Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 19 نيسان 2024   الساعة 22:16:33
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
أكراد سورية سوريون .. بقلم: محمود كامل الفقيه
دام برس : دام برس | أكراد سورية سوريون .. بقلم: محمود كامل الفقيه

دام برس:

حين نتكلم عن سورية الاكراد في سورية لا نقصد مطلقًا انتماءهم للفكر القومي العربي او لحزب البعث العربي الاشتراكي، بل نقصد بذلك الهوى السوري المتجذر في نفوس الكرد المتواجدين في شمال سورية.
منذ بداية الازمة السورية تحاول أطراف إقليمية وغربية اللعب بالورقة الكردية وبقية الأقليات الموجودة على امتداد الدولة. كما تحاول وسائل الاعلام سلخ الكرد عن نسيجهم الاجتماعي، فيما شخصت الأبصار المعارضة والموالية منذ بداية الاحداث نحو الشمال في ريبة معتمدين على الاحكام المسبقة التي بنوها تجاه الكرد في المنطقة.

في إطلالة على التاريخ نلاحظ انه لم يكن للكرد في سوريا أي نزعة انفصالية. فكثير من الكرد اتجهوا نحو دمشق في ظل الحكم العثماني هرباً من الاضطهاد وبسبب تمتع دمشق ببعض من الحرية والديمقراطية آنذاك.
استقرّ الكرد بشكلٍ دائم في سوريا بعد سقوط الدولة العثمانية وتقاسموا المنطقة مع العرب الشمر. غير أنّ القسم الاكبر منهم كانوا ممن هربوا من تركيا بعد عام ١٩٢٠ وخاصة بعد فشل ثورة سعيد بيران والثورات الكردية الاخرى حسبما يروي الكاتب الاميركي دايفيد ماكدووال في كتابه "الكرد شعب انكر عليه الوجود".

في ظل الاحتلال الفرنسي حاولت السلطات اللعب بالورقة الكردية من خلال الحزب القومي الكردي "خويبون"، محاولات باءت بالفشل كما ساهموا  في المقاومة ضد الاحتلال حينها.
بعد جلاء الفرنسيين عن سوريا عام ١٩٤٦ ساهم الكرد في بناء الدولة السورية والانقلابات العسكرية الثلاثة في سوريا قام بها ضباط من اصول كردية. ومع سطوع الفكر القومي الناصري وقيام الجمهورية العربية المتحدة قام مثقفون كرد بتشكيل الحزب الديمقراطي الكردي. وكانت أبرز مطالب الحزب فتح كليات الشرطة والجيش امام الطلبة الكرد ويعني ذلك انخراطًا في مفهوم الدولة المواطنة. ولم تقتصر المساهمة الكردية السياسية من منابر الاحزاب الكردية فكان للكرد دور بارز في قيام الحزب الشيوعي السوري وفي فشله.

لم يترك الكرد السوريون مجالًا الا وبرزوا فيه لكنهم لم يرفعوا سوى الانتماء الى سورية دون سواها، ومع بداية الازمة السورية تعرّف العامة السوريون والعرب الى رجال سياسة وأمن ودين وفن من اصول كردية منهم لم تشهر كرديتهم الا عند وفاتهم كالعلامة البوطي والفنان خالد تاجا والفنان طلحت حمدي.

على مدى عقود من الزمن اندمج الكرد في المجتمع السوري من جزيرة دجلة والفرات الى حلب وجبل الكرد وصولاً الى دمشق ومنها الى بيروت.
تطبّع الكرد في سورية بالطابع الشامي بثقافتهم وعادتهم وإن كرّدوا جزءًا منها. ويقول الكاتب الفرنسي كريس كوتشيرا في كتابه "مسيرة الكرد الطويلة" إنّ لكرد سوريا ثقافة عربية: فكل الكتب التي يقرأونها من قصص وكتب سياسية هي باللغة العربية. ويشير الى أنّ الاحزاب السياسية الكردية تقوم بتوزيع البيانات والمنشورات باللغة الكردية كوسيلة للترويج السياسي وليس وسيلة لنشر الثقافة حسب كوتشيرا.

ورغم كل ما يشاع حول حرمان الكرد في سورية من حقوقهم إلّا أنّ السرد التاريخي يبين أنّ ما ناله الكرد في سوريا سبقوا به اخوانهم في دول الانتشار وهو ما يدحض كل كلام عن اجحاف وتهميش. وبالتالي يتبين أنّ الكرد في سوريا عاشوا سوريين وكل ما قيل او سيقال عكس ذلك هو تزوير للتاريخ.


باحث لبناني في الشؤون الكردية

الوسوم (Tags)

سورية   ,   حلب   ,   لبنان   ,   الأكراد   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz