Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 21:35:50
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
سورية ومرحلة جديدة من خلط الأوراق! بقلم: الدكتور خيام محمد الزعبي
دام برس : دام برس | سورية ومرحلة جديدة من خلط الأوراق! بقلم: الدكتور خيام محمد الزعبي

دام برس:
بدأت لعبة خلط الأوراق في المنطقة العربية تتكشف من خلف أقنعة الدبلوماسية بلغة التهديد المباشر من قبل أمريكا وحلفاؤها، ومحاولة خلط الأوراق في الصراع القائم في منطقة الشرق الأوسط هي نتاج أساسي من نتائج السياسة الأمريكية في هذه المنطقة, فما تزال بلدان المنطقة التي تأثرت بشكل مباشر أو غير مباشر بما يسمى "الربيع العربي" تعيش أزمات إستقرارها،فمصر تتجه الى إنهيار مؤسساتي واجتماعي بالإضافة الى التوترات الطائفية والمذهبية في العديد من المناطق،واليمن لا تزال تعيش وضعاً متوتراً، وهذا بدوره سيؤثر على الإستقرار في شبه الجزيرة العربية، أما سورية فتواجه منذ أربعة سنوات حرباً كونية وتداعياتها على دول العالم، فضلاً عن التصدي  لـ"داعش" بعد أن تقدمت في بعض المناطق  السورية، والى العراق التي تحترق وتدمر، وبغض النظر عن المسميات فإن المجموعات المسلحة تسعى للسيطرة على المزاج الشعبي من أجل تحسين أوضاعها في المناطق التي تحتلها، وبالمقابل فإن سياسة المتطرفين تعتمد على إحتلال منابع النفط والغاز وآبارهما لتأمين التمويل اللازم لأعمالهم الإجرامية، وعدم التعاطي مع القضايا والشؤون الدولية، وهذا يؤمن لهم حرية الحركة والتحرك، أما السبب الرئيسي لبعض الدول الغربية والإسلامية في دعمها لـ"داعش" فهو مشاركتهم في الحرب الدائرة ضد الدولة السورية، والولايات المتحدة كانت تتحدث وبشكل علني ودائم عن دعمها للإسلام المعتدل وكذلك حلفاؤهم التي كانت تضع السلاح والمال والرجال بإمرة القتلة الداعشيين شرط عدم تمددهم في هذه الدول أو تغيير وجهة نظرهم لمموليهم وداعميهم مع تقديمهم الضمان لذلك.
وإذا ما توقفنا قليلا عند توصيف حالة أدوات هذا الصراع، سواء في سورية أو في العراق أو غيرهما من الدول المجاورة فإننا لن نجد غير أشباح ومسميات لا صلة لها أصلاً بروح الدين الإسلامي وإنما تتحرك هذه الأشباح وفقاً لأجندات محورها الأساسي القتل والإرهاب فضلاً عن إعطاء فكرة سيئة عن جوهر الدين الإسلامي القائم على مبادئ التسامح والإنفتاح والمحبة.
وبطبيعة الحال فإن الأمر لا يقتصر عند إرتباك المشهد السياسي والأمني جراء إتساع شبح الإرهاب وإنما يتجاوزه إلى إرتباك مشهد التحالفات الإقليمية والدولية لمحاصرة إستشراء هذا الوباء في المنطقة وبصورة مخيفة نظراً لما يرتبه من مخاطر تلقي بظلالها السلبية على واقع الأمن العربي والإقليمي والدولي، فضلاً عن تأثيرات هذه الحرب على ملايين المواطنين الذين يعانون من ظروف إنسانية صعبة وما تلقيـه تبعات هـذه الحرب من أعباء على الدول التي تستضيف أعـداداً كبيرة من اللاجئين.
وبالتأكيد فإن ثمة إرتباكاً في مشهد الدبلوماسية الدولية حيث يتجلى ذلك واضحاً في موقف إدارة البيت الأبيض والعواصم الغربية تجاه التعامل مع اتساع خطر داعش وأخواتها من الجماعات الإرهابية وتحديداً في سورية وإشكالية التعامل مع النظام السياسي القائم ، وبعد إستفحال خطر الإرهاب وتمدّد داعش إلى المناطق المجاورة بدءاً من العراق وسورية وتهديدها لأماكن أخرى بالإجتياح، فتح العالم عينيه على وحش جرى تصنيعه وإعداده لهدف محدود، لكنه خرج عن السيطرة متجاوزاً الوظيفة التي تمّ تحديدها له، فالقيادة السعودية مصابة بالهلع، وبريطانيا تعلن خوفها على لبنان والأردن، مع خشيتها من عودة الذين جرى تسمينهم وغسل أدمغتهم من حمَلة جنسيتها، وفرنسا تعلن المسارعة إلى تسليح الجيش اللبناني بتمويل سعودي، بعد محاولة داعش الدخول إلى لبنان من بوابة عرسال، وأميركا تبادر إلى القيام بضربات جوية على داعش وهي بالتأكيد لا تقصد نهايته والقضاء عليه جذرياً.
في الوقت الذي تسعي تركيا إلى تغيير نظام الأسد، وتتفق مع الرؤية السعودية والقطرية، ولكنها تختلف معها حول النظام البديل للأسد، ويرى المحللون السياسيون في تركيا إن السعودية دخلت في القضية السورية فقط لكي تحدث قطع في الهلال الشيعي، كجزء من صراعها الإستراتيجي مع إيران، وبالتالي تضعف من خلال القطع حزب الله في لبنان، و الذي يتلقي دعمه التسليحي من إيران عبر الأراضي السورية، ورغم إنتركيا لها طموحات إقليمية وخلافات مع النظام فيطهران خاصة في الملف السوري، ولكنها لا ترغب في فتح ملفات الخلاف مع طهران، حتى تنتهي من بعض الملفات التي يمكن أن تساعدها في صراعها مستقبلاً مع طهران، ومعروف موقف أنقرة من الملف المصري، إذا تعتبر النظام القائم في مصر هو إنقلاب علي الشرعية، وتؤيد جماعة الأخوان المسلمين، وهنا أيضاً تتقاطع مع الموقف السعودي الذي يؤيد السيسي بل دعمته مالياً لكي يرسخ أقدامه على الأرض، وبالضرورة إن حزب العدالة و التنمية سوف يدعم جماعات الأخوان المسلمين في عدد من الدول مثل مصر وتونس وليبيا والسودان والمغرب و فلسطين، وهذا الموقف سوف يخلق تحدياً جديدا للمملكة العربية السعودية وحلفائها في المنطقة، كما إن تركيا سوف تقف مع قطر في صراعها في منطقة الخليج، الدخول التركي بقوة في الصراع، ولاسيما إن ضم روسيا لشبه جزيرة القرم، سوف يغير من التحالفات في تلك المنطقة، و تحاول الولايات المتحدةو الغرب التقرب من إيران، حتى تبعدها عن الحلف الروسي الصيني " منظمة شنقهاي" تحسباً لمستقبل الصراع الإستراتيجي في المستقبل.
في إطار ذلك يمكنني القول إن سورية تدرك تماماً أن تركيا لن تغلق الحدود في وجه داعش، لا تسليحاً ولا تمويلاً، بل تستمرّ بتجاهل دخول المزيد من الدواعش القادمين من أنحاء الأرض، كما أنّ الدول الخليجية ستستمرّ في أدائها الوظيفي، تمويلاً، رجالاً وعتاداً، وإنطلاقاً من ذلك فإن سورية تعد الجميع بأنهم ملاقون جزاءهم، وأنهم سيحصدون شوك العاصفة التي أثاروها في المنطقة.
وأخيراً إن لعبة تنظيم داعش ورقة سياسية يخشى الكثيرون الدخول في تفصيلاتها المعقدة، مع أنها سؤال طرح نفسه في ميدان الأزمة السياسية والأمنية في كل من سورية والعراق، وفي ضوء هذا الواقع، أن المعركة البائسة لإسقاط الدولة السورية لن يكتب لها النجاح، ولم يعد وارداً لدى دول العالم التغاضي عن أهمية دور الجيش العربي السوري بالتصدي لظاهرة الإرهاب بوصفه يمتلك تجربة تاريخية مميزة قادرة على التعامل مع هذا الخطر والقضاء، لكونه ينظر  إلى الحرب معه منذ البداية على أنها حرب إرادة ووجود ومن يربح فيها هو المتجذر بالأرض والمدافع عنها حتى الرمق الأخير، ويبقى القول هنا أن تلك العمليات الإجرامية لا يمكن أن تحقق أهدافها، ولا يمكن أن تخيف أو ترهب دولة بقدرة وقوة سورية، فسورية  دولة عصية على أي محاولات إجرامية لزعزعة إستقرارها أو إرهاب شعبها،  ولن يزيدها ذلك  إلا قوة وإصراراً  لإستكمال مسيرتها فى بناء وطنها، والحفاظ على وحدتها وإستقرارها.
Khaym1979@yahoo.com
 

الوسوم (Tags)

سورية   ,   العراق   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz