Logo Dampress

آخر تحديث : السبت 07 كانون أول 2024   الساعة 17:24:23
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
سورية...تدق طبول الحرب العالمية الثالثة .. بقلم: الدكتور خيام محمد الزعبي
دام برس : دام برس | سورية...تدق طبول الحرب العالمية الثالثة .. بقلم: الدكتور خيام محمد الزعبي

دام برس:
ما يحصل في سورية اليوم هو حلقة جديدة من سلسلة السياسات السرية والعلنية التي إنتهجها الغرب وحلفاؤه في السنوات الثلاث الأخيرة، ومحاولتهم التخلص من الرئيس بشار الأسد وإشغال إيران عن دورها الكبير الذي تمارسه الآن في دعم المقاومة ضد الكيان الإسرائيلي، والتأثير على دعمها لمنظمات المقاومة، مثل سورية وحزب الله والآن يتم إستهداف العراق وتعطيل دوره لمنعه من أن يكون أحد دور هذا المحور، ويساهم أردوغان اليوم في المخطط الأخير لخنق سورية عبر إحتضانه لعشرات الآلاف من المقاتلين السلفيين من دول عربية وأسيوية وأوروبية وفتح معسكرات تدريب لهم وتسليحهم وفتح الحدود السورية لهذه المجموعات الإرهابية لتنفيذ اخطر دور تخريب إرهابي تواجهه سورية في تاريخها السياسي الحديث، كل هذا بدوره سيجعل الصراع بين اثنين من عمالقة الشرق الأوسط "تركيا وإيران".

في المقابل رأى العالم كله كيف تتعامل تركيا مع أكراد سورية، وما موقفها من مدينة كوباني الكردية الملتصقة بحدودها إلا مثال واضح على هذا التعامل، فهذه المدينة محاصرة منذ أكثر من ثلاثة أسابيع من ثلاث جهات من قبل تنظيم "داعش"، وتتعرض يومياً لقصف مدفعي وصاروخي عنيف، وقد ذكرت بعض التقارير أن "داعش" استخدمت قذائف تحتوي على مواد سامة في قصف المدينة، بينما الجيش التركي يقف متفرجاً على بعد أمتار على هذه الكارثة الإنسانية، يبدو أن تركيا لم تتفرج على القصف العنيف التي تتعرض له مدينة كوباني فحسب ، بل دخلت في المعركة مباشرة الى جانب "داعش" عبر إغلاق الجيش التركي للمعبر الشمالي الذي يربط المدينة بالأراضي التركية، وبذلك أصبحت المدينة محاصرة من جميع الجهات، كما منع الجيش التركي دخول أية مساعدات عسكرية الى المدينة، ومنع أيضاً دخول شباب من أكراد تركيا جاوؤا لمساعدة المقاتلين الأكراد في سورية.
يبدو أن إسقاط النظام في سورية مازال يشكل هدفاً رئيسياً لدى القيادة التركية، ومن أجل تحقيق هذا الهدف، سعت الى إقامة منطقة عازلة داخل الأراضي السورية، ولكن إقامة مثل هذه المنطقة لا تأتي من فراغ، ولابد من وجود سبب مقنع لفرضها، فكان هذا السبب، من وجهة نظرها وقوع مجزرة ضد الأكراد ترتكبها "داعش"، عندها فقط يمكن أن تصبح فكرة إقامة مثل هذه المنطقة مقبولة، وبهذا يمكن فهم الموقف المتذبذب والمتراخي لتركيا إزاء ما يجري في كوباني، وقد رأينا كيف حاولت السلطات التركية في بداية الهجوم على كوباني منع اللاجئين الأكراد الفارين من المدينة من دخول أراضيها، ليكونوا في حال سقوط كوباني فريسة ل"داعش" ،

عندها ستكون قد ضربت عصفورين بحجر واحد، الأول القضاء على حكم الإدارة الذاتية للأكراد في المناطق الكردية السورية والتي كانت تقلق تركيا كثيراً، والثاني إقناع بعض حلفاء تركيا من غير المقتنعين بإقامة منطقة عازلة في الشمال السوري.
متابعة تطورات الأحداث في المنطقة الآن، يكشف عن تنشيط وتحريك المشروع التآمري للولايات المتحدة وحلفاؤها على سورية والعراق وحزب الله في منطقة الشرق الأوسط دعماً لأمن وإستقرار الكيان الصهيوني وخدمة لمصالح الدول الحليفة لهذا المشروع في المنطقة، فسورية والعراق وحزب الله تواجه عمليات إرهابية يومية نتاج هذا المشروع ولم يبق إلا أن يتسع هذا المشروع ليشمل إيران، ولكن السؤال الذي يفرض نفسه هنا هو، هل سيتحقق هذا المشروع كما يحلم الغرب وأدواته؟ الجواب هو أن الغرب سيكتشف إن إيران لن تنتظر هذا الدور ليتحقق فوق أرضها وستقوم بقلب بقية ما تضمه طاولة التآمر الخطير على رؤوس المخططين والمنفذين لأخطر مشروع تقسيمي إرهابي تشهده المنطقة منذ الحرب العالمية الأولى.

وفي سياق متصل يخطوا العالم خطوات باتجاه حرب عالمية ثالثة، إذ يوجد الكثير من الإستفزازات والأزمات وإرتفاع وتيرة التوتر بين بعض الدول، فهنالك إستعدادات واسعة من قبل دول إقليمية ودولية " تركيا"، وخاصة فيما يتعلق بتسويق فكرة إقامة منطقة عازلة في الشمال السوري ودخول القوات البرية التركية الى سورية، ومن هذا المنطلق يجب على تركيا توخي الحذر وعدم الإنجرار وراء الإستفزازات، وأن تكون حريصة في جميع تصرفاتها حيال الأزمة السورية، لأن الأمر قد يتحول إلى حرب عالمية ثالثة بالفعل، وهذا الأمر سيؤدي إلى فتح طريق أمام إيران للتدخل بسبب وجود إتفاقيات مشتركة بين الطرفين، وبالتالي شن حرب على تركيا، وذلك بالتحالف مع حزب الله والعراق أيضاً، لذلك جاء الرد الواضح من طهران، حين حذّر مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الحكومة التركية من القيام بأي عمل عسكري في سورية، مؤكداً رفض بلاده "الإطاحة بالحكومة السورية ومحور المقاومة عبر الإرهابيين"، ومن جهة أخرى, أكد وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، أن إيران والصين وروسيا لن تسمح مطلقاً بتدخّل غربي في سورية للإطاحة بالرئيس الأسد بالقوة، وبالمقابل فإن حلف الناتو يمكن له أن يتدخل في هذه الحرب، كون تركيا عضواً فيه، بمعنى إن هذه الحرب لن تكون محصورة داخل الحدود السورية فحسب، حتى وأنها سوف تعتبر فرصة لشن هجوم على إيران، لضرب مواقعها النووية، فهذا يعني وجود تهديد كبير لمصالح روسيا في المنطقة الأمر الذي سيؤدي إلى تدخل روسيا في هذه المعركة، وتقوم الولايات المتحدة الأمريكية بالتعاون مع حلف الناتو بالتخطيط لهذه السيناريوهات، من خلال جر تركيا في هذا النفق من أجل تحقيق أهدافها  ومشروعها في الشرق الأوسط.

في إطار ذلك يمكنني  القول إن منطقة الشرق الأوسط كلها تقف أمام عملية تغيير جذرية وقد لا يسلم من جرائها احد، أنظمة ستسقط وأخرى ستنشأ، وحدود ستتغير، وما زلنا في بداية الطريق، أو بالقرب من المحطة الأولى، ولا احد يعرف أين وكيف ستكون المحطة الأخيرة، وسقوط "عين العرب" يعني إنفجار القنبلة الكردية في وجه الرئيس أردوغان وعودة جيشه الى المواجهات الدموية مجدداً.

وأختم مقالي بالقول إنه على تركيا اليوم، أن تعيد قطار السياسة التركية الى سكته الأصلية ، وهي سكة الدولة الإقليمية الكبيرة والمسؤولة، ليس على أمن ومصلحة تركيا فقط، بل مسؤولة على أمن ومصلحة الإقليم برمته، فسياسة التسلح للمجموعات التكفيرية والعزف على الوتر الطائفي وفتح الحدود أمام الجهاديين، لتحقيق أهداف سياسية ، هي سياسة عقيمة أثبتت التجربة فشلها، وقد جربتها بعض الدول من قبل، وإرتدت عليها ودفعت بسبب ذلك ثمن باهظ من أمنها وإستقرارها ، وبإختصار شديد ، إنه دون إعادة سورية الى الأمن والإستقرار  لن تنعم تركيا والمنطقة بأكملها بالسلام والأمن، وإنطلاقاً من كل ذلك، يجب إذاً، على تركيا إعادة النظرة في الرهانات السياسية الخاطئة قبل فوات الأوان.
Khaym1979@yahoo.com

 

الوسوم (Tags)
اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz