Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 14:36:32
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
درس في الإدارة يحتاجه الكثير من مدرائنا .. بقلم : يونس أحمد الناصر

السيد الرئيس بشار الأسد قالها في خطاب القسم : إنني لا أسعى إلى منصب و لا أهرب من مسؤولية فالمنصب ليس هدفا بل هو وسيلة لتحقيق الهدف
. يقول الإمام علي بن أبي طالب " كرم الله وجهه : اللهم إنك تعلم أنه لم يكن منافسة مني في سلطان، ولا التماس شيء من فضول الحطام".
فكرسي الحكم ليس غاية للإمام، وجلب منافع دنيوية من وراء الإمارة ليس بغيته، وإنما الوازع الحقيقي وراء قبول الإمساك بزمام السلطة، هو: "لنرد المعالم من دينك، ونظهر الإصلاح في بلادك، فيأمن المظلومون من عبادك، وتقام المعطلة من حدودك".و قالها شعرا :
النفسُ تبكي على الدنيا وقد علمت أن السعادة فيها ترك ما فيها
لا دارٌ للمرءِ بعد الموت يسكُنها إلا التي كانَ قبل الموتِ بانيها
فإن بناها بخير طاب مسكنُه وإن بناها بشر خاب بانيها
أموالنا لذوي الميراث نجمعُها ودورنا لخراب الدهر نبنيها
أين الملوك التي كانت مسلطنةً حتى سقاها بكأس الموت ساقيها
فكم مدائنٍ في الآفاق قد بنيت أمست خرابا وأفنى الموتُ أهليها
لا تركِنَنَّ إلى الدنيا وما فيها فالموت لا شك يُفنينا ويُفنيها
لكل نفس وان كانت على وجلٍ من المَنِيَّةِ آمالٌ تقويها
المرء يبسطها والدهر يقبضُها والنفس تنشرها والموت يطويها
إنما المكارم أخلاقٌ مطهرةٌ الدين أولها والعقل ثانيها
والعلم ثالثها والحلم رابعها والجود خامسها والفضل سادسها
والبر سابعها والشكر ثامنها والصبر تاسعها واللين باقيها
والنفس تعلم أني لا أصادقها ولست ارشدُ إلا حين اعصيها
وأوصى عليَّ عماله ألا يدخلوا في مشورتهم الجبناء، الذين يضعفونهم عن القدر اللازم من الحزم، ولا البخلاء الذين يستهويهم المال، فيدفعون الوالي إلى الجنوح عن الإحسان إلى الرعيةووجه عليَّ، عامله زياد بن أبيه إلى أن يستعمل العدل، ويحذر العسف والحيف، ولا يزد في الخراج، ونبهه إلى أن العسف يعود بالجلاد، وأن الحيف يدعو السيف.وقال الأمام علي لعبد الله بن عباس: والله إن هذا النعل أحب إلي من إمرتكم، إلا أن أقيم حقاً أو أدفع باطلاً".الخليفة أبو بكر الصديق" رضي الله عنه " حدد مهمته الأولى كخليفة، بإقامة العدل المنضبط بالإقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم وحدد مهمة الرعية بإعانة الخليفة إذا أحسن وتقويمه إذا انحرف, وقال في رسالة للأمة: "إن أقواكم عندي الضعيفَ حتى آخذ له بحقه إِنّ أضْعَفَكَم عندي القويّ حتى آخذ منه الحق . وإنما أنا متبع ولست بمبتدع, فإن أنا أحسنت فأعينوني، وإن أنا زغت فقوموني".وقال الفاروق عمر بن الخطاب " رضي الله عنه " : إنه لا يصلح للوالي أمر ولا نهي، إلا إذا تحلى بقوة على جمع المال من أبواب حله، ووضعه في حقه، وبشدة لا جبروت فيها، ولين لا وهن فيه، وعلم أنه لا أحد فوق أن يُؤَمرْ بتقوى الله، ولا أحد دون أن يَأْمُرْ بتقوى الله.
كما قال عمر لابن مسعود وعمار، لما أسند إليهما أعمال الكوفة: "إني وإياكم في مال الله كوالي اليتيم. إن استغنى استعف، وإن افتقر أكل بالمعروف".وحدد عمر، في رسالة وجهها إلى أهل البصرة، واجبات الوالي في : "الأخذ للضعيف من القوي، ومقاتلة العدو بالأمة، والدفاع عن ذمتها، وجمع الفيء وقسمته بينهم، وإخافة الفساق وجعلهم يداً يداً، وعيادة مرضى المسلمين، وشهود جنائزهم. وفتح بابه لهم، ومباشرة أمورهم بنفسه، بوصفه مجرد رجل منهم، غير أن الله جعله أثقلهم حملاً.

وحدد أبو عبيدة مهمة الإمام العادل، في إسكات أصوات الرعية عن الله، بمعنى تحاشي أسباب شكوى الرعية إلى ربهم، واعتبرها سمة على جور الحاكم، وفشله في أداء واجباته. ولكن ما الثمرة المرجوة، من وراء قيام كل من الراعي والرعية، بواجبه على هذا النحو، تجاه الطرف الآخر؟
الإجابة عند الإمام علي أنه: "إذا أدت الرعية إلى الوالي حقه، وأدى الوالي إليها حقها، عز الحق بينهم، وقامت مناهج الدين، واعتدلت معالم العدل، وجرت السنن على استقامة، فصلح الزمان بذلك، وطمع في بقاء الدولة. ويئست مطامع الأعداء".
أما إذا اعتدت الرعية على حق الوالي، أو العكس، فإنه كما يقول الإمام: "تختلف الكلمة. وتظهر معالم الجور، فيما لو غلبت الرعية واليها، أو أجحف الوالي برعيته"
أما عن السمات التي يجب أن يفر منها الوالي: فحبه الفخر والكبر
ويختم الإمام هذا التصور، الذي يعرضه لأساس، وأبعاد، الرابطة السياسية، بدعوة كلا طرفيها إلى الإنصات لكلمة الحق. ويهيب بالرعية أن تمد يد التقويم للإمام. فهو ليس بمعصوم. يقول علي : "إنه من استثقل الحق أن يقال له، أو العدل أن يعرض عليه، كان العمل بهما أثقل عليه. فلا تكفوا عن مقالة بحق، ومشورة بعدل, فإني لست في نفسي بفوق أن أخطئ، ولا آمن ذلك من فعلي، إلا أن يكفي الله من نفسي، ما هو أملك به مني. وإنما أنا وأنتم عبيد لرب واحد".الخليفة، في رأي سلمان، وكعب، هو: حاكم لا يأخذ إلا حقاً، ولا يضع ما يأخذه إلا في حقه. يعدل في الرعية. ويقسم بينهم بالسوية. ويشفق عليهم شفقة الرجل على أهله. ويقضي بينهم بكتاب الله تعالى. ومن تعريف ابن عمر للنفاق بأنه: "أن يقول المرء للأمير إذا لقيه ما يحب، وإذا ولى عنه قال غير ذلك".الإدارة: أصل كلمة إدارة (Administration) لاتيني بمعنى (To Serve) أي ( لكي يخدم ) والإدارة بذلك تعني "الخدمة" على أساس أن من يعمل بالإدارة يقوم على خدمة الآخرين .
وقد عرفها بعض الكتاب بأنها "النشاط الموجه نحو التعاون المثمر والتنسيق الفعّال بين الجهود البشرية المختلفة العاملة من أجل تحقيق هدف معين بدرجة عالية من الكفاءة .
وهناك من يعرفها بأنها عملية تجميع عوامل الإنتاج المختلفة من رأس مال ، قوى عاملة ،وموارد طبيعية، والتأليف بينها من اجل استغلالها بفعالية للحصول على الأهداف (اقل تكلفة ، اكبر قدر ممكن من الإنتاج ……الخ)
أو هي نشاط متميز يهدف إلى تحقيق نتائج محددة وذلك من خلال استغلال الموارد المتوفرة بأعلى درجة من الكفاية الممكنة.
ويقصد بالموارد عناصر الإنتاج :_( العنصر البشري Manpower
المال Money- السوق Market - المواد Materials - الأدوات والوسائل Means - الإدارة Management )
ويعتبر العامل الإنساني أهم عوامل الإنتاج السابقة وبالتالي فان الوظيفة الأساسية للإدارة يمكن تركيزها في هذا العامل.
• الإدارة وسيلة وليست غاية فهي وسيلة تنشد تحقيق أهداف مرسومة.
هل الإدارة علم أم فن ؟
الإدارة مزيج من العلم والفن، فهي علم لأن لها مبادئ وقواعد وأصول علمية متعارف عليها، وتقوم على توظيف مناهج البحث العلمي في استكشاف نظرياتها وفحصها، وفي الوقت ذاته هي فن لأنها تعتمد على القدرات الإبداعية والمهارات الابتكارية والمواهب الذاتية،

• الإدارة كفكر:

ظهر الفكر الإداري في الحضارات الإنسانية منذ آلاف السنين، ويبدو ذلك جلياً في التراث الإنساني القديم، فقد ظهرت الأفكار وبعض التطبيقات الإدارية في الحضارة المصرية القديمة كالتخطيط الإداري والرقابة، وظهر التنظيم في الحضارة الصينية من خلال دستور الفيلسوف "تشاو" الذي تضمن المهام والواجبات الوظيفية لموظفي الدولة كافة، وظهر التنظيم المتدرج (الهرمي) وتفويض السلطة والتقسيم الإداري وفقاً للبعد
الجغرافي في الإمبراطورية الرومانية، وقدمت الإمبراطورية اليونانية الكثير من الأفكار والتطبيقات حول التخصص واختيار الموظفين وتفويض السلطة.
• الإدارة كعلم مستقل:

تعد بداية القرن العشرين مرحلة فاصلة في نشأة الإدارة كعلم قائم بذاته يستند إلى مقومات شأنه في ذلك شأن بقية فروع العلم والمعرفة. من هم المؤهلون لاستلام المواقع الإدارية :
طالب الولاية لا يولى :
ورد في تراثنا الإسلامي النهي عن طلب الولاية عمومًا.
النبي محمد" صلى الله عليه وسلم" قال : لا تسأل الإمارة فإنك إن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها، وإن أعطيتها عن غير مسألة أُعنت عليها وقال "صلى الله عليه وسلم" : إنكم ستحرصون على الإمارة وستكون ندامة يوم القيامة وقال أيضًا: إنا لا نولي أمرنا من طلبه أما لماذا كل هذه المقدمة الطويلة ؟؟؟؟
كل ما نرجوه من إداراتنا تمثل ما قاله السيد الرئيس بشار الأسد في خطاب القسم وما ورد في تراثنا العربي والإسلامي و أقولها باختصار " الموقع مسؤولية وليس امتيازا " فالمدير في موقعه هو فرد من الإدارة يقع على عاتقه مسؤولية أكبر من كل الأفراد في حلقته الإدارية توجب عليه هذه المسؤولية أن يقوم بمهام التخطيط والتنظيم والرقابة والتوجيه وأن يستمع للجميع لمعرفة مشاكلهم وصولا إلى قيادة الفريق إلى تحقيق الهدف المنشود لا أن يكون كما ورد في موقع البعث ميديا واجهة لرجل ظل وصاحب القرار الحقيقي ويخفي ما يخفي وراءه من مصالح شخصية أبعد ما تكون عن المصلحة العامة , وان كان بحاجة إلى رجل ظل فالأولى أين يكون رجل الظل هو الذي في المقدمة وفي المقال المذكور كتبت سامية يوسف لمجلة صدى الاسواق " رجل ظل يتسلل إلى مؤسساتنا... صاحب قرار بلا توقيع ظاهر.. حلاوة الامتياز حيَّدت اعتبارات المسؤولية" . الثلاثاء, 15 شباط 2011
لخصت فيه هموم الإدارة الحكومية في سوريا كما يلي :
1. تكاد تصلح في معظم مؤسساتنا مقولة «وراء كل مدير.. رجل في الظل»، لكن ليس بالضرورة أن يكون الأول عظيماً والثاني حكيماً, فوجود شخص في الظل يحرك مدير المؤسسة كحجر شطرنج، تحول إلى ظاهرة يعانيها عدد غير قليل من مؤسساتنا، بحيث يتم تقاسم الصلاحيات - كذلك الامتيازات - بين مجموعة من متنفذي الإدارة لكن الخطوة الكبيرة بيد شخص معين غالباً يكون مديراً إما إدارياً أو مالياً أو مدير تخطيط في المؤسسة يعمل في الكواليس ويتدخل في كل صغيرة وكبيرة ويحل ويربط ويكون بمنزلة البوصلة للمدير الذي لا يتعدى دوره التوقيع وطبع الخاتم وخصوصاً إذا كان من فئة المديرين الذين ينظرون إلى المنصب كامتياز وليس مسؤولية .2. امتياز مفتوح:
رغم أن مشكلات الإدارة أكثر من طاقة تحمل مؤسساتنا، تكتمل الحلقة عند مديري «البريستيج» الذين يتنازلون عن صلاحياتهم في الخفاء لأشخاص تمكنوا من «فبركة أنفسهم وتقديمها» بطريقة أو بأخرى ليتفرغ هؤلاء المديرون لامتيازات الكرسي والمنصب و«الساعد الأيمن» للقرارات والأخذ والرد والتحكم بمفاصل المؤسسة، والنتيجة قرارات ارتجالية - لا خطط ولا استراتيجيات - مزاجية وعفوية، وصعود للمحسوبيات على أكتاف الكفاءات وبالوقت نفسه بُعد عن المسؤولية وعن الحساب ، وهذا الشخص يقود مصالح الأشخاص لتحقيق أغراض شخصية له وللمقربين منه أو أنه يحقق أغراض الآخرين بعيداً عن التنظيم الرسمي وبالتالي بعيداً عن فلسفة الرؤية والإستراتيجية الصحيحة.
3 . سلطة الكرسي :
فكل مدير يمدّه كرسي الإدارة بنوازع الغرور ليترك خططاً سابقة بكل تكاليفها ودراساتها ويبدأ بفتح ملفاته من جديد ليعود إلى بداية السطر ممعناً هو الآخر بوضع الدراسات والخطط والتكاليف أيضاً.4 . ثغرة:
إذا كانت القرارات الارتجالية لا تعترف بالخطط وتؤخذ من وراء الكواليس سيتم لحظ فشل الإدارات الحقيقية في النتيجة والإنتاجية، فكل تنمية اقتصادية مرهونة بوجود التنمية الإدارية السليمة وبالعكس - وأحد ركائز التنمية الإدارية وجود القيادات الإدارية الفاعلة، وضعف تلك الإدارات له خطورة كبيرة لأنه من غير الممكن أن يقدم الإنسان أية أفكار إبداعية في ظل تنظيم كهذا ومن يرد أن يقدم الأفكار يجب أن يشعر بالانتماء والانغماس في العمل وعند غياب ذلك تغيب المبادرات والإبداعات وتسود الفردية وهذا ما ينعكس على الإنتاجية في النهاية – إن 70 -80٪ من فشل المنظمات وضعف إنتاجها بسبب إمكانات أو أساليب الإدارة العالية وضعف انتقاء الإدارات بشكل صحيح ، والحل يكمن في وجود أسس أخرى غير المطبقة الآن في اختيارها وبالاعتماد على أنماط الشخصية والذكاء وخاصة الذكاء الاجتماعي والخبرة وغيرها وتصنيف المهارات التي تتفوق فيها الإناث على الذكور وبالعكس.5 . الاستثمار المفقود:
دائماً يختزل الهدر بالأمور المادية لكن الهدر الحقيقي يتم عند أبواب ضياع رأس المال البشري الذي لم ننتبه إليه إلا مؤخراً ولم يسعفنا الحظ حتى الآن بمسك زمام إدارته بالشكل الصحيح ، وأكبر مثال أنه إذا رحل أحد المديرين فإنه يذهب معه كل شيء من خطط وغيرها وفي حال وجود قاعدة بيانات تتراكم الخبرات ويأتي من يخلفه ليكمل الخطط والأسلوب الذي اتبعه من سبقه، فلدينا إشكالية كبيرة في توظيف الكفاءات البشرية ووضعها في قاعدة بيانات للاستفادة منها في التنمية التي ننشدها وتوجيهها في المكان المناسب والوقت المناسب. الرجل المناسب في المكان المناسب:
و أخيرا أقول لن يكون لدينا إدارة حكومية ناجحة قادرة على النهوض بالعمل الحكومي إلا باعتماد آلية جديدة لشغل الوظائف على أساس السيرة الذاتية للعاملين بما تضمه هذه السيرة من مؤهلات وكفاءات بعيدا عن الواسطة والمحسوبيات ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب كما وجه قائد مسيرة التطوير والتحديث السيد الرئيس بشار حافظ الأسد.
يونس الناصر

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  0000-00-00 00:00:00   اثلجت صدري
سيدي العزيز يونس لقد اثلجت صدري حين ربطت العلم الإداري بكل هذه الروابط و عرفت كيف تبني مديرا" يتحلى بكل صفات القائد الإداري الذي يستطيع اتخاذ قرارات صحيحة عادلة هدفها الاسمى المصلحة العامة و كما رتبت الشواهد على ذلك من شواهد اسلامية و شواهد علمية فلسفية تصب كلها في مصلحة الوطن . لكن السؤال الهام : كيف نستطيع أن نوصل الشرفاء و الأمناء إلى المراكز الوظيفية الهامة في الدولة حسبما يريده الوطن و قائده المفدى حتى تكون نسيجا" إداريا" و إجتماعيا" لا يستطيع صاحب مصلحة اختراقه . أما التنظير و معرفة ما يجب أن يطبق و عند التطبيق تجد العكس فهذا جرم و اعتقد بأننا نحتاج إلى إيمان حقيقي بمصلحة الوطن و المواطن بما تضمنته مقالتك من مبادىء .
احمد القانون  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz