Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 28 آذار 2024   الساعة 15:51:17
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
قراءة في المشهد السوري...سوريا الى أين؟ بقلم: الدكتور خيام محمد الزعبي
دام برس : دام برس | قراءة في المشهد السوري...سوريا الى أين؟ بقلم: الدكتور خيام محمد الزعبي

دام برس:
السوريون اليوم يحاكون عراق الأمس ويتباكون على بلاد ضاعت ووطن نهب وسرق وطغت فيه الأحقاد والتعصب، وقد نجح الغرب في جعل سورية أسوأ مكان في العالم إفتقدت فيه الإنسانية بأبشع صورها، وخاصة بعد دخول التطرف الإسلامي وأنصاره على الخط، وهو ما أدخل سورية في هذا النفق المظلم الذي أصبح يحتاج إلى معجزة للخروج منه.
ينظر الجميع بترقّب شديد وحذر إلى مآل تلك التطوّرات التي باتت تُهدّد وحدة هذا البلد ودول الجوار والمنطقة ككل، فليس من شك في أن الوضع السوري الراهن هو نتاج لمسار كامل لحقت به العديد من الإهتزازات التي  أدّت في نهاية المطاف إلى اتساع الهوة  بين مختلف الأطراف وكثرة التجاذبات والإستقطابات، وانتهى إلى ضبابيّة المشهد السياسي وتداخل لعناصر في غاية الخطورة منها سطوة المجموعات التكفيريّة وانتشار السلاح في كل مكان وتقلص سلطة الدولة ومؤسساتها الراهنة، مما عزز على تفاقم الأزمة وإنقسام الشعب، وأصبحت البلاد مهددة بنشوب حرب أهلية، وقد نجم عن أربعة سنوات من القتال والصراع بين الأطراف بالمجتمع السوري خصائص ودلائل مهمة وخطيرة ومنها، الإستمرار في الصراع الدامي بدون حد أو نهاية مرتقبة، وعدم إمكانية التنبؤ بما سيحدث بين هذه الأطراف، فضلاً عن التدخل الخفي والمعلن لأطراف خارجية ووجودها علي الأرض مما أزمت الأمور والوصول الى حالة من عدم الإستقرار.
هناك ما يقال من أن سورية قد سقطت في مستنقع الفوضى والعنف والتمزق, مستندين في ذلك إلى بشاعة الأحداث الأخيرة التي شهدتها البلاد والمتمثلة بسيطرة داعش على بعض المناطق السورية, وكذلك استمرار إستهداف رجال القوات المسلحة والأمن في أكثر من مكان وإلى طبيعة المشهد السياسي المتأزم, والحالة الأمنية المنفلتة, وغياب الدور الفاعل والمؤثر للقوى ومكونات المجتمع المدني, وغير ذلك من العوامل الأخرى، صحيح أن التحليل السياسي على ضوء تلك المعطيات يوحي أن سورية متجه نحو حافة الإنهيار, ولكن مثل هذا التحليل يتجاهل مدى قدرة السوريين على الخروج من مثل هذا المأزق الصعب في لحظات تجليات مفعمة بالوطنية والحكمة والتعقل في أكثر من أزمة،  ونحن على ثقة أنهم قادرون على إثبات ذلك في المستقبل القريب، فالكثير من صراعات الحاضر متراكمة من فترات سابقة فيها من الأحقاد ورغبات الإنتقام , أكثر ما هي صراع على أفكار وخطط وطنية, ووجدت هذه الصراعات الداخلية في الدعم الخارجي من يغذيها ويزيد في إشتعالها، لكن هذا العامل الخارجي لن يكون له التأثير الكبير إذا تحلى السوريين جميعا باليقظة وأدركوا أن وطنهم في خطر, وإن ليس هناك من مكان غيره يعيشون فيه, فهم قادرون على تفويت مثل تلك المخططات التي تهدف الى تجزئة وتقسيم سورية الى دويلات متعددة. في هذا الإطار هذا تدرك السياسة السورية اليوم خطورة الغوص الأمريكي في اللعب على التناقضات الداخلية من خلال دعم الفوضى الحقيقية في سياق مخطط صهيوني الفكرة وأمريكي الآداء، فدعم الفوضى هو الوجه الآخر لدعم الإرهاب فكلاهما وجهان لعملة واحدة، كما إن استمرار شلال الدم في سورية مصلحة أمريكية إسرائيلية يريدونها مقسّمة وملغاة من دورها في الصراع العربي الإسرائيلي حتى ينجح مشروع الشرق الأوسط الكبير ضد الوجود العربي، فبقدر ما نجحت خطط الصهيوأمريكية في جعل البلدان العربية والإسلامية بؤرة مخّربة تصلح عشاً للدبابير لتجمع الإرهابيين، بقدر ما فشلت في القضاء على الجيش العربي السوري وإرادته، فقد ظل صامداً أمام مشروعات الاستسلام.                                                                                                             
هنا يمكنني القول إنه في هذه المرحلة الراهنة تبقى سورية تنزف، تهدد وحدتها وإستقرارها وبناء مؤسساتها عنف المليشيات بمختلف عناوينها العصبية والإيديولوجية، وتبقى دول الجوار السوري في حالة إستنفار دائم تستنزف قدراتها المادية والعسكرية، ويُخيّم على خارطتها شبح التهديد الإرهابي والحروب الأهلية بعد أن أصبح السلاح السوري يكاد يكون في متناول الجميع، وقواعد تدريب الإرهابيين مفتوحة على مصراعيها للوافدين من كل أنحاء المنطقة، فالحقيقة التي يجب أن ندركها بيقين إن هدف الولايات المتحدة الأمريكية هو إبادة الشعب السوري لصالح إسرائيل، لذا يجب علينا أن نستيقظ ونحفر الصخر بأظافرنا دفاعاً عن أنفسنا حتى لا يجرفنا الطوفان القادم، ولا بد أمام هذا الواقع من صحوة الضمير من قبل الشعوب العربية وأن تعي خطورة ما تقوم به الدول الإستعمارية من أهداف سعياً لتعزيز أمن إسرائيل والسيطرة على مقدرات البلاد.
وفي سياق متصل يمكنني القول إن حل الأزمة السورية يتوقف على تفعيل آليتين أساسيتين، الأولى تتعلق بفرض الأمن والاستقرار من خلال دعم المبادرات المتخذة وتنفيذ تدابير أمن الحدود أما الآلية الثانية، فتتعلق بدعم الجهود المبذولة من أجل بناء المؤسسات في سورية، وهو المسار الذي تعترضه صعوبات كبيرة، وفي حالة إنعدام الوفاق والمصالحة بين الشعب فضلاً عن تكوين نواة الدولة االسورية من جيش وقوات الأمن وإدارة وإقتصاد، من شأنه أن يعصف بمقدرات البلاد، ويعيق مسيرتها لتحقيق الأمن  والإستقرار، وأنا على يقين أن أبناء سورية سوف يقفون خلف كرامة وطنهم حتى يتحقق المرجو لسورية، وهو محو كل إرهاب غاشم يستهدف سوري،وبالتالي عرقلةً المخطط الأمريكي التركي و الذي يستهدف كل أركان الدولة السورية وتمزيق الشعب السوري.
وما يجعلنا على ثقة بأن أمام السوريين خط رجعة وعدم تدحرج الأمور إلى مرحلة الانفلات والفوضى, هو إدراكهم أن ما حدث ويحدث تحركه أطراف خبيثة, لخلق الفتنة والتمهيد لصراعات دائمة لخلق الحقد والكراهية بين أبناء المجتمع السوري، إن الأمور لن تصل إلى حافة الهاوية ما دام السوريون يدركون مدى حاجتهم إلى دولة قوية وفاعلة, وهذا ما يتطلب منهم جميعا على ترسيخ الحب الحقيقي والإخلاص لهذا الوطن.
وأخيراً يبقي السؤال الرئيسي وهو، إن سورية في ظل هذه الأحداث إلي أين ستذهب؟ إما إلى الهاوية أو أن يستيقظ الشعب و ينقلها إلى بر الأمان والإستقرار وتحقق الأهداف المنشودة!
Khaym1979@yahoo.com

 

الوسوم (Tags)

سورية   ,   السلاح   ,   الشعوب   ,   العربية   ,   الإرهاب   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz