دام برس

اليوم ... لأول مرة حسيت شو شعور البني آدم اللي بتكون حياته مهددة بالخطر ...صار انفجار قدام عيوني .. أصوات سيارات إسعاف ،إطفاء و رصاص مثل المطر ...تسكر طريق البيت و علقت بالعجقة ....
نسوان و بناتون الصغار عم يبكوا، و صاروا يصرخوا كمان مع الانفجار الثاني اللي صار فجأة ....
  هي أول مرة بنحط بهيك موقف صعب ... مرعب ...حسيت بالخوف و هو عم يتغلغل جوات عروقي .... فكرت فوراً بأهلي ...و برفقاتي .... أحبابي .... جيراني ... و أخواتي ....
كان بدي حدا يخبرن ... يقللن أني بحبهن ...
و أنو إذا متت ... رجاءً يتذكروني ... لأن انا ما حأنساهن و حأشتقلن ...
بالحالة اللي كنت فيها ... بدى لي الموت شيء أكيد ...
لأن الطرقات تسكرت .... و الدنيا شعلت ... و البيت بعيد ...
يا لسخرية القدر! مبارح كنت عم أزعل على الناس اللي عم يموتوا ...
و هلأ حصير وحدة منهم ... صرت عم أزعل عحالي ...
يا لسخرية القدر !! ماعم صدق  انو هاد بلدي ...
يا حوينتك يا بلدي ... يا حيف وين صرنا ..
و الأبشع أنو اللي هيك عم يعملوا ببلدنا ..
هنن منا وفينا ... من شعبنا .. من أهلو لبلدنا ..
قال بدن حرية قال ... من الواضح أنهم بمستوى كتير بيفهمشو هي الحرية ....
ماعد فهمت شي!.
ما بعرف شو يعني طوائف .. ما بعرف شو يعني التمييز بالأديان ...
بعرف أني كل يوم بطلع فيه عالمدرسة بحط إيدي عقلبيلحتى اوصل بسلام ...
ما بعرف أكره حدا قد ما اختلف عني ...
بعرف انو الكل عم يقللي خلصي دراستك و اطفشي ...
بس أنا ما بدي أطفش ... ما بدي سافر ... ما بدي أطلع برا بلدي ...
لأني بحبو كتير ... و متعلقة فيه كتير ...
خربوليياه ... خربولناياه ....
مارح سافر .... ناطرة بلدي ليرجع يقوم و ينهض ...
يرجع مثل ما كان ...
بلد الأمان ... اللي كل الناس فيه بتحب بعضها و ما بتحكي بالطائفية ...
البلد المضياف ... اللي فيه كل الناس كريمة و شهمة بسوريا العدية ...
لازم الكل يضل بالبلد و ما يطفش !
لازم نتساعد إيد بإيد و قوة بقوة ..
لنقضي عالإرهاب ... و نبني سوريا من جديد ...
أرض المحبة و الخير ... و اللاعنصرية .. و اللاطائفية بكل تأكيد ..
بقلم إنانا الأعسر.