Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 14:36:32
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
لاريجاني في دمشق...زيارة تطفئ نيران الشائعات .. بقلم: الدكتور خيام الزعبي
دام برس : دام برس | لاريجاني في دمشق...زيارة تطفئ نيران الشائعات .. بقلم: الدكتور خيام الزعبي

دام برس:
على أهمية الحراك الإقليمي والدولي الحاصل حول الملف السوري، فهو لا يزال يدور ضمن دائرة الحذر والشكوك حيال مدى نجاحه في إيجاد حل للأزمة السورية من جهة، وتفعيل الحوار الداخلي والإقليمي الرامي إلى حماية الإستقرار وإبعاد كأس الإنفجار الطائفي من جهة أخرى، فسورية خط أحمر كلمات لا يعرف معناها إلا من سمع نبرة رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني العالية أثناء إستقباله في دمشق، كما أن سورية خط أحمر لا يعرف معناها إلا من عرف حرص طهران على عمق العلاقة التاريخية مع دمشق وتمتين كل مقومات الإستمرار والصمود في وجه المؤامرة، خاصة بعد تمدد تنظيم داعش وجر المنطقة الى الفوضى بأشكالها المختلفة، عندئذ ندرك ونعي أهمية  دور سورية في أن تبقى صامدة لمواجهة ذاك التمدد والتصدي لكل هذه الأخطار.
اليوم أعطى التحالف السوري الإيراني السوريين قوة إقليمية, إذ ان الغرب وحلفاؤه بات يتحدث علناً على إنه يريد فك التحالف السوري الإيراني، من خلال سيناريوهات التآمر التي استحدثت على عجل من مختلف أنحاء العالم في محاولات لتمزيق وحدة سورية ووجودها المحوري الكبير والإستراتيجي في المنطقة، إن هذا الإستهداف المنظم أصبح واضح في محاولات يائسة لإعادة جر سورية الى الفوضى والخراب, وتحويلها الى  دويلات وسلطنات من أجل إضعافها، مرتكزة على أدوات وقوى غربية ووجوه كانت بالأمس ممن يلبسون قميص الوطنية والقومية والتحررية، لذلك كانت الأزمة السورية في شق كبير منها، تجسيداً لمساعي خصوم دمشق لإضعافها وتحجيم دورها الإقليمي، أكثر من مسعاهم لإسقاط النظام السوري بحد ذاته، فالمطلوب كان إما نظاماً بديلاً منقاداً أو تحجيم النظام الحالي وإلزامه حدود بلده،  الحكم على نجاح هذه المساعي يعتمد، بشكل كبير على معرفة موقع سورية بين حلفائها، فاستمرارها بالاحتفاظ بنفس الموقع القوي بين الحلفاء يعني إستمرار ممارستها دورها الإقليمي بمعنى أن المسعى المعادي لدمشق قد فشل وسقط.
ووسط التخبط الغربي وحلفاؤه  تحاول إيران وروسيا  اللعب بورقة الحل السياسي، من هنا يمكن ترجمة الحراك الروسي - الإيراني وخصوصاً تجاه المعارضة السورية السلمية لعل روسيا وإيران حليفتا نظام الأسد قادرتان على تحقيق ما عجز عنه الغرب الذي باتت الأزمة السورية وخصوصا بشقها الإنساني تشكل عبئاً قوياً عليه سواء من باب دفع المال أو من باب خطر إنزلاق دول الجوار الى الفوضى ، ومن جهة ثانية فإن إيران وروسيا تحاول اليوم التحضير لحل سياسي للأزمة السورية وإشراك جميع الأطراف المعنية ولا سيما دول الجوار، وخاصة لبنان الذي يعد  جزء أساسي من الحل والدليل الزيارة الحالية للسيد علي لاريجاني التي تندرج في إطار وضع خريطة طريق مع جميع الأطراف وخصوصاً مع حلفاء سورية في الداخل اللبناني، في إطار مساع حثيثة تقودها طهران وموسكو لوضع أسس حوار سوري- سوري يخرج البلاد من عنق الزجاجة إلى إستقرار طال إنتظاره.

في سياق متصل تأتي زيارة لاريجاني الى دمشق اليوم لتكون منعطفا واضحاً وشفافاً وكبيراً لتطوير العلاقات السورية الإيرانية في المستقبل، وترجمة للحراك الإيراني وسعيه في إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، خاصة بعد أن نقلت وسائل إعلام فرنسية بأن إيران مستعدة لمناقشة مسألة بقاء الرئيس الأسد في السلطة أو رحيله عنها  مقابل الحفاظ على بعض المصالح الإستراتيجية في المنطقة، ويبدو واضحاً إن موقف طهران منذ بداية الأزمة  السورية ثابتة وغير قابلة للمساومة على مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد، ويأتي أيضاً التحرك الإيراني الذي بدأ يرسم ملامح مبادرته، وهدفها المساهمة في إيجاد الحلول المناسبة، ودور طهران وموقفها يأتي من باب حرصها على تحالفاتها وتحقيق الإستقرار العالمي وهي تعرف كل الصعوبات الماثلة وما يدبّره الآخرون للمنطقة، والحل الناجح هو الذي يحقق مصالح الشعب السوري ويضع حداً لكل ألاعيب المتربصين بسورية ومكانتها في وجدان كل مواطن عربي غيور على أمته، وقد نقلت بعض المواقع الإيرانية التابعة لرئيس مجلس الشورى الإسلامي علي لاريجاني قوله: "إن بقاء الأسد أو رحيله مسألة تخص الشعب السوري"، مؤكداً أن طهران لو أرادت التخلي عن الأسد لما وقفت معه كل هذه السنين، فضلاً عن أنها أنذرت الغرب وحلفاؤه في المنطقة بأن الرئيس الاسد خط أحمر، لذلك أرى أن إيران ستستمر بتقديم الدعم للنظام السوري من أجل الحفاظ على مكاسبها الإقليمية خاصة مع بدء الجولة الجديدة من المفاوضات مع الغرب، ولعل تصريحات رئيس مكتب المرشد الأعلى تبين بوضوح أن الإستراتيجية الإيرانية بدعم النظام السوري وربطها بأحداث العراق والمنطقة تأتي بهدف الإحتفاظ بأوارق التفاوض مع الغرب خلال جولة المفاوضات المقبلة،.
في إطار ذلك لا يمكن حل الأزمة السورية بدون إيران بسبب علاقاتها المميزة مع دمشق وما تمتلك من نفوذ تاريخي وطبيعي وإجتماعي في المنطقة، ولديها ما يمكنها من أن تلعب دوراً مهماً  في ترطيب الأجواء ، ومن هذا المنطلق، أعتقد بأن مختلف الملفات الإقليمية في المنطقة لا يمكن حلها من دون إيران والتجربة أثبتت ذلك وخاصة فيما يتعلق بالملف العراقي لولا طهران لما إستطاع الجيش الأمريكي أن ينسحب من العراق بسهولة، وإنطلاقاً من ذلك  حاولت أمريكا عزل إيران عن بعض القضايا والملفات ولكنها رجعت عن هذا القرار وحاولت التقرب منها كونها تملك مفاتيح  الحل في المنطقة، بمعنى إن إيران متمسكةً بالأسد تمسكاً ثابتاً، وعلى الجانب الآخر فإنّ روسيا تدعم الأسد بقوة،  كما أن الصين تضع ثقلها معه في مواجهة أية ضربة عسكرية، وأن المعركة البائسة لإسقاط الدولة السورية لن يكتب لها النجاح ، ولم يعد وارداً لدى دول العالم غض أهمية دور الجيش العربي السوري بالتصدي لظاهرة الإرهاب.

وأخيراً يمكنني القول إن الرهان على الشعب السوري ووعيه للمخاطر وعلى بسالته ومقاومته للتنظيمات المسلحة يكسب عدة جولات حاسمة حتى الآن في صراع الرهانات الخاسرة في سورية ويبدو جلياً أن الدولة ممثلة في الجيش والشرطة قد عقدوا العزم على تأكيد سطوة الدولة وقدرتها على فرض الأمن وحصار الجماعات الإرهابية، لذلك  ثمة حاجة إلى بقاء سورية موضع إحتضان عربي، من دون سورية يبدو التوازن الإقليمي مهدداً  أكثر من أي وقت، لذلك يجب عليهم أن يراهنوا على إستمرار حضورها الداعم للأمن والإستقرار الإقليمي في ظل الأوضاع الدولية المعقدة في هذه المنطقة، بإختصار شديد لقد أثبتت الأحداث صوابية الرؤية السورية في التوصيف والحل، وهي تعرف أسباب الأزمة وطرق معالجتها، وهي تضع مسار الحل من خلال مقومات ناجزة وتحالفات راسخة، وهي تعرف بأن الإرهاب يهدد الجميع.
Khaym1979@yahoo.com
 

الوسوم (Tags)

سورية   ,   دمشق   ,   إيران   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz