دام برس:
تتسارع ألاحداث الخاصة بألازمة السورية ,لقاءات ومؤتمرات ورسائل سرية وعلنية وأشاعات كثر وتفاؤل غامض ,,بخصوص ألوصول الى حل سريع للأزمة السورية ,,وأخر هذه التحركات والمبادرات جاءت من العاصمة الروسية موسكو ,,والكل مشغول ألان بتفسير وتحليل مسار الحلول الغامض للأن بخصوص المبادرة الروسية ,,واليوم نسمع من جميع ألاطراف الدولية المنخرطة بهذه الازمة التي أفتعلتها هذه الاطراف بسورية ,أنها تدعم هذه المبادرة , ومع أن هذه الاطراف تدرك ان أي تسوية فعلية للازمة بسورية يجب أن تعكس أولآ تفاهماتهم هم على مجموعة من الملفات من كيفية توزيع مواقع الثروة والنفوذ الى مواضع القوة ومساحات النفوذ وغيرها الكثير من الملفات بالمنطقة التي مازالت بحاجة الى وقت اطول للوصول الى تفاهمات حولها من كل الاطراف، وبعد وصول هذه القوى الى تفاهمات وتسويات حقيقيه يتم الحديث عندها عن امكانية الوصول الى حلول من قبل الأطراف المحلية الخاصة بالازمة السورية ,وهذا ما لاتظهر أي مؤشرات حوله للآن ,
وعلى صلة بكل ذلك نرى بوضوح مسار تحركات ومبادرات ستيفان دي ميستورا المبعوث الدولي الى سورية ,,وهذه التحركات والمبادرات التي يحملها ميستورا من الغرب ,ويتوجه بها الى دمشق ,,تعطي مؤشرات واضحة أن هناك مخطط ما يجري الاعداد له بمطابخ صنع القرار الغربي وخصوصآ بدوائر صنع القرار ألامريكي –الفرنسي ,,فإيقاف القتال بحلب وتجميده ,,بين المتقاتلين هناك ,,بحجة التفرغ لقتال داعش ,,والقدرة على تأمين وصول المساعدات الغذائية والطبية للمدنيين المتضررين من هذا القتال بالمدينة ,,هي حجج واهية جدآ ,,
وعلى الأغلب أن الهدف "الخفي "من وراء هذه المبادرة التي يحملها ميستورا ,,هي أتاحة الفرصة أمام اجهزة الاستخبارات الامريكية والفرنسية والبريطانية والسعودية والقطرية والتركية لاعادة تسليح و ترتيب وتجميع صفوف المجموعات المسلحة بالشمال السوري ,بعد الخسائر التي تلقتها مؤخرآ تحت ضربات الجيش العربي السوري ,أستعدادآ لمعارك كبرى ستنطلق بالشمال السوري وستمتد على ألاغلب الى عمق الساحل السوري ,,كما تشير معظم التقارير السرية المسربة التي تتبادلها اجهزة الاستخبارات المعنية وتسربها وسائل الاعلام الغربية ,,وستكون هذه المعارك الكبرى بالشمال السوري والتي متوقع ان تشمل الساحل السوري هذه المره وبقوة وزخم أكبر وستمتد الى الشمال الغربي الى أدلب المد ينة ومحاولة العودة وبقوة الى الوسط السوري الى ريفي حماة الشمالي والغربي وذلك من خلال دعم جبهة النصرة كبرى المجموعات المسلحة بهذه المناطق,والزج ببضع ألاف من المقاتلين الشيشان والافغان و السوريين وغيرهم و التي انتهت هذه الاجهزة ألاستخباراتية من مراحل تدريبهم وتجهيز تسليحهم بمعسكرات التدريب التركية ,,
الجنوب السوري هو الاخر يشهد الآن معارك كبرى وخصوصآ بمدن تتصل مع العاصمة دمشق وريفها ,فهناك بمدن درعا والقنيطرة وريفهما تدور معارك كبرى ,,والهدف هو الوصول الى العاصمة دمشق ,,ويبدو واضحآ بهذه المرحلة قوة التحالف بين جبهة النصرة كبرى الفصائل المسلحة بالجنوب السوري وبين الاسرائيليين ,,الذين يديرون ويتحكمون ويدعمون ويمولون ويسلحون معارك بعض المجموعات المسلحة ومن ضمنها جبهة النصرة بالجنوب السوري وخصوصآ بمدينة القنيطرة وريفها وذلك بدأ واضحآ من خلال معارك جبل الشيخ ألاخيرة ,,بالإضافة الى الدعم السعودي الى بعض فصائل مسلحة بمدينة درعا وريفها ,وكل ذلك يتم بمرجعية امريكية ,وهذا ما ادئ الى أقتراب المسلحين ومن يدعمهم من الوصول ألى هدفهم ألاستراتيجي بالوصول الى ربط أرياف درعا مع أرياف القنيطرة والتوسع بأتجاه أسقاط ماتبقى من مدينتي القنيطرة ودرعا ,والهدف هو الوصول ألى ربط العمق ألاستراتيجي للعاصمة دمشق مع مجموع المناطق التي تقع تحت سيطرتهم بمدن الجنوب,,
فبعد عمليات سريعة وخاطفة قامت بها مجموعات مسلحة "جبهة النصرة ,الجبهة الاسلامية ,لواء بني أمية ,وبعض الفصائل الاخرى" وبعدد مقاتلين يتجاوز 800 مقاتل نجحت هذه المجموعات المسلحة بأسقاط قرى وبلدات بريف درعا الغربي ومحيطها "نوى –الشيخ مسكين –الشيخ سعيد –مقر اللواء 112-مجموعة تلال أستراتيجية تحيط بهذه المواقع " وسط تراجع ملحوظ لعناصر الجيش السوري المتواجدين بهذه المواقع والبلدات "ألاستراتيجية ",والتي تعتتبر من طرق ألامداد الرئيسية للجيش العربي السوري بأتجاه مدن الجنوب السوري, من خلال طريق دمشق –درعا ,وهو مايفتح الباب أمام هذه المجاميع المسلحة للسيطرة على طرق وخطوط أمداد الجيش العربي السوري المتجهة الى الجنوب السوري ,,
فبعد معارك أرياف القنيطره الاخيرة والتي انطلقت بشهر أب الماضي ,ومعارك أرياف درعا ,انطلاقآ الى معارك تلال المال و الحارة الاستراتيجيان وصولآ الى المعارك التي تدور حول معبر نصيب الحدودي مع الاردن,الى معارك جبل الشيخ ,ووصولآ الى معارك ريف درعا الغربي، فهذه المعارك بمجموعها توضح أن هذه المعارك تدار برؤية أستراتيجية من قبل من يدير هذه المجاميع المسلحة المعارضة للنظام السوري,,والهدف هو الوصول الى العمق الاستراتيجي للعاصمة دمشق ,وفق رؤية القائمين على هذا المخطط ,,
فبعد سلسلة الانتكاسات التي تعرض لها الجيش العربي السوري بمدن وارياف درعا والقنيطرة بالفترة الأخيرة ,,بدأت القيادة العسكرية السورية تشعر بخطورة ما هو قادم من الجبهة الجنوبية التي تعول عليها واشنطن وحلفاؤها هي وجبهة الشمال و الساحل السوري التي من المتوقع ان تفتح قريبآ لتعديل مسار التوازنات العسكرية على الأرض السورية ,,ولذلك بدأت القيادة العسكرية السورية بوضع خطط الردع للمحافظة على الاقل على بعض ما تبقى لها من مواقع عسكرية بمدن الجنوب السوري ,والقيام بعمليات عسكرية بعمق الغوطة الشرقية لريف دمشق ,للقضاء على أي أختراق قد يتيح لهذه المجاميع المسلحة وصل ريف دمشق الغربي والشرقي ببعض المناطق التي يتمركز بها المسلحين بارياف درعا والقنيطرة ,,
ففي العاصمة دمشق وريفها ظهر واضحآ أن هناك مؤشرات كبرى توحي باقتراب معركة دمشق الكبرى ,وهنا يظهر واضحآ أستشعار القيادة العسكرية السورية بخطورة الوضع بالجنوب السوري وأثره المستقبلي على العاصمة دمشق وريفها , ولهذا شاهدنا بالفترة الاخيرة تحركات واضحة للجيش العربي السوري بعموم مناطق دمشق وريفها ,واسفرت عن حسم جملة أهداف تمثلت بالمليحه، حتيتة الجرش، وادي عين ترما، عدرا البلد - العمالية، الدخانية، وبعض القرى والبلدات الصغيرة خصوصا بريف دمشق الشرقي،وما زالت العمليات مستمرة بعموم مناطق العمق الأستراتيجي للغوطة الشرقية بريف دمشق ,,
ومن هنا يبدو واضحآ أن مجريات الميدان السوري ومسار المعارك على الأرض لايوحي أبداً بإمكانية الوصول ألى حل سلمي او حل سياسي للأزمة السورية بسهولة ,,فما زالت المعارك تدور على الارض وبقوة وزخم اكبر ,,ومع دوي وارتفاع صوت هذه المعارك ,يمكن القول أنه بهذه المرحلة لاصوت يعلو على صوت البارود ,ومسار الحسومات العسكرية لجميع ألاطراف ,,
وبالنهاية ,فإن أي حديث عن مؤتمرات هدفها الوصول الى حل سياسي للأزمة السورية ماهو بالنهاية ألا حديث وكلام فارغ من أي مضمون يمكن تطبيقه على أرض الواقع ,,فامريكا وحلفاؤها بالغرب وبالمنطقة كانو وما زالو يمارسون دورهم الساعي الى أسقاط الدولة السورية ونظامها ,,والروس يدركون ذلك ,والنظام العربي السوري يعلم ذلك جيدآ ,,ولذلك بدأ تحضيراته العسكرية لردع أي مخطط يستهدف أمن العاصمة دمشق وتعزيز تواجده وبقوة بمدينة أللاذقية وريفها ومدينة أدلب وحلب ,,وبنفس ألاطار هو مستعد أن وجد نوايا صادقة تسعى لايجاد حل سياسي للازمة السورية يتناسب مع رؤية الشعب السوري لمستقبل الدولة السورية أن يسير ألى النهاية بسبيل الوصول آلى هذا الحل,,وألى حين أقتناع أمريكا وحلفاؤها بحلول وقت الحلول للأزمة السورية ستبقى سورية تدور بفلك الصراع الدموي ,ألا أن تقتنع أمريكا وحلفاؤها ان مشروعهم الساعي الى تدمير سورية قد حقق جميع أهدافه ,أو أن تقتنع بأنهزام مشروعها فوق الأراضي السورية ,وألى ذلك الحين سننتظر مسار المعارك على الارض لتعطينا مؤشرات واضحة عن طبيعة ومسار الحلول للأزمة السورية .
*كاتب وناشط سياسي –الاردن .
hesham.awamleh@yahoo.com