاقة لا بالدين ولا بالأخلاق التي تتسم به أمة رسول الله (ص) ، صحيح أن التآمر على سورية قديم منذ أعلنت ثوابتها بمساندة المقاومة اللبنانية والفلسطينية والعراقية إضافة إلى كونها دولة ممانعة للصهيو أمريكي، إلاّ أن التآمر الذي كان تحت الطاولة برز بشكل واضح وعلني منذ قرابة العامين من قبل حكام وزعماء البترو دولار وهم يخططون ويمولوّن ويديرون سهامهم عبر وسائلهم المعروفة (الإعلام المغرض) للنيل من سورية كدولة أولاً ولشخص الرئيس ثانياً، نعم وحدهم الحكام والزعماء آنفي الذكر هم من يدير العمليات الإجرامية وليس شعوبهم لأن الشعوب غير موافقة على ما يقوم به حكامهم تجاه وطنهم الثاني سورية، الشعب العربي شعب طيب مسالم مقاوم لا يقبل الذل والهوان، هذا ما تؤكده التحركات الشعبية في مصر وتونس رداً على كشف زيفهم وتآمرهم على الأمة العربية جمعاء.
الشعب العربي أدرك وعرف حجم الكذب والتلفيق الذي تقوم به أدوات البترو دولار لعزل سورية عن وطنها الأم (الوطن العربي) عقاباً على مواقفها الممانعة للعدو الصهيو أمريكي، لكن الغريب في الموضوع أن هناك من يدعي العروبة والقومية من مثقفي وإعلاميي العروبة الذين هم بعيدون عنها بعد السماء عن الأرض وإذ بهم يحجزون مساحات من وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والالكترونية والمرئية فقط ليهاجموا من لبى صوت قلبه وانتمائه العروبي والقومي (الوفود المشاركة من مصر والأردن وتونس والجزائر واليمن) لمساندة سورية الجريحة التي تآمر عليها معظم حكام أصقاع الأرض عرب قبل أن يكونوا أجانب، على كل حال هذا مأتمروا به من قبل معلميهم (قطر والسعودية) ليس بيدهم حيلة لا حول ولا قوة إلا بالله.
بمناسبة ذكرى الوحدة بين سورية ومصر في 22 فبراير من عام 1958 وما كانت تحمله من إنجازات اقتصادية وعلى رأسها بداية مشروع سد الفرات والذي كان موازياً لمشروع السد العالي إضافة لمنعة وقوة البلدين وحمايتهما من تهديدات الأعداء والأحلاف من المستعمرين المتربصين بهما والتي كانت السبب الأساسي وراء قيام دولة الوحدة بين البلدين ( لا أريد الخوض في تفاصيل النجاح أو الفشل لها لكن أحببت أن أذكّر البعض بأن القائد التاريخي العروبي جمال عبد الناصر عمل المستحيل لإنجاحها).
لذلك أرى نفسي مضطرة للتعبير عن خيبة أملي على من يدّعوا بأنفسهم أنهم رجال جمال عبد الناصر (ناصريون) حيال موقفهم المهاجم الشرس الند للإخوان المسلمين تجاه إخوانهم الذين شاركوا في مساندة سورية ضد العدو الصهيوني، في الحقيقة لو أن جمال عبد الناصر حي لما قبل أصلاً بمشاركة صورية فقط وإنما كان قد أعلنها حرب عالمية وأكثر، سورية شهدت مواقف عظيمة للرئيس المناضل جمال عبد الناصر ليس أمام سورية فقط وإنما أمام العرب جمعاء فلا عجب إذا برز أشخاص صَدقوا مع جمال عبد الناصر في حياته وفي مماته حاملين معهم لواء مبادئه العروبية والقومية وقاموا بما تميله عليه ضمائرهم تجاه بلدهم الثاني سورية.إضافة إلى كونهم يدركون ويعون حقيقة ما يجري على الساحة السورية (شاهد عيان حي بزيارتهم لسورية) كما يسميها إعلامهم المزيف البترو دولار(شاهد عيان). هذا ينطبق على المشاركين العرب الآخرين المذكورين آنفاً وما يتعرضون له من مسؤوليهم في بلدانهم كردة فعل عن سخطهم لعدم الإيفاء مع معلميهم قطر والسعودية.
ما أريد أن أقوله هو أن سورية انتصرت كما أنها ماضية في تطهير وطنها من الإرهابيين حتى القضاء على آخر إرهابي مهما كلفها ذلك.
إلى من تدعون العروبة ألم تعوا بعد إلى ماذا يحاك لمصر وغيرها من الدول العربية ...... مصر إلى أين وصلت ؟ .... والقادم أعظم .....على كل حال هذا من صنع أيديكم وعنجهيتكم وحبكم لمال(البترو دولار) لذلك أنتم من أوصلتم بلدانكم إلى ما هي عليه الآن ......ألا تخجلون ؟!
سؤال إلى من وجّه أي كلمة أو تهديد لزملائهم المشاركين في مساندة سورية .... أين كنتم عندما كان حسني مبارك وقبله السادات يستبيحان عرضكم وأرضكم وكرامتكم وترككم عراة أمام الصهيو أمريكي، هل قدمتم أي شيء لشعبكم الذي سُلب منه كل شيء حتى ثقافته وهويته وعيشه وحريته، ثلاثون عاماً ولم يرف لكم جفناً لحماية مصر، والآن وسورية تتعرض للمؤامرة العالمية الكونية ويهب الأخوة العرب لمساندتها .... تلومونهم !!!!!! لالالا وألف لا .... أنتم من بعتم مصر وتبيعون الأمة العربية الآن بمواقفكم المخجلة والمتخاذلة من أجل حفنة من المال (البترو دولار).
سورية بلد قوي بشعبها وجيشها وقائدها الذي تحمّل الكثير من الذين لعبوا على مستقبل ووجود سورية وذلك من أجل الحفاظ عليها أولاً رغم تجنيد الآلاف من الإرهابيين المجهزين بكامل العتاد لتنفيذ الأجندة الموضوعة لسوريا وهؤلاء من يعيثون فساداً ونهباً ودماراً في الشارع السوري، هؤلاء هم الذين كانت تستعين بهم أميركا في بلدان أخرى كأفغانستان والعراق وأماكن أخرى كثيرة من العالم ألم تعترفوا بعد بالمؤامرة، ألا تعلمون بأن الرئيس بشار الأسد صامد رغماً عن أنوف معلميكم قطر والسعودية وأنه رفض كل الإغراءات الدولية والإقليمية التي قُدمت له ليترك الشعب السوري يواجه مصيره لوحده ولكي يكون لقمة سائغة للعدو الصهيوني، وبعد كل هذه التضحيات تريدون أن يتخلى عنه شعبه والشعب العربي لالالالا وألف لا.
الحاضر يعلم الغائب بأن أياماً قليلة تفصلنا عن الحسم النهائي لصالح الثالوث السوري (الشعب والجيش والقائد) بالنصر العظيم. هذه المعركة غيّرت كل المعادلات السياسية الدولية والإقليمية ومن الآن فصاعداً سوف يحسب لسورية ألف حساب أبى من أبى وشاء من شاء. وسنقف مع الشعب المصري والتونسي لتحريرهم من أقطاب المتأسلمين (الإخوان المسلمون) الذين زرعتهم الصهيوينة بموافقة ومباركة أمريكية لتدمير الشرق الأوسط وتحويله إلى كنتونات جديدة مقسمة تخدم الصهاينة، وتكون هي الدولة الأعظم والأكبر في الشرق الأوسط.
نحن ما زلنا نراهن على قوة وعظمة الشعب العربي للانتفاضة ضد كل من تسّول له نفسه النيل من أمتنا العربية والإسلامية.