Logo Dampress

آخر تحديث : الثلاثاء 23 نيسان 2024   الساعة 10:31:39
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
سوريون أصيلون ..صامدون في وجه العواصف من كل نوع .. بقلم : بديع عفيف
دام برس : دام برس | سوريون أصيلون ..صامدون في وجه العواصف من كل نوع .. بقلم : بديع عفيف

دام برس:
تهب علينا العواصف من كل اتجاه ومن كل الأنواع؛ سياسية واقتصادية وعسكرية وثلجية وحرارية وصحراوية... الخ، ونحن "السوريون" نتلقى كل ذلك بمزيد من الصمود والصبر ونتحمّل الأذى من كلّ الأنواع؛ الجسدي والمادي والمعنوي والروحي، فإلى متى يمكن الاستمرار وأمة العربان منقسمة على نفسها حتى الحضيض؟!

في الصيف تأتينا المرتفعات الحرارية من الشرق، وعندما يصل المرتفع الهندي تخرج أرواحنا من الحرّ وتجفّ حلوقنا وينابيعنا قبل أن يخرج الهندي ويغادرنا.. وفي الشتاء تأتينا المنخفضات الباردة من القطب.. محمّلة بالعواصف الثلجية والبرد والهواء السقيم.. ولا تمرّ هذه العواصف حتى تدمّر وتخرّب وتقتل. وبين هذه وتلك تأتي الرياح "الخماسينية" من إفريقيا في بداية الربيع محملة بالرمال والغبار والربو القاتل.. حتى "عاصفة الصحراء" التي هبّت علينا من أرضنا العربية لم تكن عربية؛ كانت أمريكية بامتياز!! تصوروا عاصفة أمريكية في عمقنا العربي، تنطلق من أرضنا المقدسة لتقتل في العراق وسورية واليمن وغيرها؟! ألا تبت يد أبي لهب.

ومع ذلك نحن سوريون أصليون صامدون ثابتون في أرضنا وتاريخنا وحضارتنا ولغتنا ومجدنا، وكل من أتوا غزاة غرباء رحلوا صاغرين خاسرين، وبقينا نحن هنا أمّة التاريخ والعلوم والحياة نَهب من أرضنا العطاء و"نزرع تمّوزنا لينبت في كل ربيع" موسمَ حياة آخر، وفصلاً آخر من فصول التجدد.. نحن "سوريون" كلمةٌ يجهل معناها وعمقها عربان النفط وإفرنجة الغرب؛ سوريون تعني أبجدية أوغاريت؛ وتعني دمشق أقدم عاصمة في العالم ما تزال مأهولة دون انقطاع حتى الآن؛ وسوريون تعني حضارة زنوبيا التي قاومت الاحتلال وبنت حضارة تدمر ورفضت الخنوع والاستسلام؛ سوريون تعني حضارة ماري وعمريت وأفاميا ودورا اوروبوس وحلب؛ سوريون تعني خمس حضارات متعاقبة في هذه البلاد، وتعني أكثر من أربعة مائة موقع أثري وديني من تراث الإنسانية؛ سوريون تعني فلسفة خاصة بنا في الميثولوجيا والدين والعلوم والفلسفة والطب والفهم , تعلّم منها الآخرون واستقوا حضارتهم وارتقوا بعد أن كانوا لا شيء.

نعم كثيرون كانوا لا شيء وسيعودون لاشيء؛ سيعودون إلى العدم لأنهم لم يقدّموا ما يمكن أن يخدم البشرية ويخدم فكرة وهدف الخلق الذي فطر الله الإنسان عليه عاقلاً مفكراً يرتقي عن بقية كائناته ومخلوقاته. كثيرون في إمارات النفط قزّموا الإسلام إلى حورياتٍ وخمر وتجارة وأرباح وأموال.. وحديثاً الدولار؛ كثيرون في السعودية وقطر وغيرهما لخّصوا الإسلام بخمر وحوريات الجنة فهان عليهم القتل والذبح للوصول إلى هذه الغاية السخيفة التي صوّروها لأنفسهم؛ في دمشق السورية الإسلام مساحة للتأمل والفكر والخلق والتمازج والتلاقح المعرفي، وفي جزيرة آل سعود هو حجاب أسود عازل وواقٍ من المعرفة والفهم والمنطق "يئد" الفكر والمنطق والسماحة والجمال والنساء مستمراً في جهله وجاهليته.

هبّي أيتها العواصف وتبدّلي أيتها الطقوس كما تشائين.. فنحن سوريون أصليون نحترف الصمود والمواجهة ونتقن فنّ البقاء؛ علمتنا تجاربنا طول النفس وكثرة الصبر حتى ليملّ الصبر من صبرنا , "نروّض" الصعاب ونتحدّى التحدِّي ونقزّم المستحيل ونصمد حتى يموتَ الموت منّا؛ نصمد لأن قوتنا من ذاتنا أولاً، وكلّ قوة أخرى تأتي مضافة إلى تلك الذات الغنية القوية الجبارة العنيدة؛ نصمد لأن إيماننا بالله اتصال روحي محض يمدّ النفس المطمئنة ويزيدها اطمئناناً، ويقوّي النفس اللوامة ويضعف النفس الأمّارة بالسوء؛ نصمد لأننا نمتلك إرادة الصمود المستمدة من الله، وكفى بالله مدداً!!

 

مصدر الخبر: SNS

الوسوم (Tags)

سورية   ,   الثلج   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz