دام برس:
الرسالة اللغز التي قيل صهيونيا أن الرئيس المصري محمد مرسي أرسلها إلى الرئيس الصهيوني شمعون بيريز ما زالت تثير سلسلة من الردود التي أوشكت أن تودي بعذرية الإخوان الذين وعوا أن يبقوا إلى جانب القضية الفلسطينية رافضين الإقرار بأي تعاون مع الكيان الصهيوني ..
غير أن الرسالة التي نشرت , و تنشر شفقنا نسخة منها تم الكشف عنها بعد توجه رئيسة الديبلوماسية الأمريكية هيلاري كلينتون من القاهرة حيث إلتقت الرئيس مرسي و إلى تل أبيب التي كان في إنتظارها شمعون بيريز رئيس الكيان الصهيوني , و غير الرسالة فقد جملت معها تجاوبا مصريا مع آفاق السلام و إحتراما كاملا لإتفاقية كامب دافيد .
صحيح أن منطق الثورة يختلف عن منطق الدولة , وأن ضرورات السلطة تختلف كلية عن تطلعات المعارضة ورغبات الثوار , غير أنه في القضية الفلسطينية و الملف الفلسطيني تسقط كل هذه الأدبيات و الإتيكيتات المتعلقة بثقافة الدولة ..
ففلسطين مغتصبة و محتلة و يباد أهلها منذ أزيد من مائة سنة , ومثلما تهاوت الأنظمة العتيقة و تلاشت أمام إمتحان فلسطين , فإن الأنظمة الراهنة و الجديدة ستتحطم أمام صخرة فلسطين .
ولذلك وجب على صناع القرار الجدد في مصر أن يكونوا مع فلسطين جهارا نهارا , بكرة و عشيا , و في الموضوع الفلسطيني يجب أن يكون هناك إيمان مطلق كامل بالقضية لأن المرجع الروحي للإخوان المسلمين سيد قطب من أجمل ما قاله :
خذوا الإسلام جملة أو دعوه
وبناءا عليه أقول : خذوا فلسطين كلها أو دعوها