Logo Dampress

آخر تحديث : الثلاثاء 19 آذار 2024   الساعة 16:17:35
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
ماذا يجري خلف الكواليس بين السعودية وأمريكا؟ هل تخلت إدارة بايدن عن حماية الاسرة المالكة؟ وهل ستكون صواريخ اس 400 الروسية هي الخيار البديل؟ بقلم: عبد الباري عطوان
دام برس : دام برس | ماذا يجري خلف الكواليس بين السعودية وأمريكا؟ هل تخلت إدارة بايدن عن حماية الاسرة المالكة؟ وهل ستكون صواريخ اس 400 الروسية هي الخيار البديل؟ بقلم: عبد الباري عطوان

دام برس :

الامر المؤكد ان العلاقات بين المملكة العربية السعودية وحليفتها التاريخية الولايات المتحدة الامريكية تسير من سيء الى أسوأ، ودخلت في الأسبوعين الأخيرين مرحلة غير مسبوقة من التوتر، قد تتطور الى مواجهات انتقامية سياسية واقتصادية في الأيام والاشهر القليلة القادمة.
هناك عدة تطورات ميدانية موثقة ترصد هذا التدهور الذي يمكن حصره مبدئيا في النقاط التالية:
أولا: اعلان وكالة ” أسوشيتد برس” الامريكية ذات المصداقية العالية والقريبة من دائرة صنع القرار في البيت الأبيض، عن سحب ادارة الرئيس الأمريكي جو بايدن جميع منظوماتها الدفاعية الصاروخية من “الباتريوت” ومنظومة “ثاد” الأكثر تطورا، التي جرى نصبها لحماية الأهداف الاستراتيجية السعودية عام 2019 بعد الهجوم الكبير والموجع الذي شنته حركة “انصار الله” الحوثية بالصواريخ والطائرات المسيرة على منشآت شركة أرامكو، عصب الصناعة النفطية في منطقة ابقيق، وعززت الوكالة تقريرها بنشر صور اقمار صناعية لمواقع هذه المنظومات في قاعدة الأمير سلطان الجوية جنوب شرق الرياض خالية تماما منها، الامر الذي يعني ان البنتاغون هو الذي سرب هذه الصور.

الثانية: الغاء زيارة وزير الدفاع الأمريكي لويد اوستن التي كانت مقرر نهاية الأسبوع الماضي، ضمن جولة خليجية له بدأت بقطر والكويت والبحرين لأسباب “بروتوكولية”، وهذا تأجيل وإلغاء غير مسبق في العلاقات بين البلدين يعكس غضبا رسميا سعوديا، واهانة للحليف الأمريكي.
الثالثة: إصرار القيادة السعودية على التأكيد على كذب التبريرات الامريكية لهذا الإلغاء، من خلال الايعاز للامير الشاب سطام بن خالد آل سعود بنشر تغريدة على حسابه على “التويتر” يقول فيها “ان هذا التأجيل كان قرارا سعوديا، وأضاف ان السعودية “العظمى” لا تقبل املاءات من احد وتتعامل وفق المصالح المشتركة والاحترام المتبادل”، وهذه هي ربما المرة الاولى التي يتم فيها استخدام هذا التوصيف من احد افراد الاسرة الحاكمة.
الرابعة: ان الأمير سطام المقرب من الأمير محمد بن سلمان ولي العهد والحاكم الفعلي، اصر على القول في التغريدة نفسها “انه في الوقت الذي الغت المملكة العظمى زيارة الوزير اوستن، استقبلت ليونيد سلوتسكي رئيس الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي”، في تهديد واضح لواشنطن بأن البديل الروسي جاهز، وهذا تحد “شجاع” ولكنه خطير قد يكون مكلفا جدا.

الخامسة” ظهور الأمير تركي الفيصل، رئيس جهاز الاستخبارات السعودي الأسبق، على شاشة محطة أمريكية (CNBC) “يتمنى” على الولايات المتحدة بالحفاظ على التزاماتها تجاه المملكة عبر إبقاء منظوماتها الصاروخية، لان سحب هذه الصواريخ يعكس “نية سيئة”.
محللون امريكيون من بينهم كريستيان اولريشت اكدوا ان الولايات المتحدة بدأت تطبق نظرية “أمريكا أولا” وتتخلى عن حلفائها في منطقة الخليج، وخاصة المملكة العربية السعودية، للتركيز على الحلف الصيني الروسي الجديد الذي بات يحظى بالأولية المطلقة، ويشكل تهديدا مباشرا وقويا للزعامة الامريكية.
سحب منظومات الصواريخ الامريكية جاء في توقيت سيء جدا للسعودية، حيث تكثف حركة “انصار الله” الحوثية وحلفاؤها هجماتهم الصاروخية وبالطائرات المسيرة على اهداف نفطية (منشآت أرامكو) وبنى تحتية عسكرية ومدنية في العمق السعودي كان آخرها استهداف مطار ابها الدولي مما أدى الى إصابة 8 اشخاص، واعطاب عدد من الطائرات في رد مباشر على غارات لطائرات حربية سعودية على قوات تابعة لهذه الحركة لمنع تقدم قواتها في مدينة مأرب الاستراتيجية.
صواريخ “باتريوت” الامريكية ثبت فشلها في التصدي للصواريخ الباليستية السعودية التي ضربت معظم منشآت شركة أرامكو، الدجاجة التي تبيض ذهبا للخزينة السعودية، والأكثر من ذلك انها، أي الصواريخ، مكلفة جدا ماديا، فكل صاروخ يكلف اكثر من ثلاثة ملايين دولار، وتطلق القوات السعودية من صاروخين الى ثلاثة على كل صاروخ باليستي حوثي لا يكلف الا ثلاثة آلاف دولار، على الأكثر حسب التقديرات الغربية.

بحث القيادة السعودية عن البدائل، والصواريخ الروسية من نوع “اس 400” الذي اثبت كفاءة عالية، خيار جائز، ولكنه محفوف بالمخاطر، لان الولايات المتحدة تعتبر شراء هذه الصواريخ الروسية خطا احمر، الامر الذي قد يستدعي اتخاذ خطوات انتقامية قد لا تستطيع القيادة السعودية تحمل تبعاتها.
اعلان إدارة الرئيس جو بايدن قبل أيام بأنها سترفع السرية عن العديد من وثائق هجمات الحادي عشر من سبتمبر والمتورطين فيها، وتزامن هذا الإعلان مع الغاء السعودية لزيارة وزير الدفاع الأمريكي، واستقبالها الحافل لمسؤول روسي كبير في المقابل، قد يكون اول تهديد مباشر للمملكة، لان كشف هذه الوثائق، خاصة اذا جاءت تؤكد دعما ماليا او لوجستيا لمسؤولين سعوديين لدعم المشاركين في هذه الهجمات، يعني إعطاء ضوء اخضر لمحاكم أمريكية للنظر في قضايا مرفوعة من قبل اسر ضحايا هذه الهجمات، طلبا لتعويضات قد تصل الى تريليونات الدولارات تطبيا لقانون “جاستا”.
وعلينا ان نتذكر بأن أمريكا التي زورت اكذوبة اسلحة الدمار الشامل العراقية، لن تتردد في تزوير وثائق تؤكد تورط الاسرة الحاكمة السعودية في هذه الهجمات، ولديها الكثير من شهود الزور السعوديين الجاهزين للشهادة.
إدارة بايدن همشت الدور السعودي في أفغانستان، وجعلت من قطر قاعدتها السياسية والعسكرية والدبلوماسية الرئيسية في منطقة الخليج والشرق الأوسط، وهذا في حد ذاته يشكل طعنة أمريكية مسمومة في الظهر السعودي، وانهاء لعلاقة تحالفية استراتيجية تمتد جذورها لما يقرب من ثمانين عاما، وابرز محطاتها ضخ السعودية مليارات الدولارات وآلاف “المجاهدين” في أفغانستان لهزيمة الوجود السوفييتي في مطلع الثمانينات والثأر من هزيمة فيتنام.
أمريكا لا امان لها، وتتخلى عن حلفائها بكل سهولة، واسألوا آخرهم الرئيس الافغاني اشرف غني الذي هرب الى الامارات وهو بالمناسبة يجيد اللغة العربية يمكن ان يرد على اسئلتكم بكل اريحية.. والله اعلم.

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz