Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 19 نيسان 2024   الساعة 22:16:33
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
لماذا تكرر إسرائيل اعتداءاتها على سورية.. وماذا عن ردّ محتمل ..بقلم: بديع عفيف

دام برس:
ليست المرّة الأولى التي تعتدي فيها إسرائيل على أراضي الجمهورية العربية السورية المستقلة وذات السيادة والعضو في الأمم المتحدة. وإسرائيل إذ تكرر عدوانها فذلك ليس بغريب عليها، فهذا نهجها وسلوكها واستراتيجيتها. ولكنّ السؤال لماذا سورية، ولماذا الآن وإلى أين من هنا؟! يمكن ملاحظة عدة أمور وقراءتها بهدوء قد تضيء على الدوافع والغايات الإسرائيلية العدوانية؛

أولاً الوضع السوري الداخلي؛ وهنا يمكن التركيز على بُعدين يبدوان متضادين ولكنهما ليسا كذلك؛ الأول، أن الأزمة المستمرة منذ أربع سنوات، أشعرت الكيان الإسرائيلي المعادي أن سورية في موقف دفاعي ومنشغلة بمشاكلها الداخلية، فكررت ضرباتها في محاولة لتأكيد تفوقها؛ لدعم المسلحين والإرهابيين في كلّ مرّة كانوا فيها محشورين ومنهكين لرفع معنوياتهم؛ والثاني، تقدّم الجيش العربي السوري على محاور القتال ضد الإرهابيين وعملاء إسرائيل؛ في حلب قرب اكتمال الطوق حولها، في القنيطرة حيث أوقف تحركهم، في درعا حيث أفشل خططهم، وفي دير الزور حيث أحبط الهجوم الداعشي الإرهابي وحوله إلى فشلٍ مريرٍ. وبالطبع لن تكون إسرائيل سعيدة بتقدم الجيش العربي السوري الذي كانت وما تزال تخشاه وتخشى عقيدته ومواقفه ودعمه للمقاومة.

ثانياً وضع سورية في محور المقاومة؛ وهنا يمكن اعتبار العدوان الإسرائيلي المتكرر محاولة لكسر وسط المقاومة وعمودها الفقري. ولم يعد سراً الدور الذي كانت وما تزال تلعبه سورية في دعم المقاومة وتزخيمها. وفي هذا يصحّ الرأي القائل بأن الاعتداء كان على سورية والرسالة إلى حزب الله وإيران وروسيا.

إسرائيل، وبالطبع الولايات المتحدة من خلفها، أرادتا توجيه رسالة قوية لمحور المقاومة وداعميه بأنهما موجودتان ويمكن أن تؤثرا سلباً في الأوضاع المستجدة في المنطقة لصالح سورية وحلفائها. فليس ممكن التصديق بأن إسرائيل قامت بعدوانها الهمجي دون حساب عواقبه أو دون تنسيق وموافقة أمريكية عليه. أما الحديث عن اختلاف أمريكي ـ إسرائيلي فهو موجّه للأغبياء لذر الرماد في عيونهم ليس أكثر؛ فقد أعلن في الأخبار قبل عدة أشهر أنّ هذا الخلاف متفق على تظهيره بعد الفشل في عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. إذن الرسالة إقليمية ودولية بوضوح.

ثالثاً الوضع الداخلي الإسرائيلي؛ فقد بات من الواضح بعد المأزق الحكومي والداخلي الذي يمرّ به رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، والأوضاع الاقتصادية السيئة وتراجع النمو، وكثرة الانتقادات لحكومته وتشظي هذه الحكومة نفسها، أنه بحاجة لعملية ما لتشتيت الرأي العام عن هذا الوضع الخانق. ووَجد في الساحة السورية المشتعلة مكاناً للقيام بعمل محدود يساعد في التخفيف من الاحتقان، ولا يشعل حرباً أو يستوجب رداً قاسياً.. فهل نال ما أراد؟!

لم يشر بيان القيادة العسكرية السورية إلى ردّ محتمل، فيما وجّهت وزارة الخارجية رسالتين للأمم المتحدة، وهذا يعني الكثير؛ أن القيادة السورية سلكت الطرق القانونية وطريق الأمم المتحدة بالذات، لدفع العدوان عن أراضيها كدولة مستقلة وذات سيادة كاملة العضوية في هذه المنظمة، فإن لم تقم الأمم المتحدة بواجبها ودورها يصبح من حقّ الدولة السورية ومن واجبها الدفاع عن أراضيها وسيادتها بالطرق التي تراها مناسبة، وهي بالتالي تحدد طبيعة الرد ومكانه وتوقيته، وليست مضطرة للعمل وفق الطريقة الغرائزية غير المدروسة أو وفق توقيت وحسابات العدو؛ هل الرّد قادم؟! إن لم يكن الخوف والقلق الإسرائيلي قائم ومرتفع وكبير من سورية ومن شعبها وجيشها وقيادتها، فلماذا الهجوم عليها؟! نجاح استراتيجيات الدول لا يقاس بمرور الأشهر.. بل بالسنوات.

الكاتب: بديع عفيف

مصدر الخبر: SNS
 

الوسوم (Tags)

سورية   ,   روسيا   ,   إيران   ,   إسرائيل   ,   الأمم المتحدة   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz