دام برس :

لم يكن حظر قناة الميادين مفاجئاً في سياق أفعال الكيان المؤقت ،أفعال الكيان من قتل لكل ماهو حي في فلسطين من بشر وشجر وتدمير البنى التحتية بما فيها المستشفيات وخزانات المياه وقتل الأطفال حتى في حواضنهم، إضافة إلى التهجير القسريى، جميعها تشكل جرائم حرب مكتملة الاركان يشكل كشفها (إضراراً بالأمن القومي للكيان المؤقت).
ولأن الميادين كانت حاضرة وشاهدة وجعلت العالم يرى ويشاهد ويسمع، فكان لا بد لهذا العدو أن يعمل على إسكات صوتها كما عمل وبطريقة ممنهجة على إسكات العديد من وسائل الإعلام بطرق مختلفة، منها ما تم تدميره بالكامل ومسح مكاتبه عن الوجود، ومنها ما تم استهداف صحافييه وعامليه وقتلهم، إضافة إلى قتل عائلاتهم، ومنها أيضاً استهداف الطواقم الصحفية في كل مكان يجري تسليط الضوء عليه كما حدث على الأراضي  اللبنانية مرات عديدة.
ولأن نهج العدو هو التزوير، فإن استهدافه لكل من ينتصر للحقيقة هو جزء من استراتيجته "للأمن القومي "، فكيف لكيان نشأ اساساً من أكبر عملية تزوير في التاريخ أن يترك رسل الحقيقة يوضحون جريمته المستمرة منذ لحظة النشوء حتى يومنا هذا ؟!
ونشأة الكيان كانت معاكسة قطعاً لنشأة الميادين
فالكيان المؤقت ظالم والميادين كانت منحازة منذ لحظة بثها الأولى للمظلومين ضد الظالمين بكل ما يمتلكون من جبروت إعلامي .
ولأن فلسطين قضية مظلومية تاريخية وقضية حق واضح قاطع في وجه باطل سافر، فقد كانت فلسطين  بشعبها ومقاومتها كلها وفي كل ساحات نضالها بوصلة الميادين، من باحات الاقصى وكنيسة المهد وأراضي ٤٨ ورام الله وجنين وغزة، كانت الميادين حاضرة وكانت طواقمها في كل مكان لنقل صورة الواقع، والواقع منتصر بذاته لأصحاب الارض.
ولم تخف الميادين انحيازها في قضيايا الحق ، فالميادين منحازة لكل أصحاب الحقوق في وجه مغتصبيها وهي منحازة لمقاومة الشعوب ضد المحتلين ومن هذه النظرة الإنسانية كانت منحازة لفلسطين... نعم الميادين منحازة ضد التطبيع والتفريط وضد البيع،؟ ومنحازة للأطفال ومستقبلهم وقضيتهم، منحازة إلى عالم يحمي أحلامهم.
نعم الميادين منحازة لشجرة الزيتون في وجه قاطعها، منحازة لبيارات البرتقال في وجه غاصبها، منحازة للغار والريحان والزعتر، نعم الميادين منحازة للرجال الذين نذروا دمهم ليحرسون شروق الشمس ومنحازة لمطالع النور.
ولأن هذا الانحياز أثمر وعياً ببشاعة الكيان المؤقت وانعدام أخلاقه، وعياً بمخططاته ووعياً للأمة وذاتها ومكامن قوتها، وعياً بمستقبلها وضرورة وحدتها، وعياً بحضارتها وكينونتها وإنسانيتها في مقابل انحطاط وإجرام ولا أخلاقية عدوها.
نعم الميادين منحازة لذاتها المنبثقة من أمة تملك الحق وتملك الخيار وتمتلك المستقبل أيضاً.
ولأن هذا الأنحياز خيار نابع من الانتصار لكل ماهو حق وخير وجمال، فهو في مركز استهداف الكيان المؤقت الممثل لكل ماهو باطل وشر وقبح في محاولة قتل صوتها المنذور لفلسطين، كما يقتل أهل فلسطين أنفسهم، كما يقتل أطفال فلسطين في حواضنهم، لأنها خاطبت الوعي في الوقت الذي خاطب غيرها الغرائز واتسمت بالحكمة في الوقت الذي كان غيرها يسعر الجنون، وانتهجت الدعوة الى الوحدة في حين كان غيرها يزرع الفرقة فقد كانت في مركز الاستهداف.
ولأن العدو يعمل بلا كلل ولا ملل لتبقى جرائمه بلا شهود، فهو يستأصل الشهود إلى أي مجال انتموا، فكيف بشهود الإعلام وعلى رأس هؤلاء الشهود الميادين ؟!!!  
ولكن يقيناً فإن الميادين منتصرة وقد ولى زمن الهزائم.
نعم نحن منحازون للميادين