Logo Dampress

آخر تحديث : الثلاثاء 19 آذار 2024   الساعة 14:47:59
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
دمشق بوابة لتصفية داعش...وخيار أوباما الوحيد محاورة الأسد .. بقلم : الدكتور خيام محمد الزعبي
دام برس : دام برس | دمشق بوابة لتصفية داعش...وخيار أوباما الوحيد محاورة الأسد .. بقلم : الدكتور خيام محمد الزعبي

دام برس:
كثر المتسابقون على حجز مقاعد في حافلة التحالف الدولي، الذي تشكله أمريكا للحرب على"داعش"، إن هذا التحالف الدولي الأميركي الجديد، يعيد إلى الأذهان تلك التحالفات التي سعت واشنطن على إختراعها وتصميمها بين آونة وأخرى ، بدءاً من تحالف الحرب على العراق لتحرير الكويت عام 1991، ثم تحالف الحرب على الإرهاب عام 2001، ثم التحالف الدولي لغزو العراق مرة أخرى عام 2003، والآن تحالف الحرب على تنظيم "داعش"، وبالمقابل فإن إسرائيل من كل هذه التحالفات هي المستفيد الأول والأخير، على الرغم من عدم دخولها كمساهم مباشر في هذا التحالف العالمي، إذ سيتراجع الحديث عن الإلتزامات والمواعيد الخاصة بتنفيذ بنود إتفاق التهدئة في القاهرة، الذي بموجبه تم إيقاف القتال بين المقاومة الفلسطينية والعدوان الصهيوني على غزة، كما  سينشغل العالم بداعش عن قضايا فتح المعابر وإنهاء الحصار وإطلاق الأسرى، وملاحقة المجرمين الصهاينة في المحافل الدولية، فضلاً عن التوقف عن تناول مجازر المليشيات المسلحة  والفوضى العارمة والإنفلات الأمني في ليبيا وغيرها من الدول العربية، في ظل إعلام مفترس، يثبت "داعش" عدواً وحيداً، يتحول أمامه كل الأشرار والمجرمين إلى شرفاء، رغم أنه أخطر تنظيم يظهر على مسرح الأحداث الجارية.
لم يتعرض رئيس أمريكي لنقد في الأوساط الإعلامية بمختلف توجهاتها مثلما يتعرض له أوباما بعد توجيه تنظيم داعش رسالة قاسية بذبح مواطنين أمريكيين، ليفاجأ الجميع بأنه لا يملك إستراتيجية محددة وواضحة لمواجهة داعش، وبذلك صب مزيدا من الوقود على سمعته وسمعة إدارته وإشتعل عليه الهجوم من كل الإتجاهات، فخرج نائبه بايدن ليقدم تصريحاً حاداً حاول به إعادة بعض التوازن للإرتباك الفاضح الذي غرقت فيه إدارة أوباما، فأمريكا تبدو اليوم بدون رؤية، وبدون قيادة، وأكثر إرتباكاً، وأقل قدرة على الحركة، كما تبدو أيضاً منقسمة حول التعامل مع داعش وخاصة توسيع الهجمات لتشمل مواقع داخل سورية، هناك فريق يؤيد التوسع فى ضرب أهداف داعش فى كل سورية، وهناك فريق أخر يتبنى منهجاً أكثر حذراً، و يقترح ضربات محدودة داخل سورية قرب الحدود العراقية، يكون هدفها الأساسي هو قطع خطوط إمداد داعش إلى العراق، وبالتالي أمريكا خائفة ولا تريد أن تشارك بقوات برية فى المواجهة مع داعش، وتبني خططها العسكرية على الضربات الجوية مع تسليح قوى أخرى للمواجهة على الأرض مثل البشمركة الكردية أو الجيش الحر.
هناك مؤشرات تدل على أن نشاط "داعش" في العراق بدأ بالتراجع، وهزيمته العسكرية أصبحت مسألة وقت ليس أكثر، لكن نشاط التنظيم ليس محصوراً بالعراق، بل يمتد لسورية التي إستطاع التنظيم أن يحرز تقدماً عسكرياً فيها، ليس فقط في حربه ضد النظام، وإنما أيضاً ضد القوى المسلحة المعارضة، مثل الجيش الحرّ، وجبهة النصرة، وغيرهما من التنظيمات المسلحة الأخرى، وفي ضوء هزيمته المتوقعة في العراق، فمن المنتظر أن يوجه "داعش" أنظاره وجهوده إلى سورية، والتي ستكون محاربته فيها أكثر تعقيداً وصعوبة، ليس فقط من منظور عسكري فحسب، بل من منظور سياسي أيضا، إذ إنه لن يكون ممكناً هزيمة "داعش" في سورية من  دون أن تكون هناك مشاركة من قبل الجيش النظامي، والمشكلة أن الولايات المتحدة وتركيا والسعودية، وهي أطراف رئيسة في التحالف ضد "داعش" في العراق، على خصومة شديدة مع بشار الأسد والنظام السوري، ومن ثم سيشكل التعامل مع هذا النظام عبئاً أخلاقياً وسياسياً كبيراً على كل هذه الأطراف، ومن هذا المنطلق فإن الأمل الوحيد الذي يمكن أن يشكل مدخلاً للحل، هو التفاهم السعودي-الإيراني، والذي يمكن إستثماره في سورية، وبالتالي فإن التآمر على إزاحة  الأسد أو إعادة تقاسم السلطة في سورية تبدو غير ممكنة في هذه المرحلة،  لذلك فعلى الولايات المتحدة أن تقنع حلفاءها الإقليميين في المنطقة، وبخاصة السعودية، بأن الأولوية الآن هي لمحاربة "داعش"، وليس لتغيير النظام في سورية.
في إطار ذلك يمكنني القول أن الإدارة الأميركية هي المسؤولة عما حدث في منطقة الشرق الأوسط من دعم هذه المنظمات ومدها بالأسلحة وكل الإمكانات اللوجستية، فعندما شعرت الإدارة الأميركية أن بعض حلفائها في المنطقة معرضون للخطر بدأت تعمل من أجل إيقاف الإمدادات عن هذا التنظيم، والآن هناك مراجعة لدى الإدارة الأميركية وهناك قرار غربي أميركي لتحجيم هذا التنظيم لأنه أصبح يهدّد أصحابه قبل الأطراف التي يقاتلها في المنطقة، وبالتالي فإن الرئيس أوباما لا يملك خياراً سوى الدخول في معركة لضرب الإرهاب وعليه أن يتعاون مع النظام السوري لضرب هذه المجموعات التكفيرية التي عملت سورية على ضربها منذ البداية، وتخطئ الولايات المتحدة إذا لم تتعاون مع القيادة السورية في القضاء على الإرهاب، لأنّ سورية هي بوابة التصفية لمشروع "داعش" في المنطقة، وبالتالي فإن وضع الولايات المتحدة إمكاناتها في خدمة ضرب "داعش" يجب أن يتم بالتنسيق مع الجيش السوري لما يمتلكه من خبرة ومعلومات وإحداثيات وتجربة كبيرة، وهذا التعاون يسهل على أميركا وعلى كل العالم القضاء على هذا التنظيم.
وأخيراً أختم مقالتي بالقول إنه على مدار الحرب الإرهابية العدوانية على سورية، أثبت الجيش العربي السوري صلابته وتماسكه وتمتعه بقدرات قتالية إستثنائية، ونحن لا نزال نؤمن بأن أي جهد لإستئصال هذا التنظيم الإرهابي، ليس ممكناً من دون أن تكون القوات المسلحة السورية، هي عماد ذلك الجهد، وإن الإختبار الحقيقي لقدرة التحالف على هزيمة "داعش" سيكون في سورية وليس في العراق، وستثبت سورية إنها مقبرة داعش خصوصاً بعد التقدم الكبير في مختلف الجبهات، وبدأت تلك العصابات بالهروب والفرار وذلك لجدية القوات الأمنية في تطهير تلك المناطق، خصوصاً بعد أن حققت بالتعاون مع رجال الحشد الشعبي تقدما كبيراً في مختلف المحافظات والمناطق التي تعج بالإرهابيين.

Khaym1979@yahoo.com

 

الوسوم (Tags)

سورية   ,   دمشق   ,   العراق   ,   داعش   ,   الرئيس بشار الأسد   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz