Logo Dampress

آخر تحديث : السبت 07 كانون أول 2024   الساعة 17:24:23
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
المعارضة السورية والتحميلة الخارجية .. بقلم : بديع عفيف
دام برس : دام برس | المعارضة السورية والتحميلة الخارجية .. بقلم : بديع عفيف

دام برس:
لايمكن الركون إلى ما تقوله المعارضة السورية وما تفعله حالياً دون الرجوع إلى ماضيها وتاريخها "النضالي" على الأقل منذ بداية الأزمة. فالمعارضة السورية كلمة تطلق لتغطية "شرذمة واسعة" من أطياف الشعب السوري، ولا يمكن إطلاق وصف المعارضة الوطنية على هذه الشرذمة؛ البعض منها فقط وهذه نجلّها ونحترمها لأنها الجزء المكمّل للبناء الديمقراطي. أما الذين ما زالوا "يثمّنون" أنفسهم في فنادق الخمس نجوم في الخارج وعلى حساب الشعب السوري، فلا بد من فحص دمهم ووطنيتهم وبالمجهر الدقيق.. والذين ذهبوا للخارج وهللوا للغزو الخارجي لسورية والحرب عليها، على أمل العودة على ظهور الدبابات المعادية، لا بد من التأكد من طينتهم ووطنيتهم...

وعليه فإنه ما إن بدأ الحديث عن الحل السياسي، حتى بدأت بعض أطراف هذه المعارضة المختبئة في جحورها بطرح شروطها ورفع سقوف أحلامها وأمانيها من خلال تقسيم الوطن بما يحقق مصالحها ومموليها، وكأنه كعكة العيد. ولذلك نعتقد أنه لا بد من التركيز على مجموعة من النقاط قبل لقاءات القاهرة وموسكو؛

أولاً، على المعارضة المعنية بهذا الكلام أن تفهم أن الدولة السورية والجيش العربي السوري والقيادة السورية لم يصمدوا ولم يضحوا بأغلى ما يملكون؛ أحبّة شهداء وجرحى وموت ودمار للاقتصاد والبنية التحتية طوال السنوات الأربع الماضية ليأتي هؤلاء ـ وهم الواقفون في صف الأعداء وبحمايتهم ـ ويقطفوا ثمار الصمود السوري. ما لم تعطه سورية لهؤلاء ومَن خلفهم من داعمين إقليميين ودوليين بالدم والحرب لن تعطيه بالمفاوضات والأساليب الحوارية الأخرى. وإذا ما أصرّ هؤلاء على رفع سقوف مطالبهم لتخريب الحوار الوطني وتدمير مؤسسات الدولة والعبث بها، فإن الطرح الصحيح المقابل، هو قيام الحكومة السورية بمحاكمتهم بسبب كل ما اقترفوه بحق الوطن والمواطنين. فمن حقّ أي مواطن شريف أن يسأل عن هوية الكثيرين من هؤلاء وكيفية التعامل معهم إن عادوا إلى أرض الوطن، بل كيفية الوثوق بهم إن تم تعيينهم في أماكن عامة أو وظائف مهمة، وهل سينفّذون سياسة الدولة السورية ويحترمون مصالحها، أم سياسات ومصالح الدول التي تشغّلهم، وهذا ينقلنا للنقطة الثانية!!

ثانياً، إن الحوار الوطني لا يعني عودة هؤلاء ليكونوا عملاء مخربين للخارج ضمن أجهزة الدولة ومؤسساتها. فالمواقف التركية والقطرية والسعودية والغربية واضحة وغاياتها وأهدافها صريحة ومحددة، وهي تخريب سورية وضرب أعمدة ارتكازها وقوتها، وأي تناغم مع هذه الأهداف والطموحات المعادية، يعني أنّ هؤلاء يشكلون خطراً على الدولة السورية. لقد كان الحديث واضحاً منذ البداية عندما انشقّ هؤلاء عن وطنهم وتركوه والتجأوا للخارج بأن ذهابهم أفضل من بقائهم. ولذلك فإن قبول عودتهم الآن ليس لتضحياتهم أو تقديراً لخيانتهم، بل لمنع الأعداء من استغلال أي كان من السوريين والمتاجرة بهم، ولإعطائهم الفرصة ليكونوا أفضل وليتعلموا أن الوطن باق وهو الأغلى والأوفى.

ثالثاً، إن بعض الطروحات التي بدأت تتسرب في الإعـلام عن شروط هذه المعارضة تؤكد حقيقة ما ذكرناه أعلاه والخشية من تكرار سيناريوهات الغباء والأنانية لدى هذه الشخصيات؛ فالدولة السورية لن تُفصَّل على مقاساتهم ولن توزَع حصصاً عليهم، ولن تكون مغنماً لمن باعها وقت حاجتها إليه. فالدستور السوري والقانون السوري والوزارات السورية والقيادة السورية ليست غنائم حرب ليقوم هؤلاء باقتسامها كما يحلمون، أو توزيعها كما يشتهون أو اللعب بها كما يتمنون.. ولهم في جنيف عبرة لمن يعتبر ويعقل ويدرك الأمور!!

سورية وطن كلّ السوريين وصدرها رحب لاستقبالهم، أجل، ولكن على السوريين ـ جميع السوريين ـ  بالمقابل واجب حماية سورية والدفاع عنها ضد كل الأخطار وأنواع العدوان.. ومن يقصّر بحق سورية لا يحق له مطالبتها بأي شيء.. وهؤلاء الذين آذوا سورية وشعبها وكانوا عوناً لأعدائها ضدها وما زالوا، عليهم أن يفكروا ألف مرّة بردة فعل الشعب السوري تجاههم قبل التمادي بأخطائهم وممارساتهم.. حتى لا نقول أكثر!!

مصدر الخبر: SNS

الوسوم (Tags)
اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  2015-01-02 09:53:55   موقفٌ صائب!
أتبنّى الموقف حرفياً و دون زيادةٍ أو نقصان. و شكراً للكاتب بديع عفيف.
السّا موراي الأخير - ســـــــــــــوا  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz