Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 25 نيسان 2024   الساعة 10:36:56
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
ليلة القدر النووية ،، إنها إيرانيوم .. بقلم طاهر محي الدين

دام برس :

سنوات طويلة مرت ونحن نحي ليلة القدر في كل رمضان والكل يتمنى أن يدركها حتى ينال الخير كله ولا أحد يعلم كيف ستكون إذا أدركها هل سيظهر له نورٌ من السماء ، أو يشعر بمصافحة الملائكة ، أو تحقق كل أمانيه بليلة واحدة ، وكثيرٌ من هذه التساؤلات التي كنت أطرحها على نفسي ، هل أدركت ليلة القدر مرة في حياتي ؟؟؟؟

وأخيراً أتاني الجواب في ليلة 14 تموز 2015 ، بأن كل المقاومين والسادة والأحرار في العالم قد أدركوها لحظة الإعلان عن التوصل للاتفاق النهائي للملف النووي الإيراني الذي شهد أطول زمناً من المفاوضات في العالم دامت 15 عاماً من المفاوضات وفوقها 15 يوماً من الصبر حتى صارت وبتوقيع أممي تسمى إيرانيوم.

لماذا ندعي أنها نصرٌ إلهي ، وأنها لحظةٌ تاريخية ، وأنها ليلة قدر نووية ، ولماذا كل هذه الاحتفالات وهذه التبريكات وهذا الشعور العارم بالانتصار ؟؟؟

بجواب بسيط جداً ، عندما يؤلمعدوك ما حققته ويصيبه بالجنون فاعلم بل وتأكد أن نصرك حاسم ، وهذا تماماً ما أعلنه " الإسرائيليون " أنفسهم وظهر على تصرفاتهم وإعلامهم ، نعم فلقد دفع الجنون رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو إلى إنشاء حساب باللغة الفارسية على موقع تويتر وبدأ يغرد باللغة الفارسية فيه  ، حيث نعق قائلاً:

" "فيالوقتالذيتستمرفيهمسيرةالتنازلاتمنجانبالدولالكبرىلإيران،يطلقالمرشدالأعلىالإيرانيعليخامنئي،تصريحاتبضرورةمحاربةالولاياتالمتحدةحتىفيحالالتوصلإلىاتفاقنووي".

ونعقنتنياهو أيضاً:"إنإيرانستحصلعلىالجائزةالكبرى،جائزةحجمهامئاتالملياراتمنالدولاراتستمكنهامنمواصلةمتابعةعدوانهاوإرهابهافيالمنطقةوفيالعالم. هذاخطأسيءلهأبعادتاريخية".

وأما الشاهد الثاني على انتصارنا فكان خطاب أوباما إبان الإعلان عن الاتفاق في هذا الخطاب الذي تبادر إلى ذهني فوراً وأنا أستمع إليه بأنه " يصدُقنا وهو كذوب "  لأن ما أتى به أوباما في خطابه ليحفظ به ماء وجهه كان يكذب به وهو صادق حيث قال :

" إننا اليوم و بهذا الاتفاق الجيد قد ضمنّا إيران دولة نووية ولكن بدون أسلحة نووية وإنه إنجاز تاريخي لنا ولكل الرؤوساء الأمريكيين من بعدي " ، نعم لقد كان صادقاً أن إيران أصبحت دولة نووية وقطب عالمي جديد ولكنه كان يكذب ليبرر هزيمته أمام حنكة الإمام القائد الإمام الخامنئي الذي قد أصدر فتوى منذ زمن بتحريم امتلاك الأسلحة النووية شرعاً وبالتالي فإن أوباما يدرك ومنذ زمناً بعيد أن المفاوضات لم تكن لمنع إيران من امتلاك أسلحة دمار شامل.

وقد كان أبرز ما في خطابه " تهديده للكونغرس الأمريكي " بأنه سوف يستخدم حق الفيتو الخاص بالرئيس الأمريكي تجاه أية محاولة لتعطيل هذا الاتفاق أو المماطلة فيه ، وتلك هي الرسالة الأهم في خطابه كله لأنها كانت تحمل التهديد الأصدق له ليس فقط للكونغرس الأمريكي وإنما لكل المتهورين والمغامرين في المنطقة والعالم بدءًا من الكيان الصهيوني إلى كل أتباعه في المنطقة من أنقرة إلى الرياض.

أما الشاهد الثالث على إنه انتصار تاريخي ، هو ما نطق به هُدهد الفرنسيين فايبوس حيث بدا متسولاً بأول تصريح له بعد إعلان الاتفاق حيث قال:

" لا أعتقد أن إيران ستعاقب الشركات الفرنسية كلها بالرغم من موقفنا المتعنت المعرقل أثناء المفاوضات ، وربما أسافر إلى إيران".

وهو انتصار تاريخي لأن " ما بعده ليس كما قبله " كما صرح دولة الرئيس المخضرم العبقري نبيه بري لأن هذا الاتفاق هو فعلاً بمثابة الحجرة الأولى في لعبة أحجار الدومينو التي تمثل ملفات المنطقة جميعها وقد سقطت الحجرة الأولى لتستقط معها كل الأحجار وترسم لوحة جديدة وخرائط عالمية جديدة من الصين إلى البحر المتوسط ومن موسكو إلى الخليج العربي ، وستتم حل ملفات المنطقة جميعاً وتباعاً من سوريا والعراق واليمن وأوكرانيا وأوروبا ، وستنصب سلالم النزول من على المآذن كما قال سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه في يوم القدس عندما أعطى السعودية مثلاً فقال"

" على حلفاء السعودية مساعدتها للنزول عن المئذنة " ، وهذا المثل ينطبق على كل محور المهزومين في المنطقة من تركيا وباقي أعراب الخليج ، حتى الأمريكي نفسه وحلفاؤه ، كان لهم هذا الاتفاق هو بمثابة السلم للنزول عن الشجرة التي علقوا في منتصفها ولم يعودوا يستطيعون لا صعودها أكثر ولا النزول عنها.

في الخاتمة فإن أكثر من يستحق الشكر بشكل شخصي هو سماحة الإمام القائد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران على حنكته السياسية وصلابته وصبره في إدارة هذا الملف ولتمكنه من وضع الخطوط الحمراء لهذا الاتفاق الرائع الذي حقق فيه النصر لبلده وشعبه ولشعوب العالميين الإسلامي والعربي بكل مكوناته ، كما أن الشكر الموصول لصمود الشعب الإيراني ويقينه وإيمانه بحكمة قيادته ووقوفه خلف حكمة تلك القيادة وصبره وثباته لمدة 36 عاماً من الحصار والعداء الغربي والعربي للجمهورية الإسلامية الإيرانية ، وكذلك الشكر الكبير لصمود سوريا شعباً وقائداً مع حليفه حزب الله في وجه أعتى حرب كونية ، هذا الصمود الذي كان له الأثر الأكبر في انكسار محور الحرب على المنطقة و إعادة رسم خرائط القوة في المنطقة والعالم.

أيها القارئون ، إيران دولة نووية وتمتلك حق الفيتو الخفي من خارج محلس الأمن أصبح حقيقة كما الشمس ، وسوريا دولة مركزية ومحورية في المنطقة والعالم ، وروسيا تستعيد أمجاد الاتحاد السوفيتي من روسيا الاتحادية ، ومن لم يصدق هذا القول فليترقب قادم الأيام.

 

 

 

الوسوم (Tags)

ايران   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz