Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 19 نيسان 2024   الساعة 00:10:04
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
من القصير إلى عرسال .. حكاية مقروءه قبل أن تكتب .. بقلم: بقلم :هشام الهبيشان.
دام برس : دام برس | من القصير إلى عرسال .. حكاية مقروءه قبل أن تكتب .. بقلم: بقلم :هشام الهبيشان.

دام برس:

مما لا شك فيه أن حزب الله  كان يدرك حجم الانتقادات والتهم التي سوف تنهال عليه من كل حدآ وصوب عندما اتخذ قراره بالتدخل المباشر بالازمه السوريه، وكانت له حساباته السياسية والديمغرافيه والجغرافيه والامن الذاتي اللبناني والمبأدئ الاخلاقيه، التي يؤمن بها ويراها أكبر من كل الانتقادات التي وجهت إليه بسبب هذا الولوج المباشر بالملف السوري لانه استشعر كما استشعر غيره حجم المؤامره الكبرى التي تستهدف بجملة ما تستهدف كل قوى المقاومه بالمنطقه ومحورها بشكل خاص وهي سوريا العروبيه،، فاليوم'' وبعد الكم الهائل من الانتصارات التي حققها الجيش العروبي السوري وبدعم من قوى المقاومه الوطنيه العروبيه ومنها "حزب الله"  ابتداءآ من معارك تحرير القصير بصيف 2013الى معارك تحرير القلمون بربيع 2014...ومن الطبيعي ان تشكل جملة هذه الانتصارات بالميدان العسكري السوري حالة  هستيريا وجنون للكثير من قوى التيار الاخر المعادي للدوله السوريه ولقوى المقاومه  بالمنطقه، فهم بعد الانتكاسات المتلاحقه التي لحقت بهم والهزائم بالميدان العسكري  وجملة الانتصارات للدوله السوريه بالميدان العسكري والسياسي ,,قررو بلحظة يأس ان يصبو جام غضبهم على حزب الله، وبهذا وجد الحزب نفسه من جديد ضمن معادله "مركبة الاهداف والعناوين" فهو اليوم مستهد ف داخليآ وخارجيآ,,

ففي هذه المرحله المفصليه التي تعيشها المنطقه وفي ظل هذه الهجمه الشرسه من بعض الكيانات الوظيفيه بالمنطقه و بدعم من مشغليهم بالغرب، على قوى المقاومه بالمنطقه بات واضحآ وبدون ادنى شك ان هناك قوى داخليه في لبنان وخارجه تسعى لضرب حزب الله وبمساعده اقليميه - دوليه وبمحاولة الوصول الى قرار اقليمي - دولي يسعى لضرب منظومة الحزب واستغلال الوضع اللبناني الداخلي وما يحمله من أزمات متراكمه وملفات معقده سهلة الحل أن وجد قرار وطني حر لبناني - ولكن لكثرة وتعدد المراجعيات الاقليميه والدوليه نرئ اليوم هذه الملفات تتحول تدريجيآ الى ازمات قد تعصف بالدوله اللبنانيه بأي وقت ,,وفي نفس الاتجاه تتدعي هذه القوى الداخليه اللبنانيه والخارجيه اقليميآ ودوليآ ان مشاركة الحزب بأحداث سوريا هو سبب بعدم استقرار الوضع الداخلي اللبناني,,,

وبهذه المرحله د خل عامل جديد الى ارض لبنان وهو الارهاب التكفيري ,,ضرب ببيروت بطرابلس بصيدا بالهرمل بعلبك ,,والخ ,,,واخر فصوله كانت عرسال اللبنانيه المحاذيه للحدود السوريه من جهة القلمون المحرر ,,الان ببساطه نستطيع أن نفهم أن هذا الارهاب التكفيري الذي ضرب لبنان ومازال من شماله لجنوبه وشرقه لغربه ,,ليس ارهابآ من أجل الارهاب فقط ,,بل هو أرهاب من نوع اخر هل ارهاب من اجل الوصول الى مكاسب سياسيه ,,فا بلبنان الوضع مختلف ,,والمعادله بسيطه تفجير أرهابي ببيروت يحمل عدة رسائل لكل الاطراف المتنازعه ,,وقد يكون الانفجار مدبر ,,لايصال رسائل الجميع للجميع ,,,وهنا يمكن القول ان الارهاب بلبنان أصبح مشرعن من قبل البعض بل واصبح ضروره لايصال رسائلهم لبعضهم البعض ,,


والدليل هنا ان احداث عرسال الاخيره ,,تم شرعنتها وأصبح الارهاب العابر للقارات والمحيطات والدول هو ارهاب شرعي ,,بل اصبح وجوده الان ضروره عند بعض الاطراف بلبنان ,,كأداة ضغط على حزب الله وقوى وحركات المقاومه بلبنان ,,لجلبها الى ميزان التسويات الاقليميه –المحليه بالمنطقه ,وأول شروطها انسحاب الحزب من سوريا ,وهذه التسويات الذي يجري الان العمل على طبخها بالمطبخ الامريكي ,,بعد الانتهاء من محرقة غزه الاخيره ,,هي ستكون عنوان المرحله المقبله وسيعاد عندها توزيع الادوار بالمنطقه وفق واقع جديد يرسخ لمفهوم " بناء دول الكيانات والمذاهب والاعراق لتكون هي الحل لمشاكل المنطقه,,وبنفس الوقت يكون الكيان الصهيوني المسخ هو السيد المطاع بهذه المنطقه ,,بعد موافقة القوى الفاعله بالاقليم على الاعتراف بيهودية دولة هذا الكيان المسخ المدعوه بدولة اسرائيل,, وفق منظور المخططين  الامريكان و بما ينسجم مع امتداد ت المشروع الصهيو –امريكي –اعرابي ,بالمنطقه لتصفية القوى المقاومه لهذا المشروع"



وهنا فمن الطبيعي الان ان نرئ  ان حزب الله يتعرض  الى هجمه سياسيه شرسه وماتبع ذلك  من التحريض عليه شعبيآ  بشكل غير مسبوق وخصوصآ من  قوى "14 اذار" وبالتحديد تيار المستقبل ,وكيف وجهت له اصابع الاتهام بأنه يجر لبنان الى دائرة النار الاقليميه وكيف أن الحزب هو السبب باحداث عرسال الاخيره وانه هو السبب   بعمليات الاغتيالات وسلسلة التفجيرات التي عصفت بلبنان بالفتره الاخيره - والسؤال هنا؟؟ هل هؤلاء يتناسون عمدآ وقصدآ انهم هم اول من من تدخل بسوريا منذ بداية الازمه وملف المدعو "بعقاب صقر" المحسوب على تيار المستقبل ودعمه وتسليحه للارهاب من تركيا وتسهيل دخوله الى سوريا مازالت ذاكرة الكثيرين تحتفظ به ولن تنساه,,

والحزب نفسه يعي حقيقة هذه المؤامره الداخليه ومحاولة هذه القوى بتوريط الحزب في واقع معين يرسمونه هم بهدف عملية استنزاف تمتد لفترات ومراحل متعدده ومن خلالها وفق خطههم هذه انهم يستطيعون هم ان يضعفو قدرات الحزب وهذا بمجمله وفق خطههم الدراما تيكيه سوف يقود الحزب الى طريق يصل من خلالها الى وضع يتم من خلاله حصر الحزب " وتطويقه بدائرة ضغط كبرى " بحيث يتم العمل بعد عملية الاستنزاف هذه على جلبه لاحقآ الى طاولة التنازلات وعليه سيكون لاحقآ  جزء من منظومة الحل وملفات التسويات" المذله "الكبرى بلبنان والمنطقه بشكل عام  بالمرحله المقبله,,


وطبعآ هنا عندما نتحدث عن لبنان فمن الطبيعي هنا ان نذكر الاقليم لان الكثير من هذه القوى المعاديه لقوى المقاومه في لبنان لديها مراجعياتها الاقليميه والدوليه التي تتماهى مع المشروع  الصهيو –امريكي بالمنطقه ،،

وأذا تحدثنا عن اكبر داعم سياسي ولوجستي لقوى (14) اذار فأول من يظهر على الساحه السياسيه والمرجعيه لهذه القوى هي السعوديه، فقد اعتبر "ال سعود" أن الحزب بتدخله بسوريا افسد عليهم نشوة الانتصار وفق ما يقولون "واهمين" ولهذا قرر "ال سعود" ان عقاب الحزب على تدخله بسوريا,هو استنزافه في الداخل اللبناني ووفق رؤيتهم ان توريط الحزب بملفات داخليه تتعلق بأمن المجتمع اللبناني والحواضن الاجتماعيه للحزب ككل هو أفضل ضربه توجه للحزب عقابآ له على مشاركته بالازمه السوريه وفق رؤيتهم,,

اما المرجعيه الكبرى بالمنطقه لهذه القوى وهو "الكيان الصهيوني" فينظر إلى انه يجب إضعاف الحزب داخليآ وتحديدآ في الحواضن الشعبيه والقواعد الشعبيه للحزب في الداخل اللبناني والاستمرار بضربه حتى يصل الى مرحلة يعلن فيها الموافقه على مسار تسويات مذل لم يكن يقبل حتي بفكرة طرحها للنقاش سابقآ ووفق رؤية الساسه والعسكر الصهاينه  أن هذه الاستراتيجيه هي الخطه الافضل للوصول إلى المواجهة الكبرى والتي ستضمن الحسم الصهيوني في أي معركه مستقبليه ستكون مع الحزب,,

  دوليآ فحلفاء قوى "14" اذار هم كثر فهناك الفرنسيين والامريكان  وهؤلاء يعتقدون ان تدخل الحزب بسوريا ساهم الى حد ما بتقوية ساعد الدوله السوريه واعطى جرعة أمان للمجتمع السوري عندما ظن ان العالم كله تخلى عنه وتركه للارهاب يفتك به,,،

فكثير من الدول مثل امريكاتعتقد الان ان هذه المرحله هي المرحله الافضل و أن الفرصة مواتية اليوم لوضع الحزب "بدائرة ضغط الكبرى وتطويقه داخليآ واقليميآ"، في محاوله لجعل حلفائهم قوى "14" اذار يستعيدون زمام المبادره داخليآ عبر أدوات متعددة إعلامية وسياسية وبدعم من د ول اقليميه،واحداث عرسال الاخيره خير شاهد على ذلك,,

حزب الله بدوره يعرف مسار هذه المؤامره الكبرى التي تستهدفه داخليآ واقليميآ ودوليآ فالحزب يعي اليوم واكثر من أي وقت مضى ان لبنان اصبح ساحه مفتوحه لكل الاحتمالات اغتيالات وتفجيرات وانتشار للجماعات الإرهايية - فالمناخ العام للقوى المعاديه له داخليآ واقليميآ ودوليآ بدأ يشير بوضوح إلى أن حزب الله بات هدف لهذه القوى ,,

وهنا  حاول الحزب قدر الامكان تقديم مبررات ومعادلات الامن الذأتي والمبأدى الاخلاقيه والحسابات المستقبليه لتوسع نفوذ وقواعد الجماعات الارهابيه التي نشرت قواعدها بالقرب من الحدود اللبنانيه – السوريه كسبب منطقي لدخوله بقوه الى ساحة المعركه على الارض السوريه ,,

وفعلآ أتضح  مع مرور الوقت  أن الحزب كان محقآ بطرح مبرراته تلك وقد كانت كل المخاوف  الموجوده عند الحزب  محقه  ,,فالكثير من الجماعات التكفيريه اصبح لها قواعد داخل الجغرافيا اللبنانيه بشكل واضح لا يقبل التشكيك،,,وهنا  فقد قدم الحزب كل مبرارته لهذا التدخل ووصف ماجرى ما جرى بأنه تم من أجل الدفاع عن الحدود اللبنانية وهو بذلك يدافع عن ألأمن الوطني اللبناني وهذا ماحصل فعلآ بعد حسم معركة  القلمون ,, عندما توقف شريان ومحرك ارسال السيارات المتفجره والانتحاريين من هذا الخزان والحاضنه الارهابيه الى لبنان,,

وهذا  بدوره  لايخرج الحزب عن خطه السياسي والنضالي  كحركة مقاومة مسلحة وطنية لبنانية، وأستطاع بذات السياق أن يبرر دفاعه عن النظام السوري بحكم العلاقة الاستراتيجية والأمنية بينهما وما يمثله هذا النظام من حماية لظهر المقاومة اللبنانية والفلسطينيه والعراقيه سابقآ بالمنطقه,,

ووفق هذه المبادئ سار الحزب في الطريق الذي يرأه ينسجم مع مواقفه ومبادئه السياسيه والاخلاقيه. فاليوم على الارض، وبعد حسم الجيش العروبي السوري و باسناد من قوى المقاومه الاخرى ومنها "حزب الله" مجموعه من الاهداف الاستراتيجيه في القلمون وريف حمص وتحديدآ على الحدود السوريه – اللبنانيه,,هذه الانتصارات بالميدان العسكري السوري  اعادة خلط الاوراق من جديد على الارض,,,

وبالنهايه , فاليوم يبدو المشهد ضبابيآ,, فالقوى اللبنانيه اليوم على تعدد توجهاتها ومرجعايتاها تتحدث عن واقع جديد ومفهوم جديد للحرب على سوريا بعد حسم معركة "القلمون" المجاوره للحدود اللبنانيه  وبعدها "قلعة الحصن" بريف حمص و التي كان حسمها بمثابة القشه التي كسرت ظهر جماعات الارهاب التكفيري , المدعومه والمموله من بعض الكيانات الوظيفيه الطارئه على المنطقه والتي بدورها تأخذ المنطقه برمتها الى المجهول والسؤال هنا هل يرتبط هذا المجهول تحديدآ بما يخص لبنان - بما يتردد حول سيناريو تكثيف حالة الاغتيالات للساسه والعسكر بلبنان، وما ينعكس بعد ذلك بمواجه داخليه بين الفرقاء بلبنان ,, او مايتعلق بفوضى وتأخير استحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية اللبنانيه، ام سنرئ قريبآ عمليه عسكريه صهيونيه واسعه بالداخل اللبناني، لدفع الامور نحو واقع معين جديد في المنطقة,,بعد انكسارهم بغزه؟ بالنهايه المرحله صعبه والتاكيدات لما سيجري من عمليات قيصريه بالمنطقه بالمرحله المقبله هو مازال مجرد تحليلات وتكهنات لانه لم يعد يأخذ منحى عابرا كما يتحدث البعض,, ففي الكواليس هناك تكهنات و تأكيدات حول تطورات دراماتيكية سيعيشها لبنان بالمرحله المقبله كجزء من حالة الاستقطاب بالمنطقه وحالة الفوضى المتوقعه مستقبلآ بالاقليم ككل ,,وهذا ما ستحد ده ,,الاحداث الاخيره سواء ماسيجري بمساومات لاحداث عرسال اليوم ,أوما ستؤول اليه الامور بغزه, وللتطورات الاحداث بالميدان العسكري السوري اوبمسار تداخلات الفوضى بالساحه العراقيه ..........

* ناشط وكاتب سياسي – الاردن.
hesham.awamleh@yahoo.com

الوسوم (Tags)

لبنان   ,   الصهيونية   ,   الإرهاب   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz