دام برس:
من جرود بلدة بريتال في البقاع الشرقي,اللبناني ،تنطلق نوأة جد يده لانفجار أمني شامل متوقع بلبنان ,,فبعد أحداث عرسال الاخيرة  التي جرت مطلع شهر أب من هذا العام و بعد المواجهة التي دارت بين "النصرة و داعش "من جهة، والجيش اللبناني من جهة ثانية في بلدة عرسال اللبنانيه المحاذيه للحدود السوريه ,,وكل ذلك بهدف الضغط على حزب الله ,,بالداخل اللبناني ,,لاجباره على الرضوخ ,لمجموعة تسويات سياسيه وأمنية متوقعة بلبنان ,بشكل خاص ,والمنطقة بمجموعها بشكل عام ,والهدف هو محاولة ضرب بنية  قوى المقاومة بالمنطقة ,لارغامها على الرضوخ ,,

ومن هنا فقد بأت وأضحآ اليوم أن حزب الله اللبناني وقوى المقاومة ألاخرى بلبنان,,أصبحت بين مطرقة الداخل اللبناني وسندان المتطرفين بسوريا ومن يدعمونهم من العرب وبعض القوى الفاعلة بالاقليم ,,وكل ذلك بحجة تدخل حزب الله بسورية ,,

ومما لا شك فيه أن حزب الله كان يدرك حجم الانتقادات والتهم التي سوف تنهال عليه من كل حدآ وصوب عندما اتخذ قراره بالتد خل المباشر بالازمة السورية، وكانت له حساباته السياسية والديمغرافية والجغرافية والامن الذاتي اللبناني والمبأدئ الاخلاقية، التي يؤمن بها ويراها أكبر من كل الانتقادات التي وجهت إليه بسبب هذا الولوج المباشر بالملف السوري لانه استشعر كما استشعر غيره حجم المؤامره الكبرى التي تستهدف بجملة ما تستهدف كل قوى المقاومة بالمنطقة ومحورها بشكل خاص وهي سورية ،،

ومن هنا  وتحديدآ من هذه المرحلة المفصلية التي تعيشها المنطقة وفي ظل هذه الحرب الشرسة من بعض الكيانات الوظيفية بالمنطقة و بدعم من مشغليهم بالغرب، على قوى المقاومة بالمنطقة بات واضحآ وبدون ادنى شك ان هناك قوى داخلية في لبنان وخارجة تسعى لضرب حزب الله وبمساعده اقليمية – دولية  وبمحاولة الوصول الى قرار اقليمي - دولي يسعى لضرب منظومة الحزب واستغلال الوضع اللبناني الداخلي وما يحمله من أزمات متراكمة وملفات معقده سهلة الحل أن وجد قرار وطني حر لبناني - ولكن لكثرة وتعدد المراجعيات الاقليمية والدولية نرئ اليوم هذه الملفات تتحول تدريجيآ الى ازمات قد تعصف بالدولة اللبنانية بأي وقت،، وفي نفس الاتجاه تتدعي هذه القوى الداخلية اللبنانية والخارجية اقليميآ ودوليآ ان مشاركة الحزب بأحداث سورية هو سبب بعد م استقرار الوضع الداخلي اللبناني،،،

وبهذه المرحلة د خل عامل جديد الى ارض لبنان وهو الارهاب التكفيري،، ضرب ببيروت بطرابلس بصيدا بالهرمل بعلبك،عرسال ،,, وو,والخ،،، واخر فصوله كانت "جرود بريتال "اللبنانيه المحاذيه للحدود السوريه من جهة منطقة  القلمون السورية،،و الان ببساطة نستطيع أن نفهم أن هذا الارهاب التكفيري الذي ضرب لبنان ومازال من شماله لجنوبه وشرقه لغربه،، ليس ارهابآ من أجل الارهاب فقط،، بل هو أرهاب من نوع اخر ,,فهوارهاب  منظم من اجل الوصول الى مكاسب سياسية،وأمنية ، فبلبنان الوضع مختلف،، والمعادلة بسيطة  تفجير أرهابي ببيروت يحمل عدة رسائل لكل الاطراف المتنازعة،، وقد يكون الانفجار مدبر،، لايصال رسائل الجميع للجميع،،، وهنا يمكن القول ان الارهاب بلبنان أصبح مشرعن من قبل البعض بل واصبح ضروة  لايصال رسائل القوى اللبنانية والاقليمية لبعضهم البعض،على أرض لبنان،

والدليل هنا ان احداث عرسال الاخيره،، تم شرعنتها وأصبح الارهاب العابر للقارات والمحيطات والدول هو ارهاب شرعي،، بل اصبح وجوده الان ضرورة عند بعض الاطراف بلبنان،، كأداة ضغط على حزب الله وقوى وحركات المقاومة بلبنان،، لجلبها الى ميزان التسويات الاقليمية  بالمنطقة، وأول شروطها انسحاب الحزب من سورية، وهذه التسويات الذي يجري الان العمل على طبخها بالمطبخ الامريكي،، بعد الانتهاء من مجموعة ملفات بالمنطقه ،، هي ستكون عنوان المرحلة المقبلة وسيعاد عندها توزيع الادوار بالمنطقة وفق واقع جد يد يرسخ لمفهوم "بناء دول الكيانات والمذاهب والاعراق لتكون هي الحل لمشاكل المنطقة"،، وبنفس الوقت يكون الكيان الصهيوني المسخ هو السيد المطاع بهذه المنطقة،، بعد موافقة القوى الفاعله بالاقليم على الاعتراف بيهودية دولة هذا الكيان المسخ المدعوة بدولة اسرائيل،، وفق منظور المخططين الامريكان و بما ينسجم مع امتداد ت المشروع الصهيو - امريكي -اعرابي، بالمنطقة لتصفية القوى المقاومة لهذا المشروع "

وهنا فمن الطبيعي الان ان نرئ ان حزب الله يتعرض الى هجمه سياسية وأمنية  شرسة وماتبع ذلك من التحريض عليه شعبيآ بشكل غير مسبوق وخصوصآ من قوى "14 اذار" وبالتحديد تيار المستقبل، وكيف وجهت له اصابع الاتهام بأنه يجر لبنان الى دائرة النار الاقليميه وكيف أن الحزب هو السبب باحداث عرسا ل الاخيره وانه هو السبب بعمليات الاغتيالات وسلسلة التفجيرات التي عصفت بلبنان بالفتره الاخيره - والسؤال هنا؟ هل هؤلاء يتناسون عمدآ وقصدآ انهم هم اول من من تدخل بسوريا منذ بداية الازمه وملف المدعو "بعقاب صقر" المحسوب على تيار المستقبل ودعمه وتسليحه للارهاب من تركيا وتسهيل دخوله الى سوريا مازالت ذاكرة الكثيرين تحتفظ به ولن تنساه،،

والحزب نفسه يعي حقيقة هذه المؤامره الداخلية ومحاولة هذه القوى بتوريط الحزب في واقع معين يرسمونه هم بهدف عملية استنزاف تمتد لفترات ومراحل متعدده ومن خلالها وفق خطههم هذه انهم يستطيعون هم ان يضعفو قدرات الحزب وهذا بمجمله وفق خطههم الدراما تيكيه سوف يقود الحزب الى طريق يصل من خلالها الى وضع يتم من خلاله حصر الحزب "وتطويقه بدائرة ضغط كبرى" بحيث يتم العمل بعد عملية الاستنزاف هذه على جلبه لاحقآ الى طاولة التنازلات وعليه سيكون لاحقآ جزء من منظومة الحل وملفات التسويات "المذله" الكبرى بلبنان والمنطقة بشكل عام بالمرحلة المقبلة،،

حزب الله بدوره يعرف مسار هذه المؤامره الكبرى التي تستهدفه داخليآ واقليميآ ودوليآ فالحزب يعي اليوم واكثر من أي وقت مضى ان لبنان اصبح ساحه مفتوحه لكل الاحتمالات اغتيالات وتفجيرات وانتشار للجماعات الإرهايية – فاستراتيجيات عمل هذه القوى المعاديه له داخليآ واقليميآ ودوليآ بدأ يشير بوضوح إلى أن حزب الله بات هدف لهذه القوى،،

وهنا حاول الحزب قدر الامكان تقديم مبررات ومعادلات الامن الذأتي والمبأدى الاخلاقيه والحسابات المستقبليه لتوسع نفوذ وقواعد الجماعات الارهابيه التي نشرت قواعدها بالقرب من الحدود اللبنانية - السورية كسبب منطقي لدخولة بقوه الى ساحة المعركة على الارض السورية،،

وفعلآ أتضح مع مرور الوقت أن الحزب كان محقآ بطرح مبرراته تلك وقد كانت كل المخاوف الموجودة عند الحزب محقه،، فالكثير من الجماعات التكفيرية اصبح لها قواعد داخل الجغرافيا اللبنانيه بشكل واضح لا يقبل التشكيك،"طرابلس ،عرسال "، وهنا فقد قدم الحزب كل مبرارته لهذا التدخل ووصف ماجرى ما جرى بأنه تم من أجل الدفاع عن الحدود اللبنانية وهو بذلك يدافع عن ألأمن الوطني اللبناني وهذا ماحصل فعلآ بعد حسم معركة القلمون،، عندما توقف شريان ومحرك ارسال السيارات المتفجره والانتحاريين من هذا الخزان والحاضنة الى لبنان،،

وهذا بدوره لايخرج الحزب عن خطه السياسي والنضالي كحركة مقاومة مسلحة وطنية لبنانية، وأستطاع بذات السياق أن يبرر دفاعة عن النظام السوري بحكم العلاقة الاستراتيجية والأمنية بينهما وما يمثله هذا النظام من حماية لظهر المقاومة اللبنانية,, ووفق هذه المبادئ سار الحزب في الطريق الذي يرأه ينسجم مع مواقفة ومبادئة السياسية والاخلاقية,,

وبالنهاية، فاليوم يبدو المشهد ضبابيآ،، فالقوى اللبنانية اليوم على تعدد توجهاتها ومرجعايتاها تتحدث عن واقع جديد ومفهوم جديد للحرب على سورية ,وابعادها المستقبلية على لبنان ,بعد أنشاء  حلف أمريكا -العربي –التركي –,,والهادف ظاهريآ لضرب تنظيم "داعش " ,,ولكن الهدف الاستراتيجي ألابعد هو أسقاط الدوله السوريه ككل بنار الفوضى ,, وهذه الفوضى المتوقعه مستقبلآ بدورها ستأخذ المنطقه برمتها الى المجهول,, والسؤال هنا هل يرتبط هذا المجهول تحديدآ بما يخص لبنان - بما يتردد حول سيناريو تكثيف بحالات الاغتيالات للساسه والعسكر بلبنان،وضرب منظومة الامن الذاتي لحزب الله ,,وهذاما سينعكس بعد ذلك بمواجة داخلية بين الفرقاء بلبنان؟؟ ،،أم أن هذه الفوضى  ستفرز بمايتعلق تاخير أستحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية اللبنانيه،,ستفرز رئيس معادي لقوى المقاومة بلبنان ؟؟,, ام سنرئ قريبآ عملية عسكرية صهيونية واسعة بالداخل اللبناني، لدفع الامور نحو واقع معين جديد في المنطقة،، بعد انكسارهم بغزه؟ ؟؟,,ومن هنا فأن  المرحلة صعبة والتاكيدات لما سيجري من عمليات قيصرية بالمنطقة بالمرحلة المقبلة هو مازال مجرد تحليلات وتكهنات ،، ففي الكواليس هناك تكهنات و تأكيدات حول تطورات دراماتيكية سيعيشها لبنان بالمرحله المقبله كجزء من حالة الاستقطاب بالمنطقه وحالة الفوضى المتوقعه مستقبلآ بالاقليم ككل.......


*كاتب وناشط سياسي –الاردن.
hesham.awamleh@yahoo.com