دام برس:
بعد ثلاث سنوات و نصف أصبح العالم الذي شن عدوانه بكل أدواته القذرة على وطني يطالب حرفياً بما طالبت به قيادة بلدي منذ البداية: محاربة الإرهاب و تجفيف منابعه.
هذه الدول بحكوماتها و رؤسائها هي اللتي صنعت هذا الإرهاب و صدرته إلى وطني من كل حدب و صوب تحت شعارٍ أخّاذٍ أخذ معه عقول (مفكريّ) الثورة و ورّط بعض الحاقدين الأغبياء أو السّذج البسطاء في حربٍ ضد بلدهم لا تخدم إلا تلك الدول اللتي تاجرت بعقولهم و بدمائهم و دماء من دافع عن حرمة هذا الوطن.
أنا اليوم، كمواطن سوري، أشعر رغم الثمن الباهظ الذي كلّفته هذه الحرب، إن كان على الصعيد الشخصي (لانتمائي و بكل فخر إلى عوائل شهداء الجيش العربي السوري)، أو على الصعيد الوطني لما سببته هذه الحرب الدنيئة من دمار في بلدي، أشعر أنني أنتمي لوطن أجبر الكون على ترديد كلام قيادته، فهذه القيادة هي مصدر اعتزازي و فخري مع الشعب الكبير الذي وقف معها.
إن كانت هذه القيادة صادقة بببناء حجتها على وجود الإرهاب من البداية سأفتخر بها لأنها صمدت أمام أعتى حرب شُنّت على بلد بحجم سورية الحبيبة على مر العصور.
و إن كانت قد ضحكت على كبرى دول الإستعمار و أجبرتها على أن تردد حرفياً ما قالته منذ ثلاث سنوات و نصف فسأعتز و أفتخر أيضاً لأنها قيادة ذكية و قوية في عصر لا حياة به إلا للأقوياء.
عرضتُ الحالتين كي لا ينظّر علينا أحدهم و يقول أننا سذّج بوقوفنا إلى جانب قيادتنا و نضحي من أجلها، فنحن نضحي من أجل بلد قادته أقوياء و نحن نحب وطن الأقوياء.
د. عصام شريفي
فرنسا