Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 25 نيسان 2024   الساعة 19:24:55
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
هل تكفّ السعودية عن تدخلها في سورية ؟ .. بقلم: بديع عفيف
دام برس : دام برس | هل تكفّ السعودية عن تدخلها في سورية ؟ .. بقلم: بديع عفيف

دام برس:
منذ سنوات والمملكة السعودية أو ـ النظام السعودي ـ يناصب سورية العداء قولاً وممارسة. ومنذ بدء الأزمة السورية اتخذ العداء السعودي شكل التدخل المباشر تحت غطاء مخادع كما كل التدخلات الغربية أو الاستعمارية. الغطاء كان مساعدة الشعب السوري، والتدخل كان تمويل وتسليح الإرهابيين وإرسالهم إلى سورية. وبعد قرابة أربع سنوات من عمر الأزمة، اكتشف النظام السعودي عقم سياساته تجاه سورية، بل وفشلها. فهل يمكن أن يتوقع المرء مراجعة ذاتية من النظام السعودي لسياساته الخرقاء العمياء في المنطقة بشكل عام، وتجاه سورية بشكل خاص؟!

يمكن توقع ذلك إذا كانت ممارسة السياسة في السعودية تخضع للمنطق وليس للعصبيات. وفي هذا السياق، لا بد وأن هناك في السعودية من يقرأ الواقع ويحلل ويبحث عن مصالح المملكة وأين هي والمخاطر عليها؛ ويمكن توقع مراجعة سعودية بعدما أدرك النظام السعودي أن إسقاط الدولة السورية أضغاث أحلام وليس نزهة يقوم بها، والتجربة الطويلة والصمود السوري يؤكدان ذلك؛ باختصار فشلت أو سقطت كل الرهانات السعودية سواء في العمل على تفكيك الجيش السوري أو على تداعي الاقتصاد أو استسلام القيادة السورية. 

والمراجعة السعودية ممكنة وواجبة عندما يصطدم النظام السعودي بحقيقة أن أصدقاء سورية وقفوا إلى جانبها وساندوها أكثر مما توقع الكثيرون وأبعد مما تريد سورية نفسها. والسبب أن المصلحة في صمود سورية ليست سورية فحسب، بل روسية وإيرانية وصينية... الخ. والمراجعة السعودية ضرورية لأن الشرّ المستطير وصل أطراف العباءة السعودية وأكثر. والإرهاب الذي ربّته ورعته ومولته السعودية وبقية محميات الخليج بدأ يرتد عليهنّ، وهنّ أضعف بكثير من مواجهته. وإذا فكّر الخليجيون ولو للحظة وتأملوا حقيقة الموقف السوري، فإنهم سيدركون أنّ ثبات سورية وصمودها في وجه الإرهاب يشكل حائط دفاع قوي عنهم ويؤخر وصول الفوضى وانتشار القتل في بلدانهم.

والمراجعة السعودية حتمية عندما ينظر السعوديون حولهم فيرون تغيّر الأوضاع وانقلابها وأنه لم يبق لهم من صديق قوي يمكن الاعتماد عليه فعلياً، فيما إيران تفرش سجادتها للقاء مع الغرب والشرق وتضع يدها بيد حليف السعودية الأول أي الولايات المتحدة.. وما زيارات  مسؤولي النظام السعودي إلى روسيا إلا لتأمين بعض التوازن في العلاقات السعودية الخارجية المعتلة، ولتخفيف الخسائر المتوقعة لفشل السياسات السعودية المتعاقبة. والمراجعة السعودية حتمية عندما يدرك السعوديون أن الجميع يخسرون في الحرب، سواء أكانت حرباً عسكرية أم اقتصادية أو أي نوع آخر من أنواع الحروب، ولاسيما حروب العقول المتأخرين في التحضير لمواجهتها عشرات العقود.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو، هل تأخرت السعودية في القيام بالمراجعات المطلوبة سواء على صعيد الداخل السعودي أو على الصعيد العربي والإقليمي والدولي؟ الإصلاح مهما تأخر أفضل من الاستمرار والإمعان بالتعنت والتخريب والقتل والإجرام.. وإعادة التفكير وقراءة المواقف وتصويب السياسات أفيد من الغطرسة والتحجر والعنجهية الغبية.. إن لم يكن النظام السعودي قد بدأ تغيير اتجاه الدفّة أو أدار عجلة الإصلاح وتصويب المسار بعد ، فيمكن أن يكون ذلك خطير جداً عليه، ويكون قد بدأ مرحلة التدمير الذاتي.. الرصيد السعودي يستنزف مادياً ومعنوياً وشراء ورقة التوت المصرية لا يستر العورة السعودية والخليجية.

الكاتب: بديع عفيف

مصدر الخبر: SNS

الوسوم (Tags)

سورية   ,   السعودية   ,   روسيا   ,   النظام   ,   الأزمة   ,   الدول الغربية   ,  

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  2014-12-01 09:25:48   أهداف السياسة
لا بد من السؤال : ما هي أهداف السياسات السعودية خلال الخمسين سنة الماضية . ما هي مبادئ السياسة السعودية بالمقارنة مع سياسات الدول الأخرى . وما هي القضايا السعودية في المحيط الجغرافي . وهل هناك قضية معينة استرعت الإنتباه تبنتها السعودية . الواضح أنها سياسة عبثية قبلية متخلفة وعدائية تجاه جميع دول الجوار . ولكن هل يمكن المراهنة على عودة العقل في حال وجوده سابقا ؟ الواقع والتاريخ أنها كيان تحكمه الرعونة والشيطنة ولا يمكن المراهنة عليهم لشهر فقط . الحلول الممكنة هي الحلول المستحيلة في نفس الوقت طالما المال موجود لدى هؤلاء المخلوقات . وطالما إسرائيل تدعمهم والولايات المتحدة وبريطانيا . إنها قضية بتعقيدات القضية الفلسطينية . وعلى الرغم من مهادنة سورية لهم وكذلك ايران وجميع دول الجوار ظل الشر عنوان هذا الكيان كداعميه تماما . لذلك الموضوع مستحيل الحل في العشر سنوات القادمة وربما العشرين القادمة . إنها كارثة متنقلة
جمال  
  2014-12-01 03:22:32   النظام السعودي
النظام السعودي لن يتراجع عن أجر امه في التخريب والقتل والإجرام إلا إذ ا لاحقناهم في عقري أوكارهم و القضاء علىيهم.
أجرام الوهابية السعودية الصهيونية  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz