Logo Dampress

آخر تحديث : الثلاثاء 19 آذار 2024   الساعة 16:21:04
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
العالم يعيش نكبة تاريخية .. بقلم: فوزي بن يونس بن حديد

دام برس:

حين صرخ الرئيس بشار الأسد في وجه الغرب وقبلهم العرب وقال : إن الإرهاب سيطال الجميع، لم يصدّقه الجميع بل سخر بعضهم من مقاله، بل سعوا إلى محاربته وإقصائه ظنّا منهم أن الذي يحصل في سوريا ثورة على النظام، وحينما ظهر الإرهاب بلباسه الحقيقي بكى الجميع، ونكّسوا رؤوسهم لما يسمى داعش، هذا الوكر الذي أفزع الجميع، من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، أذكر وأنا في إجازة في تونس حدث انقطاع مفاجئ للكهرباء على كامل تراب الجمهورية ولولا لطف الله لحدثت مجازر، ومن بين المفاجآت الواردة آنذاك أن داعش وصل تونس والكل بدا خائفا ومرتعشا من الذبح بالسكاكين، صورة مفزعة ومخزية كيف يقدم إنسان على ذبح إنسان آخر دون رحمة ولا شفقة باسم الإسلام، الدين الذي يدعو إلى التسامح والصفح والعفو وعدم ابتزاز الآخر بمثل هذا النوع من الإرهاب، هل هؤلاء فعلا إسلاميون أم هم جماعة من المافيا تدعمهم جهات خارجية لها صلة بالاستعمار، كيف لا يحدث هذا في بلاد الاحتلال الصهيوني الذي يقتل المسلمين كل يوم؟ لماذا اختارت داعش أن تنهش جسد الأمة بدل من أن تقضي على فيروس اسمه الصهيونية؟ من أين جاء هذا المعتقد السخيف؟ وعلى أي أساس بنت داعش معتقداتها؟ أسئلة محيّرة تبحث عن إجابة؟؟؟؟

أنا متأكد من أن هؤلاء ليسوا إسلاميين ولم يقرؤوا الإسلام جيدا، هم جماعة من المافيا قد يتسمّوْن بالإسلام ويتخذونه ذريعة لتشويه الإسلام أولا وثانيا لتمزيق ما بقي من وحدة للمسلمين ونهب ثرواتهم وتفكيكها أوتطبيق حرفي للخطة الأمريكية الجوفاء التني أعلنت عنها كونداليزا رايس عندما صرحت أن الشرق الأوسط الراهن ينبغي أن لا يستمر، سيتغير وتتغير ملامحه، كانت تتجول في البلاد العربية وبعد حرب العراق وتعلن أنها تتمنى أن ترى شيئا جديدا في المنطقة، يذهب عنها الرعب ولا يمس حليفتها إسرائيل فاختلقوا طاعونا سموه داعش لينهش ما تبقى من أنظمة لا تسمع أمريكا حين تأمرها، هؤلاء لهم من الكفاءة والشجاعة والقسوة في الوقت نفسه ما يدعو للحيرة والدهشة، ولهم من التنظيم الراقي ما يدعو إلى التفكير جيدا قبل محاربتهم وأن هؤلاء ليسوا عاديين بل هم متمرسون ولديهم الخطط الكافية لمجابهة أي عدو محتمل، ولهم تخطيط غريب يتصف بالدهاء والخبث والمكر والخداع، متى تدرب هؤلاء على هذه الخطط؟ ومن أين يأتيهم الدعم اللوجستي والمادي؟

حيرة ودهشة تنتاب المسلمين في كل مكان، تفجيرات هنا وهناك، انفجارات تهز الأماكن والسيارات والعباد لا تفرق بين إنسان وحيوان ونبات ولا بين محارب مقاتل وأطفال ونساء، الكل صار إرهابيا، يموت في اليوم الواحد المئات أو العشرات في جميع أنحاء الأرض وأغلبها يكون باسم الإسلام، وأصحاب الأقنعة يتلذذون خلف الشاشات بما يحصل للمسلمين في كل مكان، لا يريدون للإسلام أن ينهض وساعدهم في ذلك الملحدون والشيوعيون عندما يحاربون الإسلام بلغة أخرى لا تقل عن لغة داعش الوقحة، إرهاب ليس له حدود، وربما السلفية الجهادية التي تتبنى التكفير وبجواز قتل الآخر إذا كان الآخر لا يدين بدينها، مؤامرات من الداخل والخارج ، اختلط فيها الحابل بالنابل، والأبيض بالأسود، صار لونا من الحروب التي لا نفهمها، أين نحن من هذا العالم، أمهات يصرخن بأعلى أصواتهن نحن نموت من البرد والنار نحن لا نبغي الاندثار نحن في آخر حياتنا " نتبهذل كده" أما الرجل فالدمع ينسكب من عينيه والغمض يعاف جفنيه، والشباب بين تيه وصدمة وأطفال يتجمدون في هذا البرد القارس، أين نحن؟ هل نعيش حربا مع أنفسنا ومع غيرنا هل نحن على الطريق الصحيح؟ أم نسير مع السائرين، هي مؤامرة، لا، هي نتاج للإحباط الكبير الذي يعيشه الشباب لا، هي استبداد الحكام لا، هي نوبة من نوبات العصر لا، هي حرب على الإسلام ربما، هي هتك لأعراض الدول المسلمة هي نهب لثرواتها ربما، هي مجموع ذلك كله، نار اشتعلت في المنطقة، تزداد اشتعالا يوما بعد يوم، يبدو انها لا تنطفئ عاجلا رغم وجود الإسعاف، الحالة تردت إلى الهاوية،  والناس بلغ بهم الأمر إلى حد لا يطيقون فيه أنفسهم سينتحر الشعب يوما، لا شك لأنه لا يجد ما يعيش لأجله، أين العلماء، أين مجمع الفقه الإسلامي؟ أين رابطة العالم الإسلامي؟ كيف تحترق الشعوب ويموتون بدم بارد، أين من كانوا يوما سادة علينا، أين منظمات حقوق الإنسان أم هي نفسها احترقت أو اخترقت، الأمر سيّان، لا صوت يعلو على مكافحة الإرهاب والإرهاب في عقر دارنا ينمو، الصهاينة يرهبوننا بعساكرهم ومرتزقيهم ويبثون سمومهم وهم يكافحون الإرهاب، عن أي إرهاب يتحدث هؤلاء الماكرون؟

لا أستطيع أن أفكر ولا أستطيع أن أتصور أن مسلما يحمل سلاحا في وجه أخيه المسلم ولا أتحمل مشهد مسلم يذبح
إنسانا مثل شاة، لا يمكن أن أتصور، إنه مشهد أقرب إلى الخيال لا يفعل ذلك إلا من قسا قلبه، ولا يقسو قلبه إلا من تمرد على كل القيم والمبادئ، لأن الذي لا يستحي يفعل ما يشاء، من يحاسبه، العالم عاجز، العالم صار في نكسة بل في نكبة، كلنا يعيش هذه النكبة، ظنناها أنها بالقدس فقط فإذا هي اليوم تشملنا، ولأننا لم نستطع أن نحل قضية القدس طالنا الإرهاب وسيبقى معنا إلى أن تفتح القدس من جديد وسيكون ذلك بإذن الله قريب وإن غدا لناظره قريب، استعدوا يا صهاينة للرحيل من بلاد المسلمين وخذوا مرتزقيكم الذين نشرتم بواسطتهم الرعب في الآمنين، اليوم فقط سننتصر لا نستسلم لكم يا مجرمين يا من زرعتم الكره في قلوب المؤمنين حداثيون ، شيوعيون، نازيون، سلفيون، داعشيون اتركوا الناس يعيشون في سلام.

الوسوم (Tags)
اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  2015-02-03 03:33:55   العالم يعيش نكبة تاريخية
يبدو انك وإنكم لم تقروءوا التاريخ ما تراه عزيزي الكاتب حصل في القرن الرابع والخامس بين الشيعة والسنة تماماً كما يحصل الان وقد اعتبر أهل الحديث والجماعة اي الحداثيين الذين يؤمنون ويعتبرون أنفسهم بالفرقة الناجية وكل ما عداهم يجب ان يموت ومكانه في جهنم،ما يحصل هو تكرار واستمرار لما حصل سابقا عودوا للتاريخ بدل العويل طالبوا بإصلاح ديني لان هؤلاء منعوا اعمال العقل وإعادة تأويل النص المقدس بما يتناسب مع العصر ويسمح له بدخول الحداثة للأسف لم يبق حضارة وثقافة في كل الوطن العربي،الاسلام الان هو نفسه اسلام القرن الرابع والخامس فهنيئا لنا سنبقى أغبياء لقرون اخرى
عدي  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz