دام برس:
يجتمعان دون أن يلتقيا .. بل هي أوراق الضغط تلتقي على طاولة الاجتماع لترسم حدود المصالح لكل منهما وتحدد هامش الحركة والمناورة .. فالصراع لا يزال مستمراً ورقعة العالم ساحة لهذا الصراع وسورية قلبه ومحوره ..
يجتمع لافروف وكيري في روما وتجتمع على الطاولة كل أدوات الصراع ومناطق النفوذ بين القطبين العالميين .. ويستمر الدور الروسي في رسم ملامح المرحلة القادمة وإعادة ترتيب أوراق المنطقة بكاملها .. فالروسي على ما يبدو منوط به احتواء حتى حلفاء الولايات المتحدة الخارجين عن سكة رؤيتها الإستراتيجية كتركيا .. وفق شروط ومعايير ربما تك الاتفاق عليها بين القطبين العالميين ..
لكن السكة الأمريكية لم يكن لها أن تكون السكة الوحيدة لهذا الصراع بل هناك أخرى تمتد من جوبر إلى روما ومن حلب إلى حيث يلتفت كيري .. فالجيش العربي السوري هو من يرسم سكة الصراع الحقيقية اليوم ، وإنجازاته هي التي تقوض أحلام العدو العثماني الجديد وأحقاد الوهابي السعودي الدنيء .. إنها بندقية الجندي العربي السوري وخطوته الواثقة .. التي في كل شبر تطأ به ترسم خارطة عالمية جديدة وتحدد ميزان القوى على مستوى المنطقة والعالم ..
سورية دولة عظمى .. نعم .. ففي الصراعات الكبرى الدول الصغيرة تسحق تحت أقدام المتصارعين .. والدول القوية تشترك في الصراع .. أما الدول العظمى فتتحكم في الصراع وترسم آفاقه وملامحه .. وهكذا هي سورية اليوم ففي مرحلة سابقة كانت بعض القوى تمسك بحلبة الصراع لكن حنكة القيادة السورية جعلت هذه القوى تقع في شراك توقعاتها لقدرات سورية على خوض غمار هذا الصراع على المدى الطويل مما جعلها اليوم تخضع لشروط من يدير الصراع على ساحته ومن خلالها الساحة الإقليمية بكاملها ..
هو إيمان المواطن السوري أولاً بحقه في الدفاع عن وطنه وبسالة الجيش العربي السوري وتخطيطه العسكري المحكم الذي جعل من أرض سورية مقبرة للإرهاب وأحلام مشغليه .. ويبقى القادم من الأيام هو من سيحدد طبيعة المرحلة المقبلة في ضوء تقاسم الأدوار بين القوى الدولية وصولاً إلى تفاهم كبير يفرز منظومة إقليمية ودولية جديدة ترسم ملامح النظام العالمي الجديد .