دام برس:
تزعم بعض القوى والجهات الغربية بأن "داعش" بدأت بقتل الرهائن الأمريكيين والبريطانيين المحتجزين لديها والتمثيل بأجسادهم من قطع للرؤوس وغيرها من أعمال إجرامية لا يقوم بها من هُمْ من جنس البشر، رد على القصف الذي تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا ضد قواتها في سورية والعراق.
لكن إذا أردنا التَّمعن بالموضوع بعض الشيء، وانطلاقاً من أنه يجب علينا النظر إلى أي حدث يتعلق بالولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا في المنطقة من كافة جوانبه وزواياه، كون الولايات المتحدة علماتنا أنه لا يجوز أن نثق بأقوالها ولا حتى بأعمالها من النظرة الأولى، ويجب النظر أبعد بكثير من الحدث ذاته.
بالتالي ومن أجل أن نفهم ما يحدث بين الولايات الأمريكية ووليدتها "داعش"، علينا أن نعود ولو لثوانٍ قليلة إلى أحداث 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة الأمريكية – التي لا يزال هناك الكثير من الشكوك حول هوية الجهة التي قامت بتنفيذها- وكيف قامت الولايات المتحدة مباشرة بتوجيه الاتهام إلى تنظيم القاعدة – وليدة أمريكا- في أفغانستان وزعيمه اسامة بن لادن، ربيب الولايات المتحدة الأمريكية، الذي كان حليف قوي لطالبان التي كانت تحكم أفغانستان في تلك الفترة، وبدأت أمريكا بمطالبة قيادة طالبان بتسليمها بن لادن لتقديمه وفق زعمها إلى "محاكمة عادلة"، وطبعاً رفضت طالبان الطلب الأمريكي بتسليم بن لادن، مما أدى – وفقاً للمخطط الأمريكي- إلى احتلال أفغانستان من قبل "قوات التحالف" بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية. الاحتلال الذي لا يزال مستمراً حتى اليوم، رغم وجود وعود بانسحاب قوات التحالف حتى نهاية العام الجاري، والإبقاء على قوات أمريكية وفقاً لاتفاقية تم توقيعها مؤخراً مع القيادة الأفغانية.
الآن تحاول الولايات المتحدة الأمريكة تكرار السيناريو ذاته، والإلتفاف على الشرعية الدولية وعلى المجتمع الدولي، من خلال خلق واقع يشابه ذلك الذي ساد بعد أحداث 11 سبتمبر 2001. وذلك من خلال خلق اسامة بن لادن جديد، يقوم بقطع رؤوس الأمريكيين والبريطانيين في العراق وسورية باسم ما يسمى "داعش" بدلاً من "القاعدة"، وبعد أن تصل "داعش" إلى معظم الشريط الحدودي بين تركيا وسوري، ستبدأ الولايات المتحدة الأمريكية بمطالة الحكومة السورية والحكومة العراقية بإلقاء القبض على البغدادي والملثم –قاطع رؤوس الأمريكيين والبريطانيين- وتسليمهما إلى أمريكا لتقديمهما إلى "محاكمة عادلة"، وإلا فإن الولايات المتحدة الأمريكية – دفاعاً عن حقوق مواطنيها- ستجد نفسها مضطرة لإرسال قوات عسكرية متخصصة إلى المنطقة للقيام بهذه المهمة، وتحت هذه الذريعة ستحصل على موافقة المجتمع الأمريكي، وموافقة الجهات التشريعية الأمريكية.
طشقند في 07/10/2014
د. غسان أحمد عبود
gassan88@yandex.ru
0000-00-00 00:00:00 | بحث قييم |
بحث قييم للغاية أحسنت دكتور وفي انتظار مواضيع شيقة أخرى منك. | |
شاهد حيات |
2014-10-07 05:10:41 | البحث |
يا دكتور آلاف من أشباه اسامة في مدن الباب و الرقة و دوما و درعا و سراقب و ..... وكلهم العن و ادق رقبة من اسامة ... انهم نتاج العروبة في سورية المؤمنة ... | |
أيمن المختفي |