Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 00:45:44
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
«عاصفة الحزم» والقوة العربية المشتركة؟! .. بقلم الدكتور عبد اللطيف عمران

دام برس :

أخيراً وصل العمل العربي المشترك، باستراتيجياته المنطلقة من الأمن القومي العربي، إلى أحضان البترودولار، وصارت منجزات حركة التحرر الوطني والاستقلال العربية أسيرة في أحضان الرجعية العربية، والمؤسف أن بعض الدول الشقيقة التي أسهمت جيداً في هذه الحركة، وقعت في هذا الأسر.

وها هم بعض العرب اليوم، يمضون على السنن الأمريكي الصهيوني في المسميّات والاستراتيجيّات، فننطلق من عاصفة الصحراء، وعناقيد الغضب، والرصاص المصبوب، وعمود السحاب لنصل إلى «عاصفة الحزم» السعودية، وهي خرم في العمل العربي المشترك، وفي الوعي  والانتماء والمصير والإرادة، وليست حزماً أبداً، على اعتبار أن الخرم في لسان العرب هو: النقص والتقطيع والتشقق. وهكذا هي عاصفة السعودية التي تحاكي وتحقق الأهداف الصهيوأطلسية في المنطقة، ولاسيما بانتظارها المدد من تركيا وباكستان خدمة «للعمل العربي المشترك؟!» الذي سيصبّ لا شك في مصلحة تمكين المشروع الصهيوني في المنطقة.

وتتجرّد  العاصفة السعودية المقترنة بتأسيس قوة عربية مشتركة من أي سند لها في القانون الدولي، وفي قرارات الجامعة العربية، بل أيضاً من بنود معاهدة الدفاع العربي المشترك، التي تنطلق من التصدي لأي «عدوان خارجي» على أي بلد عربي. وهذا ما لا ينطبق أبداً على اليمن، ولا على الهدف من الإعلان عن القوة المشتركة، ولاسيما حين ارتكبت العاصفة مجزرة مخيّم المرزوق في اليمن وراح ضحيتها عشرات الأبرياء، ومنعت طائرة الصليب الأحمر من الهبوط في اليمن.

فمن الواضح أن لكل قطر من الأقطار التي ستشترك في هذه القوة هدفاً يختلف عن الآخر، لكن ليس من بين الأهداف أبداً المشروع الصهيوني الاستيطاني، ولا المسجد الأقصى، فقائد العاصفة خادم الحرمين الشريفين، لا همّ له في أولى القبلتين وثالث الحرمين، وفي هذا مصادرة وتزييف للتاريخ والواقع.

فأول من حظي بلقب خادم الحرمين الشريفين كان البطل صلاح الدين الأيوبي، الذي أصّل هذا اللقب،  وأعطاه قيمته العربية والإسلامية حين حرر الأقصى، بينما الأمر يختلف اليوم تماماً عند ثالث ملك سعودي يحتل هذا اللقب، إذ كان الملك فهد أول أبناء سعود الذين احتلوه عام 1986، فتغيّر لقبه من صاحب الجلالة إلى خادم الحرمين، لنصل اليوم إلى “الخادم” الثالث الذي يعزز السيطرة الصهيونية على الأقصى وغيره بعاصفته التي تؤسس لانزياح وانحراف في مفهوم تحديات الأمن القومي العربي باستبدال الخطر الصهيوني بخطر مزعوم «إيراني» هو اليوم-غير أيام الشاه- أشدُّ خطراً على الصهيونية وعملائها.

فقد صار واضحاً منعكسات غياب سورية عن الجامعة العربية، ومن أهمها الاستبداد الصهيووهابي العثماني الجديد – أنصار وعد بلفور – بالجامعة، ومثاله الرد السعودي”الشجاع؟!” على رسالة بوتين إلى القمة «العربية» الأخيرة حيث التجاهل الفاضح للمواقف الداعمة تاريخياً للنضال العربي ضد الاستعمار والصهيونية والرجعية والتكفير.

إن عاصفة الحزم اليوم هي خرم حقيقي تستند إلى تاريخ طويل في التنسيق السرّي السعودي الصهيوأمريكي، بدايةً من لقاء الملك عبد العزيز في شباط 1945 الرئيس الأمريكي روزفلت على ظهر الطرّاد الأمريكي كوينسي في منطقة البحيرات المرة شمال السويس. إلى الاتفاق السرّي الذي كشفته دار الوثائق الوطنية في واشنطن بين كيسنجر والملك فيصل بعد شهر من حرب تشرين التحريرية، في 8/11/1973 حين اتفقا على بيع النفط الخليجي بالدولار الأمريكي، مقابل حماية الأمريكيين لآبار نفط الخليج، فصارت الدول الكبرى مجبرة على التعامل بالدولار الذي حقق حضوراً طاغياً من يومها في السياسة النقدية العالمية، كان يمكن أن تحظى به العملات الوطنية الخليجية، فترسخ البعد السياسي لمصطلح «البترودولار». وصولاً إلى ما سينتج عن عاصفة آل سعود والمتسرّعين من الأشقاء في غمارها.

إذن، مخاطر ابن سعود على العروبة والإسلام ليست طارئة، بل هي أساسيّة منذ اتفاقه مع ابن الشيخ عبد الوهاب لتأسيس “الدولة السعودية الأولى” في الدرعيّة عام 1744م حتى اليوم.

ففي مقال نشره قبل أيام جو كلاين في مجلة التايم الأمريكية يذكر أنه سأل في التسعينيّات السيدة بنازير بوتو رئيسة وزراء باكستان عن التغيّرات الخطيرة في بلادها فأجابت: كنت أستطيع أن أمشي في الطريق لابسة بنطال الجينز دون غطاء رأس، أما الآن فلا أستطيع ذلك بسبب السعوديين الذين يموّلون المدارس الدينية التي حلّت محل المدارس العامة، وتعلّم ونشأ فيها شباب «طالبان»…

إنها عاصفة حقاً، وسابقة خطيرة جداً. وعلى أحرار العرب والإسلام وشرفاء العالم أن يقفوا إلى جانب سورية. وهم سيقفون بالمحصّلة وبالمصلحة وبالضرورة. وسننتصر على الإرهاب وأدواته وأهدافه – والوغى كرٌ وفرّ -. فلا أحد يستطيع أن ينكر مايؤكده الواقع من أن «السعودية نظام استبدادي من القرون الوسطى يعيش خارج التاريخ ويستند إلى إيديولوجيا وهابية ظلامية تشترك في خلفيتها مع القاعدة وداعش وجبهة النصرة» وأردوغان وابن ثاني.

الوسوم (Tags)

السعودية   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz